المملكة تتميز بوجود عدد كبير مِن الآبار التاريخية، والتراثية، أبرزها، والمعروف للجميع هو بئر زمزم العظيم (قد تحدث عنه زملائنا في المرسال بإمكانك البحث عنه عن طريق خانة البحث والقراءة عنه إن أردت)، بالإضافة لذلك البئر فهناك أبار قديمة قدم التاريخ، بُنيت وظلت صامدة في وجه رياح الزمن وقسوته، هنا سنستعرض بعض المعلومات، والصور عن  بئرين معمرين مِن زمن غابر أولهما مِن أضخم الآبار التي عرفها التاريخ، وثانيهما بئر لم يعرف له صاحب، أو حكاية لكنه ظل صامداً في وجه تغيرات الزمن. وكلاهما أصبحا مزار يقصده الزوار.

بئر هداج  أضخم الآبار التي عرفها التاريخ القديم
مِن أشهر الآبار التراثية في المملكة، بل أشهر وأضخم الآبار التي عرفها التاريخ القديم حيث يعود تاريخ بنائه تقريباً إلى سنة ألف قبل الميلاد أي في القرن السادس قبل الميلاد، ويسمى بشيخ الآبار، أو شيخ الجوية لقدرته على سقاية البشر، والحيوانات في آن واحد.

يقع وسط المدينة القديمة في مدينة تيماء التابعة لمنطقة تبوك، ذا شكل دائري غير منتظم، وفوهة واسعة حيث يصل قطرها إلى 50قدم، وعمقها إلى 40 قدم،  محاطة بأشجار النخيل. يعود تاريخ بنائه إلى وقت احتلال البابليين لتيماء، ويأخذ بناءه طابع البناء البابلي، وقد سمي هذا البئر بذلك الاسم نسبة إلى إلى إله الماء عند السّامين، كذلك نسبة إلى كلمة هدج، والتي تعني السير بخطوات سريعة، وذلك كناية عن سرعة تدفق ماء البئر.

وقد تعرض هذا البئر لكثير مِن الأحداث مِنها ما أدى لاندثارها تماماً بسبب الطوفان، ثم جاء طوفان آخر وطمرها وظلت كذلك حتى عاد سليمان الغنيم وأعاد الحياة فيها حيث حفرها مرة أخرى وعادت للعمل ولإمداد البلدة بالماء بواسطة السواني(وهي عملية قديمة في استخراج المياه من الآبار بواسطة الجمال أو غيرها من الحيوانات وهي من تراث المملكة). ثم في عام 1953م قدم الملك سعود بن عبدالعزيز إلى مدينة تيماء فأمر بتركيب 4مضخات حديثة على جهات البئر حتى يسهل على السكان أخذ الماء من جوف البئر، واستخدامه وكانت تِلك نقطة تحول  في تاريخ البئر وكان نتاج هذا البئر العذب، والوفير الماء أن جعل مدينة تيماء مِن المدن الزراعية حيث مياهه كانت سبب في خصوبة التربة فأصبحت المدينة مليئة بالبساتين، والنخيل.ثم كادت مهمة البئر تنتهي بسبب عوامل أخرى أدت إلى تهالكه حتى عاد الأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز أمير منطقة تبوك بإعادة للبئر الحياة مرة أخرى حيث قام بترميمه بواسطة مشروع سمي”مشروع الملك سعود لترميم بئر هداج” وكان ذلك مشروع كبير يهدف لإعادة هذه البئر الأثرية لوضعها التاريخي القديم حيث أعيد بناء الأماكن المتهدمة بِه، ورُصفت حوافه، ثم وضع عليه سياج حديدي لمنع أي تعدٍ أو رمي مخلفات فيه. وعادت البئر معلم حضاري وتراثي وتاريخي تجتذب الزوار لها من كل مكان، ومازال يضخ الماء من جوفه.بئر هداج تيماء

بئر هداج في تيماء

بئر سيسرا  الذي يعود أسمه للقائد الكنعاني
أما بئر سيسرا فهو بئر أثري، وقديم تابع لمنطقة الجوف والذي يُعد مِن أبرز آثاره، حيث يقع في الطرف الشمالي مِن مدينة سكاكا، وبالقرب مِن قلعة زعبل التاريخية. ويُعتبر ذلك البئر مِن الآبار المنحوتة في الصخر الرملي المميز بطريقة حفره تِلك، على شكل بيضاوي، وقطراه 8 أمتار في 9أمتار، ويصل عمقه إلى نحو 15 متر، وقد نحت داخله درجات تصل إلى عمقه، وقناة محفورة داخله بشكل أفقي كانت تعمل على توصيل الماء للمزارع. و يعود تسمية هذا البئر للقائد العسكري الكنعاني سيسرا، والذي قاد جيش الكنعانين في حرب اليهود في فلسطين. ولهذا البئر أهمية تاريخية، وتراثية ولذلك رُمم وأحيط بجذوع، ورصفت المنطقة المحيطة بِه لحمايته. ولكن لا أحد يعرف تحديداً عن تاريخ هذا البئر، أو من قام ببنائه.بئر سيسرا

بئر سيسرا في سكاكا