في عصرنا الحالي قد ظهرت العديد من المصطلحات الهامة والخطيرة التي تدق ناقوس الخطر وتتطلب منا جميعًا أن نكون على أعلى درجة من الوعي والحذر حتى لا ننزلق إلى براثن العديد من المفاهيم المغلوطة سواء الدينية أو المجتمعية التي بدأت تُسيطر على جزء كبير للغاية من أفراد المجتمع وخصوصًا فئة المراهقين والشباب ، ولعلنا قد سمعنا جميعًا عن مصطلح ” التطرف ” ولكننا لا نعي جيدًا ما هو وما هي أسبابه وما هي طرق مواجهته ، ولذلك فقد حرصنا عبر هذا المقال على أن نُقدم لكم بحث شامل عن التطرف .
ما هو التطرف ؟
لقد تبارى العديد من الخبراء والعلماء لإيجاد تعريف محدد للتطرف ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك ؛ ويرجع ذلك إلى أن التطرف هو فكر متعدد الجوانب والأركان يصعب حصره في تعريف واحد ، ولكننا يمكننا أن نوضح لكم الصورة أكثر بأن نذكر أن التطرف هو عبارة عن مجموعة من السلوكيات وردود الأفعال والأفكار المُعادية التي تصدر عن الفرد نتيجة تعرضه إلى بعض الأحداث والمواقف الاجتماعية المختلفة .
وتختلف هذه السلوكيات وردود الأفعال وفقًا للفكر الذي يعتنقه هذا الشخص ، ونظرًا إلى وجود عدد كبير من الأفراد الجماعات التي تتبنى سلوكًا متطرفًا يشذ عن السلوك القويم والسويّ سواء على المستوى الاجتماعي أو الديني ؛ فإننا نجد ردود أفعال سلبية مُدمرة للفرد والمجتمع ينتج عنها اندلاع الحروب الأهلية وقتل الأبرياء وإفساد المجتمع والعديد من صور ومظاهر التخريب والدمار .
ما هي أسباب التطرف ؟
لا يوجد سبب واحد يؤدي إلى اعتناق الإنسان لأفكار متطرفة ؛ بل يوجد عدد كبير من الأسباب التي ينبثق عنها العديد من الأفكار الشاذة والمتطرفة ، وهي تشمل :
أولًا : أسباب نفسية :
والمقصود بها أن الشخص المُتطرف هنا يُعاني من بعض الأمراض النفسية والعصبية نتيجة التعرض إلى الضغوط أو الصدمات النفسية أو غيرها من المُسببات الأمر الذي يجعله يجد ملاذًا ومخرجًا في اتباع الأفكار المتطرفة والمغلوطة يتخلص من خلالها مما يُعاني منه من اكتئاب وقلق دائم وتوتر ووسواس قهري وغيرها من الاضطرابات النفسية .
ثانيًا : أسباب بيولوجية :
أما الأسباب البيولوجية فهي متعلقة بالبيئة التي نشأ بها الشخص المُتطرف جعلته ناقمًا على جميع من حوله وكارهًا للحياة ؛ وعلى سبيل المثال فقدان أحد الأبوين في سن صغير أو التعرض إلى الظلم والقهر لأي سبب ، وهذا الأمر يجعله رافضًا للمجتمع بشكل كامل ورافضًا لأي سيادة عليه من الدولة أو من القانون وبالتالي فهو يلجأ إلى الانضمام إلى الجماعات التي توافقه في هذا الفكر .
ثالثًا : أسباب اقتصادية :
لعلنا قد لاحظنا جميًعا أن انتشار الإرهاب والتطرف في مجتمعنا العربي قد زاد بشكل ملحوظ مع انتشار الفقر والبطالة وعدم قدرة الإنسان على القيام بالتزاماته الأسرية وفشله في الحصول ما يطمح إليه من وظائف ، مما يؤكد أن انتشار الفقر والجهل والبطالة والمرض من أدعى الأسباب التي تجعل الشخص المُتطرف ناقمًا على دولته ومجتمعه .
رابعًا : أسباب دينية :
أما التطرف الديني فهو يُعتبر من أخطر أنواع التطرف ، وهو الناتج عن الفهم الخاطئ للدين والانتماء إلى الجماعات الدينية المتطرفة التي تُوهمه بأن قتل الأبرياء هو انتصار للدين وسببًا لدخوله الجنة ، مما يدفع العديد من الشباب إلى تبني تلك الأفكار الخاطئة ظنًا منهم أنهم يخدمون الدين .
طرق علاج التطرف
دائمًا ما ينجم عن التطرف ضعف الدول وتخلفها وتراجعها ولهذا السبب على جميع أركان الدولة والمجتمع على المستوى الفردي والأسري والحكومي أن يكون هناك تكاتف واتحاد من أجل حصر ظاهرة التطرف والتغلب عليها بشكل كامل ، ومن أهم طرق علاج التطرف ، ما يلي :
-يجب أن يتم احتواء فئة الشباب التي تميل إلى التطرف ومواجهة الفكر بالفكر.
-كما يجب تجديد الخطاب الديني وتوضيح حقيقة وسماحة الأديان السماوية التي تنبذ العنف والإرهاب والتطرف بشكل كامل مع التأكيد على أخذ الدين من المصادر الموثوقة وعدم الانسياق إلى أي شخص يدعي أنه من رجال الدين .
-يجب التعرف على المشاكل التي تواجه الشباب خصوصًا مشكلة البطالة ومحاولة إيجاد حلول سريعة لها حتى يجد كل شاب ما يشغله ويفرغ طاقته بدلًا من أن يبحث عن طرق تطرف غير قانونية لإفراغ طاقته .
-من المهم أيضًا أن يتم زرع حب الوطن والعمل على حمايته في نفوس النشأ الصغير والمراهقين والشباب وتوضيح أن حب الوطن والدفاع عنه واجب إيماني .
-من أهم طرق انتشار التطرف والأفكار المغلوطة هي مواقع التواصل الاجتماعي وبالتالي يجب أن يتم مراقبة هذه المواقع جيدًا وحجب المحتويات المتطرفة حتى لا تجذب الشباب وتمدهم بالمعلومات المغلوطة والخاطئة التي تؤدي إلى اعتناقهم للأفكار المتطرفة .
-يجب أن يكون هناك رقابة أبوية من الآباء على أبنائهم ومعرفة أصدقائهم جيدًا لحمايتهم من الجماعات المتطرفة .
-كما يجب أن يكون هناك عقوبات رادعة لكل من يرتكب جرائم إنسانية مُتطرفة في حق الوطن وأبنائه .