العنف الأسري هو مجموعة من السلوكيات والممارسات العدوانية التي تمارس من قبل فرد إلى أشخاص آخرين، داخل نطاق الأسرة الواحدة وفي الغالب يمارس ذلك العنف على فئة مستضعفة تعجز عن إماطة الأذى عن نفسها مما يسبب الكثير من الأضرار وللعنف الأسري العديد من الأشكال كالتهديد النفسي، والاعتداءات الجنسية، والاعتداء السلبي الخفي.
أسباب العنف الأسري
أسباب مجتمعية
– مشاهدة أفلام العنف الزائد والتأثر بها أكثر من اللازم.
– أحداث العنف التي تنقل خلال الأخبار في الفضائيات المرئية وشبكات التواصل الاجتماعي.
– الفيسبوك وتويتر وإنستجرام جعلوا من العالم قرية صغيرة تنقل من خلالهم تفاصيل كل الأشياء التي تحدث.
أسباب ذاتية
– تعاطي العقاقير المخدرة والمسكرات.
– مرض عقلي.
– الاضطرابات النفسية الشخصية وما ينتج عنها من تصرفات.
أسباب اجتماعية
– البطالة والفقر أو الدخل المحدود الذي لا يكفي احتياجات أفراد الأسرة.
– المشاحنات المستمرة بين أفراد الأسرة، خاصة مع وجود ضغط مستمر في العمل أو خارج المنزل قد يؤدي لذلك.
– البيئة المحيطة التي يعيش فيها الفرد مع أسرته، وكيف تؤثر على تصرفاتهم.
نظريات حول العنف الأسري
نظرية الضبط الاجتماعي
– ترى نظرية الضبط الاجتماعي أن العنف فعل غريزي يمارسه الإنسان على غيره عندما لا يجد رادعا من قبل المجتمع أو القانون يمنعه أو يعاقبه على ممارسة فعل العنف ذلك أيا كانت صورته تلك.
نظرية التعليم الاجتماعي
– تبناها عالم النفس ألبرت باندورا حيث أوضحت أبحاثه حول العنف الأسري أنه غالبا ما يكون العنف سلوك مكتسب يتعلمه الإنسان من المحيط الذي يعيش فيه، خاصة الوالدين فتظل طباعهم في عقله منذ نعومة أظفاره وتنعكس إلى سلوكيات عندما يكبر ليمارس تلك الأفعال مجددا دون وعي منه أنه أقتبسها من معاناته مع والديه وهو صغير.
نظرية الإحباط والعدوان
– يرى أصحاب هذه النظرية أن العنف ما هو إلا وليد لمشاعر الإحباط والبؤس المنتشرين في المجتمع، وأرجعت النظرية عودة بعض الأزواج من العمل محبطين، بصرف النظر عما أفضى إلى شعورهم هذا، فينهالوا على أفراد أسرتهم بالأذى الجسدي واللفظي والتعنيف في محاولة لتفريغ هذه المشاعر السلبية والتخلص منها ليصبحوا في حالة أفضل مستعدين لاستكمال روتينهم اليومي والذهاب إلى العمل.
أشكال العنف الأسري
– يتخذ العنف الأسري عدة أشكال نتيجة لتنوع أسبابه، وينقسم إلى جسدي أو جنسي أو عاطفي.
العنف الأسري العاطفي
– ينتج العنف الأسري العاطفي عن الضغوط النفسية، ويسميه البعض العنف النفسي أو الفكري.
– يتخذ عدة صور جميعها قائمة على إذلال الضحية علنا وسرا وتعمد الاعتداء عليها.
– إيذاء الضحية عن طريق الإضرار بالمحيطين من حوله وخضوعه للتهديدات.
– عزل الضحية اجتماعيا عن طريق خلق فواصل قوية بينه وبين المقربين من الأصدقاء والعائلة لضمان عدم البوح لهم.
– إخفاء جزء من الحقائق عن الضحية والتعمد على الانتقاص من قيمته أو إحراجه.
العنف الجسدي
– ينتج عنه الشعور بالألم الجسدي والنفسي والخوف، ويتخذ صور عدة مثل اللكم والضرب والصفع والحرق والخنق.
– حرمان الضحية من الرعاية الطبية عند الحاجة لها من فرط التعذيب.
– إجبار الضحية دون إرادتها على تناول العقاقير المخدرة أو الكحول.
– حرمان الضحية من تناول الطعام أو النوم أو الخروج من المنزل أو وظائف أخرى.
العنف الجنسي
– تعريفه وفقا لمنظمة الصحة العالمية أنه أي فعل جنسي، أو محاولة للحصول على فعل جنسي، أو تعليقات أو تحرشات جنسية غير مرغوب فيها، أو أفعال مشبوهة أو موجهة بطريقة أخرى، ضد الحياة الجنسية للشخص باستخدام الإكراه، من قبل أي شخص بغض النظر عن علاقته بالضحية، وفي أي مكان، إذْ لا تقتصر على المنزل والعمل.
– استخدام القوة للحصول على مشاركة في نشاط جنسي غير مرغوب فيه من الطرف الآخر.
– إجبار الضحية على ممارسة الجنس عموما دون رغبتها مثل الزوجة.
العنف اللفظي
– الشتم والسب والإنقاص من ثقة الضحية عن طريق أتباع ذلك الأسلوب.
– دائما ما يتلازم العنف اللفظي مع كل الصور التي ذكرناها العنف العاطفي أو الجنسي أو الجسدي.
العنف الاجتماعي
– هو إجبار طرف آخر في الأسرة عن التنازل عن حقوقه الاجتماعية مقابل المعاملة الحسنة في الأسرة أو عدم تعرضه للعقاب.
– مثل إجبار الابنة على العودة لزوجها أو عدم اللجوء للطلاق.
طرق علاج العنف الأسري
– يصعب تقييم العنف الأسري نظرا لانخفاض معدلات الإبلاغ عنه خوفا من الطرف المسيطر أو المجتمع ولكن يوجد عدة طرق لعلاجه.
– نشر الوعي بين السكان عن أهمية استقرار الأسرة وخاصة بين الاباء.
– منع الأطفال من مشاهدة أعمال العنف التي تعرض على الشاشات سواء على التلفاز أم الحاسوب أم الهاتف وفرض الرقابة حتى سن معين على حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
– استخدام وسائل أخرى للعقاب غير العنف البدني أو اللجوء له كخيار أخير على الأقل.