السيد سامسون هو صحفي يعمل في إحدى الصحف الأمريكية “بوسطن غلوب” تعرض لحادث غريب من نوعه أشبه بالمعجزة تمثلت في حلم غريب قام على أثره مفزوع وقرر أن يكتب قصة شيقة عنه ولم يكن يعلم حينها أن هذه القصة سوف تغير من مسار حياته تمامًا ويصبح أشهر صحفي في القرن التاسع عشر.
المحيط الهندي، إلى هنا والأمور تسير بشكل جيد وحلم السيد “سامسون” يبدو في قمة الجمال، ولكن ما شاهده بعد ذلك كان أمرا مروعًا بحق.
حلم أم كابوس:
فجأة تحول حلم سامسون إلى كابوس فقد وجد أن هناك بركانًا في أعلى الجزيرة يخرج من فوهته اللهب، وكانت أرض الجزيرة تهتز والناس في حالة فزع ونظرهم معلق بالبركان وما يصاحبه من اندفاع للحمم التي تزحف باتجاه الناس وهى أشبه بالأنهار المتدفقة، كانت تعلو صرخات الناس نتيجة لتشقق الأرض والبيوت التي كانت تعلو في الهواء.
والناس وسط هذا الكابوس عاجزين تماما عن الهرب والفرار مما سيواجهونه من هلاك، وحتى من يستطيع الفرار من الحمم كان يلقى حتفه غرقًا بالبحر، فقد كانت تقابله أمواج البحر العالية التي تسبب بها الانفجار البركاني وفجأة انفجرت الجزيرة بالكامل وتحولت إلى رماد.
قصة مشوقة ومثيرة:
استيقظ سامسون وهو في حالة من الرعب الشديد و شعر بأنه منهك انهاك تام فقد كانت صرخات الناس واستغاثتهم مازالت حية في أذنه، لكنه قبل أن يقوم بمغادرة مكتبه، هم بكتابة جميع ما رآه وبالتفصيل في ورقه بعد أن راودته الفكرة بأن يقوم بتحويل هذا الحلم الغريب إلى واحده من أكثر القصص الخيالية تشويقا و إثاره، وبعد انتهى من كتابة كافة الأحداث كتب على هذه الورقة هام جدا وتركها على المكتب الخاص به لوقت الاستخدام.
خبر مفبرك انتهى بالطرد:
في صباح اليوم التالي دخل مدير التحرير إلى مكتب “سامسون” فوجد القصة موجودة على مكتب سامسون تحمل اسم مهم، فاعتقد أن ذلك الصحفي النشيط قام بعمل سبق صحفي لم تسبقهم إليه أي صحيفة أخرى وهو عن دمار جزيرة لم يعرف هو عنها من قبل تسمى “برلاب” لذلك أسرع المدير متجهًا إلى المطبعة حتى تكون صحيفته هي الأولى في نشر هذا الخبر الهام عن نهاية الجزيرة.
عاد “سامسون” إلى عمله في اليوم التالي ليتفاجأ بأن قصته تحولت إلى خبر أحدث ضجة كبيرة بسرعه عالية وذلك لأن الـ “بوسطن جلوب” كانت هي الصحيفة الوحيدة التي قامت بنشر الخبر وهو ما جعل كافة الصحف تستفسر عن هذه الجزيرة وعن مكان تواجدها وكيف أنهم لم يسمعوا بها من قبل؟
توجه سامسون إلى رئيسه مبلغًا إياه حقيقة الأمر وأن الخبر الذى قام رئيس التحرير بنشره ما هو إلا حلم قد شاهده في منامه ليس أكثر، وكانت النتيجة إقالة سامسون من وظيفته كصحفي وبعد ذلك أعلنت الصحيفة اعتذارها عن الخبر المفبرك وحملت سامسون المسؤولية كاملة من خلال في المؤتمر الذي عقدته الصحيفة لتوضيح سوء الفهم الذى قد حدث.
الحلم تحول إلى حقيقة:
بعد عقد المؤتمر بحوالي أسبوعين ظهرت سفينه تحمل معها قصه قلبت كل الموازين، ظهرت السفينة ومن عليها في قمة التهالك، وكان جميع الأفراد على السفينة في منتهى الزعر وما كانوا يرونه كان أشد فظاعة وأصعب من أن يتم تصديقه، كما أن سفينتهم الشبه منتهيه كانت تعبر عن هول ما شاهدوه قبل وصولهم، روى أفراد السفينة أن هناك جزيرة تدعى “كراكاتاو” قد حدث بها انفجار بركاني هائل وأن هذه الجزيرة في المحيط الهندي.
بعد انتشار خبر السفينة قامت الصحيفة بإرجاع سامسون إلى وظيفته وقامت بترقيته من جديد، وعادت “بوسطن غلوب” لتعلن بكل تبجح أنها كانت أول من ذاع هذا الخبر وذلك لأن كافة الصحف كانت قد همت بالكتابة عن خبر انفجار الجزيرة بعد أن أصبح الخبر مثار استغراب من الجميع.
الخبر في الصحف الأمريكية عن أحداث “كراكاتوا”:
في إندونيسيا وبالتحديد بين جزيرتي سومطرة و جاوة تقع جزيره بركانيه تسمى “كراكاتوا” في مضيق سوندا، في عام 1883 حدث انفجار بركاني هائل على هذه الجزيرة الضخمة والتي كانت تحتوى على 165قريه وبلده قد تم تدميرهم بالكامل نتيجة لموجات تسونامي قاتله قد أحدثها هذا الانفجار الضخم، وهذا ما ذكرته سجلات شركة جزر الهند الشرقية بهولندا إذ أنها في ذلك الوقت كانت تحتل الجزيرة، كما أن هناك ثلاثة جزر تلتف حول هذه الجزيرة أو بالأصح ما تبقى منها يطلق عليهم نفس الاسم، وتبعًا لموجات المد الهائلة التي أحدثها الانفجار فقد أصيب عشرة ألاف شخصا وهلك 36417 فرد أخرين من ساكني الجزيرة.
مفاجأة مدوية برلاب حقيقة وليست حلم:
مر سنوات طويلة على خبر الجزيرة لكن ظل تساؤل واحد ما هي برلاب؟ وماذا يعني هذا الاسم؟ كان هذا الاسم مجهول حقيقة لدى الجميع حتى سكان الجزر المجاورة لم يسمعوا به ولم يجدوه حتى في جميع السجلات البحرية وقت حدوث الكارثة.
بعد مرور سنوات طويلة على الواقعة قامت الجمعية التاريخية بهولندا بإرسال رسالة إلى سامسون وهى عباره عن خريطة للمحيط الهندي قديمة عمرها منذ 150عامًا وكانت الخريطة تحمل اسم جزيرة “برالاب” وأن هذا الاسم استخدمه السكان المحليون فقط أما الأخرون فكانوا يستخدمون أسم “كراكاتاو” ولذلك فمع مرور الوقت نسى السكان هذا الاسم ولم يعد موجودا إلا في حلم السيد “سامسون” فقط.