قضايا قتل الأزواج انتشرت كثيرا في الأيام الجارية بشكل غير متوقع، فلقد نسي الجميع ميثاق الزواج المبني على الرحمة والمودة وتغافلوه ليقوموا بأعمال القتل للتخلص من أي من الطرفين فالقتل بكل أنواعه مرفوض تماما ولا يوجد أبدا أي مبرر لأعمال القتل، حتى أصبحت المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي تكتظ يوميا بحوادث قتل الأزواج ، فالخلافات الأسرية والعنف الأسري وصغر السن وعدم تحمل المسئولية وإدمان المخدرات وغيرها من الأسباب الأخرى في انتشار هذه الظواهر الجديدة على مجتمعنا ، حتى وإن حاول أحد الأطراف التضليل على دوافعه وراء القتل فإنه لن يستطع أن يخفيها أمام الجهات المسئولة، فلقد فجع الشارع السعودي منذ أقل من شهرين لحريق زوجة في غرفة فندقية في أحد الفنادق بدون سبب معلوم أو فاعل معلوم وهو الأمر الذي أثار الجدل حوله مع غموض الحادث ، ولكن التقرير الشرعي وهيئة الإدعاء والتحقيق وكافة الجهات المسئولة استطاعت أن تكشف كل الجوانب الغامضة لهذا الحادث، فإليكم الحقيقة في المقال أدناه
تفاصيل الحادث
بدأت الواقعة باندلاع حريق داخل إحدى الغرف بأحد الفنادق وأسفر الحريق عن وفاة الزوجة محروقة فلم تتمكن من إنقاذ حالها ولكنها استطاعت أن تنقذ أولادها الثلاثة عن طريق إلقاءهم من نافذة الغرفة التي تتواجد في الدور الأرضي فهي قريبة من سطح الأرض، والأمر الذي دفعت الأسرة لاستئجار هذه الغرفة الفندقية هو أن الزوج عجز عن دفع إيجار شقته وقد فصل من عمله ولم يجد المال لأنه يتعاطى المخدرات إضافة إلى أنه طالب الزوجة بطلب المال من أهلها ، وفي يوم الحادث قابل المتهم عامل النظافة في الفندق وأعطاه سجائر وولاعة كان يحملها معه وطلب منه ألا يهرع إلى الغرفة في حال سماع أي صراخ أو نداء استغاثة ثم توجه المتهم إلى أحد المساجد القريبة وبعد دقائق من خروج الزوج اندلع الحريق ولم تستطع الزوجة الهروب ولكنها دفعت أولادها من نافذة الغرفة وتمكنت النيران من أن تحرق الزوجة وتؤدي إلى وفاتها.
كشف الحقيقة وراء الحادث
كشفت التحقيقات بعد مرور شهرين من حادث احتراق غرفة الفندق التي كانت تقطن زوجة وثلاثة من أولادها على أن الحريق تم بفعل فاعل والمتهم الوحيد في هذه الواقعة هو الزوج، فلقد أقر التقرير الشرعي “إن الحريق تم بفعل فاعل، نظرا لوجود كميات كبيرة من البنزين في الغرفة”، إضافة إلى “اختفاء بعض الأدلة والبراهين بسبب الحريق والتي تدل بشكل قاطع على تورط شخص في الحادثة”وقد وصف الواقعة بالشنيعة نظرا لما تسببه الحادث من نتائج محزنة جدا على الزوجة وعلى الفندق.
كما كشف المحامي المكلف بالترافع في قضية الزوجة المحترقة أن الزوجة كانت تتعرض إلى العنف الزوجي المستمر من قبل الزوج نتيجة لتعاطيه المخدرات وهو الأمر الذي جعله يشرع في قتل الزوجة وقد اتضح ذلك من خلال محضر التحقيق والتسجيلات الصوتية المحرزة كما أورد الزوج الكثير من التناقضات بخصوص هذه الواقعة والتي أثبتت أنه المتهم الوحيد ولكن المحققين قد قاموا بتحويله إلى الجهات الطبية للكشف عن صحة قواه العقلية وقد كشفت النتائج أنه لا يعاني من أي اضطرابات نفسية أو عقلية.
اعترافات مزيفة من الضحية
كشفت هيئة التحقيق والادعاء العام تسجيلات صوتية وجدت على هاتف المتهم والتي تتضمن اعترافات مزيفة من الضحية وقد كشف آخر تسجيل من هذه المقاطع والتي تبين أن الضحية قالت لزوجها في التسجيل “هل تريد أن أكمل أو أزيد على هذا الكلام؟” والذي يدل على أن الزوجة كانت تنفذ أوامر وفقا لما يوجه إليها من قبل الزوج مما جعل هناك سببا أكيدا لتورط الزوجة في جريمة القتل .
وقد وجه الادعاء تهمة القتل العمد إلى الزوج وقد طالب أيضا بتطبيق حد القتل قصاصا نظرا لوجود عدة إثباتات تؤكد على تعرض الزوجة للعنف المستمر من قبل الزوج وليس لها أي علاقة بأي عداوة مع أشخاص آخرين خاصة مع ثبات الطب الشرعي بأن الجريمة المرتكبة تمت بفعل فاعل.
نهاية
لا يوجد أبدا أي مبرر لما قام به ذلك الزوج فقد تجرد الزوج من كل معاني الإنسانية والرحمة وإنقاذ وراء الشيطان ومخالب الإدمان ليفكر في مخطط شيطاني للتخلص من أسرته التي تتكون من الزوجة وثلاث أطفال ، وهو لم يعرف أنه المتهم الوحيد في ذلك الحادث فرسم خطته ودبرها بدون أن يعلم أن الله سبحانه وتعالى مطلع على كل شئ وقد كشفه في الوقت المناسب بالأدلة والبراهين لذلك لابد من تشديد العقوبة عليه وأن يحققوا القصاص العادل لهذا الإنسان الذي لا يملك أي معاني الإنسانية فمثله لا يقبل به مجتمعنا ولا يغفل أبدا عقاب الله عز وجل في الآخرة فقد قتل نفسا بريئة بلا أي ذنب، فرحمة الله عليها وصبر أولادها.