تعد ولادة بنت المستكفي شاعرة وأميرة مسلمة أندلسية، فهى ولادة بنت محمد بن عبدالرحمن الأموي، ويرجع نسبها لعبد الرحمن الداخل الأموي القرشي، وهى واحدة من أميرات الدولة الأموية وأشهر إمرأة بالأندلس أيضًا، ووالدها هو محمد المستكفي بالله، فهي من أشهر الأدباء والشعراء ولديها بيتان من الشعر عرفت بهما بطريقة كبيرة، ووفق ما أكد عليه المؤرخين أنها كانت تقوم بكتابة هذه الأبيات على ثوبها.
فلقد كانت تقوم بكتابة كل بيت على جهة وهاتين البيتان هما :أنا والله أصلح للمعالي وأمشي مشيتي وأتيه تيهاً — أمكن عاشقي من صحن خدي وأعطي قبلتي من يشتهيها، وسوف نتعرف من خلال هذا المقال على أهم المعلومات عن ولادة بنت المستكفي.
من هى ولادة بنت المستكفي
تعتبر من أشهر الأدباء والشعراء العرب، حيث ولدت في مدينة قرطبة بالأندلس بالتحديد في عام 994، ويطلق على اسم والدتها سكرى، وكانت جارية إسبانية أي أنها ليست عربية، وكانت تتسم ببياض البشرة والشعر الأصفر والعينين الزرقاوين، وهذا ما ورثته منها ولادة بنت المستكفي، واشتهرت بمجالستها للشعراء والإندماج معهم وكانت دائمًا تقوم بقول الشعر في حضرتهم.
ومن الجدير ذكره أيضًا أن ولادة بنت المستكفي كانت تشتهر بفصاحتها وحبها الشديد للأدب، وكان دائمًا ما يحضر مجلسها الأدباء والأعيان، وعقب مقتل والدها الخليفة المستكفي بالله قامت ولادة بتحويل بيتها لمنتدى من أجل تجمع الكثير من الشعراء والأدباء، وتعرفت حين ذلك على بابن زيدون ونشأ بينهما قصة حب كبيرة، ولكن لم تكتمل هذه القصة لعدة أسباب لم يتمكن المؤرخون من تحديدها، ولقد قامت بعد ذلك علاقة مع رجل ثري ولم يكن هذا الرجل من الشعراء وهو الوزير أبو عامر ابن عبدوس، وتعتبر ولادة بنت المستكفي هى أول إمرأة تقوم برفع الحجاب في تاريخ الأندلس.
نبذة عن قصة حب ولادة بنت المستكفي مع ابن زيدون
لقد ولد ابن زيدون في مدينة قرطبة لعام 394 ميلاديًا، وبرع ابن زيدون في مجال الشعر، والإسم الكامل له أحمد بن عبد الله بن زيدون، ودرس في جامعة قرطبة والتي تعتبر واحدة من أشهر جامعات الأندلس، ولقد تعرف عليها من خلال معرفته بالشعر، وعمل كوزير وعرفت ولادة بنت المستكفي بشاعريتها وإلقاؤها الجميل والمتميز، ولقد وقع في حبها الكثير من الشعراء والأدباء ومن أشهر هؤلاء الشعراء هم أبو عبيد الله القلاسي وأبو عامر بن عبدوس، وكانوا يعتبروا من أكثر المنافسين لإبن زيدون في حبهم لولادة بنت المستكفي، وتعرضت لمهاجمة كبيرة من قبل ابن زيدون بقصائد لاذعة، ولذلك ابتعد عنها أبو عبيد الله القلاسي ولكن أبو عامر بن عبدوس استمر بالقرب منها، وسرعان ما قام بإرسال لها رسالة وليقم بإستلامها ابن زيدون، وقام بكتابة رسالة على لسان ولادة بنت المستكفي وعرفت هذه الرسالة بإسم الرسالة الهزلية والتي سخر منها الكثير من الأشخاص
وفاة ولادة بنت المستكفي
تعتبر ولادة بنت المستكفي من أشهر الأدباء والشعراء في وقت عصرها، وتمكنت من أن تنال مكانة كبيرة ومميزة في إلقاء الشعر، ولذلك فلقد تأثر الكثير من معجبيها ومحبيها بخبر وفاتها وترك موتها فراغ كبير في قلوبهم، حيث توفيت في يوم السادس والعشرين من شهر آذار لعام 1091 ميلاديًا، وعلى الرغم من أنها عاشت لفترة طويلة ولكن لم تتزوج على الإطلاق، فلقد أكد المؤرخون على أنها توفيت بعمر الثمانين تقريبًا.
نماذج من شعر لولادة بنت المستكفي
أَلا هَل لنا من بعد هذا التفرّق سبيلٌ فيشكو كلّ صبّ بما لقي
وَقد كنت أوقات التزاورِ في الشتا أبيتُ على جمرٍ من الشوق محرقِ
فَكيفَ وقد أمسيت في حال قطعة لَقد عجّل المقدور ما كنت أتّقي
تمرُّ الليالي لا أرى البين ينقضي وَلا الصبر من رقّ التشوّق معتقي
سَقى اللَه أرضا قد غدت لك منزلاً بكلّ سكوب هاطل الوبل مغدقِ
لَو كنت تنصفُ في الهوى ما بيننا لم تهَو جاريتي ولم تتخيّرِ
وَتركتَ غصنا مثمرا بجماله وجنحتَ للغصنِ الذي لم يثمرِ.
أنا والله أصلح للمعالي
وأمشي مشيتي وأتيه تيها
وأمكن عاشقي من صحن خدي
وأعطي قبلتي لمن يشتهيها.
ترقب إذا جن الظلام زيارتي
فإني رأيت الليل أكتم للسر..
وبي منك ما لو كان بالبدر ما بدا
وبالليل ما أدجى وبالنجم لم يسر