رمضان شهر مميز جدًا للمسلمين، لأنه فيه المسلمون من جميع أنحاء العالم يؤدون أعمال عبادة مختلفة، وأهمها الصوم، صيام رمضان هو واحد من أركان الإسلام الخمسة، إلزامي للمراهقين والبالغين الذين لديهم القدرة البدنية، رمضان هو أيضا الشهر الذي كان فيه أول وحي للنبي محمد حيث تنزل القرآن فيه، ولهذا يسمى “شهر القرآن”. خلال هذا الشهر هناك تغير واضح في حياة الناس، وكذلك في المجتمعات التي يوجد بها عدد كبير من المسلمين.
ما معنى الاعتكاف ؟
من بين الممارسات العظيمة التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم في نهاية شهر رمضان المبارك هو الاعتكاف.
يأتي من الكلمة:
عَكَفَ – يَعْكُفُ – عُكُوْفًا.
اِعْتَكَفَ – يَعْتَكِفُ – إِعْتِكَافًا.
وفقًا للغة: “الاستجابة لشيء ما وعقد نفسك الارتباط به، سواء في صورة الخير أو الشر”.قال الله سبحانه وتعالى: “إذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ”
بينما تقول “الشريعية” إن كلمة “اعتكاف” تعني البقاء في المسجد لعدة أيام خاصةً الأيام العشر الأخيرة من رمضان.
وهو أيضاً الاجتهاد في فعل الأشياء أو العبادات لذلك فإن الأشخاص الذين يعيشون في المساجد والعبادة هناك يُطلق عليهم المعتكفون، والمعتكف هو شخص ما يعيش ويستقر في مسجد بهدف الاقتراب من الله.
متى يكون الاعتكاف ؟
اتفق العلماء على أن الاعتكاف في الإسلام في شهر رمضان وغيرها من الأشهر،كما ورد أيضا شروط الاعتكاف ولكن الأهم في الليالي العشر الأخيرة من شهر رمضان، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان دائماً يفعل ذلك كما ذكر في عدة أحاديث:
عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى ثم اعتكف أزواجه من بعده.
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِي اللّهُ عَنْهمَا قَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ اْلأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ.
عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ وَأَحْيَى لَيْلَهُ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ.
فضل الاعتكاف في رمضان
كل عبادة تحتوي على نص واضح من القرآن والسنة يوضح فضلها، وبالمثل عن الاعتكاف فمن فضل الاعتكاف
“سُأل الإمام أحمد: هل تعرف حديثاً عن فضائل الإعتكاف؟” فأجاب: لم أجد إلا القليل من الأحاديث وكان هذا الحديث ضعيفاً”، ولكن من المرجح أن فضل الاعتكاف هو توحيد انسجام القلب ولا يمكن توحيد انسجام القلب إلا بخطوة نحو الله تعالى، الإفراط في الأكل والشرب والارتباط بالإنسان والكثير من المحادثة والنوم الزائد، لا تضيف إلا إلى تشتت القلوب المبعثرة وضعفها أو عرقلتها أو منعها من العلاقة مع الله وكل هذا سيزول مع التعرف على الله
ما الذي يمكن فعله خلال الاعتكاف ؟
خلال تلك الأيام يقوم شخص المعتكف بنفور نفسه من كل الشؤون الدنيوية واستبدله بعبادة وذكر الله من كل قلبه، هو الاقتراب من الله سبحانه وتعالى مع سلسلة مختلفة من العبادة من بينها:
الصلاة: القيام كل الصلوات سواء صلاة الفرض أو النافلة وسواء صلاة الجماعة أو صلاة الفرد على سبيل المثال صلاة التراويح، صلاة قيام الليل، صلاة الضحى.
الأذكار: يوصى بشدة بقراءة جميع أشكال الأذكار عندما يتم الاعتكاف ولكن من المفضل أن يتلى الأذكار من القرآن أو ما روى من سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهناك أنواع متعددة ومتنوعة للغاية ولكن لا توجد أحكام يجب ترتيبها بطريقة موحدة أيضا لا يجب أن تكون محدودة بعدد معين.
قراءة آيات القرآن: ينصح بشدة قراءة القرآن و خاصة عندما تقرأ مع التجويد، وتعلم القرآن الكريم إذا لم يكن الشخص جيدًا في قراءة القرآن ، فسيكون ذلك أكثر أهمية إذا استخدمت فرصة لتعلم قراءة القرآن وتحسين جودة القراءة قدر الإمكان.
الدعاء: الدعاء يسأل الله عما نريده سواء تلك المرتبطة بأمور الدنيا وأمور وصلاح الآخرة.
ويمكن للمعتكف أن يأكل في الليل ويمكنه أيضًا الراحة، والنوم، والتحدث، والاستحمام ةلكن لا يكثر في الحديث حتى يكون مع الله دوماً، ولكن الشيء المحظور هو أن يجتمع بامرأته أثناء الاعتكاف ولا يخرج من المسجد أثناء الاعتكاف.
متى يبدأ الاعتكاف ومتى ينتهي ؟
الاعتكاف يبدأ عند الأئمة الأربعة قبل غروب شمس ليلة الحادي والعشرون إستنادناً منهم على قول الله عز وجل في سورة الفجر: ( وَلَيَالٍ عَشْرٍ )، وبالتالي العشر ايام الأخيرة تبدأ من ليلة الحادي والعشرون.
وقد اختلف العلماء أن انتهاء الاعتكاف بغروب شمس ليلة العيد أم بعد فجر العيد ولكن وينتهي الاعتكاف في رأي جمهور العلماء من آخر ليلة لرمضان أب بعد غروب شمس ليلة العيد لأنها هي آخر ليالي رمضان، ولكن بعض السلف الصالح كانوا ينتظرون حتى الفجر ليصلونه ثم يتجهون من المسجد إلى صلاة العيد وهو مستحب أيضاً.