المقسط هو اسم من أسماء الله الحسنى وهي تعني العادل، فهو قاسط في كل أمور عباده، ولكن لان اللغة العربية مليئة بالمعاني والتشبيهات قد تجد تشابه في الكتابة واختلاف في المعنى، حيث أن كلمة القسط يشتق منها أكثر من كلمة بأكثر من معنى مثل القاسط لها معنى والمقسط معنى والقاسطون معنى أخر، وفي السطور التالية نتعرف سويا على الاختلافات بين المعاني لكل من القسط والمقسط والقاسطون كما تم شرحهم في أيات القران الكريم.
الفرق بين مقسط وقاسط
كل من مقسط وقاسط مصطلحان مشتقان من الفعل قسط، وهو على وزن مفعل، أي من فعل الشيء، وهو من يفعل الشيء الذي ليس موجدة مثل مدرس فهو الذي يقوم بالتدريس من خلال منهج توفر له ولكنه ليس هو من كتبه، لذلك فمقسط هنا تعني أنه فعل الشيء ولكنه لم يوجده.
أما قاسط فهي على وزن فاعل مثل كاتب فهي تعني أن الشخص هو من كتب، أي هو من قام بالفعل، وبتطبيق ذلك على قاسط نجد أنه الفاعل وهو موجد الأمر.
معنى قاسط ومقسط وقاسطون بالقران الكريم
وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ” ( المائدة/42)، ” وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ” ( الحجرات/9)، ” لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ” ( الممتحنة/8)، ” وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا ” ( الجن/15).
نجد هنا أن كل من مقسط وقاسط مشتقين من الفعل قسط، وحسب معناهم بالقران الكريم فالمقسط هو شخص يحبه الله، والقاسط هو حطب جهنم، فكل منهم يختلف عن الأخر لذلك يجب أولا نتعرف على معنى قسط.
حيث فسر العلماء أن معنى كلمة قسط هي العدل، وهو أمر ليس متوافق عليه حيث إذا كانت تعني بالمعنى عدل، فان هذا يعني أن قاسط هي العادل، وهذا غير وارد لأنها جاءت في الأيات السابقة بمعنى حطب جهنم وهو معنى غير حميد، ولكن إذا تمعني في تفسير الأيات التالية فنجد أن:
” وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ ا لنَّاسِ لَفَاسِقُونَ ” ( 49) ” أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ” ( 50)
خاطب الله سبحانه وتعالى رسول الله وأمره بأن يحكم بين الناس بما أنزل الله، وبأن لا يتبع أهوائهم والمقصود بهم اليهود، ويحذره من أن يفتنوه، ويأتي هنا معنى الحكم بالقسط، أي معني القسط هو العمل بالحق كما أخبرنا الله عز وجل، وعليه فان المقسطين هم من يعملون بالحق من خلال المنهج، أي أنهم يفعلون ما أوجده الله عز وجل، فيقومون به من باب تفعيل المنهج.
وبما أن مقسط وقاسط مشتقه من قسط فهذا يعني أن القاسطون هم الذين يعملون الحق، كما هم المقسطون، ولكن الفرق بينهم أن المقسطين تعني هم من يفعلون المنهج الإلهي في الحق، والقاسطون تعني هم من يضعون لأنفسهم منهجا للحق يفعلونه فهم مثل الكاتب الذي يقوم بفعل الشيء الذي أوجده.
الفرق بين القسط والمقسط والقاسطون والمقسطين
ولهذا فان تلخيص كل ما سبق أن الفرق بين كل من المقسط والقسط والقاسطون والمقسطين هو كالتالي:
– القسط: الأمر الذي أمر الله بالحكم به هو العدل.
– المقسطون: هم أهل العدل في حكمهم وفي أهليهم وفيما ولاهم الله عليهم.
– أقسط: أي عدل في الحكم وأدى الحق ولم يجر.
– القاسط: فهو الجائر الظالم يقال قسط يقسط قسطا فهو قاسط إذا جار وظلم، ولهذا قال تعالى “وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا” يعني الظالمين الجائرين المعتدين المتعدين لحدود الله، وهم الذين توعدهم الله بأن يكونوا حطبا لجهنم.
– المقسطين: هم أهل العدل الموفقون المهديون الذين يعدلون في حكمهم وفي أهليهم وفيمن ولاهم الله عليهم، ولهذا قال تعالى “إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ” يعني يحب أهل العدل والاستقامة والإنصاف.