تبنى العلماء الفكرة الأساسية للتطور، وقاموا بمناقشتها مدة طويلة، وذلك لعدم التوصل إلى دليل علمي يدعم هذه الفكرة، فكان لابد من حقيقة علمية تثبت أن تطور الكائنات الحية يحدث بين بعضها البعض بشكل طبيعي، فوجد أن الأنماط التي تتفرع من عملية التطور ما هي إلا نتيجة لعملية تسمى الانتخاب الطبيعي، وأيضاً يسمى الانتقاء الطبيعي، وهو القوة التي تدفع عملية التطور، ما هو الانتخاب الطبيعي؟ وما الذي تتناوله نظرية داروين؟ وهل هناك ما يسمى بالانتخاب الصناعي؟ وما أهم الفروق بين كلاً من الانتخاب الطبيعي والصناعي؟ سنوضح ذلك في هذا المقال.
الفرق بين الانتخاب الطبيعي والانتخاب الصناعي
هناك فروق متعددة بين الانتخاب الطبيعي والانتخاب الصناعي، وذلك لأن آلية الانتخاب الصناعي تختلف عن آلية الانتخاب الطبيعي؛ فعمليات الانتخاب الصناعي هي تجميع الجينات بمعنى تكوين خليط من جينات موجودة في السابق لدى النوعين الأصليين، بينما الانتخاب الطبيعي ينتج جينات جديدة لم تكن موجودة مسبقًا، وذلك يؤدي إلى ولادة كائن جديد أرقى من السابق.
الانتخاب الطبيعي
عند العلماء هو عبارة عن عملية غير عشوائية تحدث في الطبيعة، ومن خلالها تظل الكائنات الأكثر تكيفاً مع البيئة على قيد الحياة، وتتسبب الاختلافات الجينية في حدوث ما يسمى بالتكاثر التمايزى، وينتج عن ذلك صفات ظاهرية مختلفة، وهذا التغيير في الصفات الوراثية يميز كل مجموعة من الكائنات الحية، ويطلق على هذه العملية البقاء للأصلح، ويعتبر الانتخاب الطبيعي هو الآلية الأساسية للتطور.
نظرية داروين في الانتخاب الطبيعي
الانتخاب الطبيعي له أهمية كبيرة في علم الأحياء الحديث، وقد ظهرت هذه النظرية جنباً إلى جنب مع نظرية التطور على يد العالم تشارلز داروين، فهو من جاء بمصطلح “الانتخاب الطبيعي”، وتنص هذه النظرية على أن البقاء للأصلح، وقد اقترح داروين هذا المبدأ بعد ملاحظته لكل مجموعة من الطيور حيث وجد أن كل مجموعة تمتلك صفات تختلف عن صفات المجموعات الأخرى، وذلك ما يساعد هذه الطيور على التعايش في بيئتها، ونتيجة لذلك توصل داروين إلى أن الكائنات التي تتلاءم مع التغييرات البيئية ستنجو وتزدهر، أما الكائنات التي لم تتلاءم مع هذه التغييرات لن تستطيع المقاومة وبالتالي ستموت.
وبمرور الزمن قد تظهر أنواع من الكائنات الجديدة المختلفة، مثل السمكة تطورت إلى الضفدع، وقد تنتهي المجموعة للوصول إلى الكائنات الأفضل، ويتجلى لنا التنوع في الكائنات الحية نتيجة حدوث طفرات عشوائية في جينوم الكائنات الحية، والتي تورث للأجيال، هذا الجينوم الخاص بهم يتفاعل مع البيئة المحيطة بهم، وهذا يولد الاختلاف في الصفات والسمات وتتضمن بيئة الجينوم( خليته، الخلايا الأخرى، الكائنات الحية الأخرى، الأنواع، البيئة اللاحيوية، التجمعات)، وهناك عوامل مهمة تؤثر على التناسل أيضاً، وقد أطلق داروين على ذلك مفهوم الانتخاب الجنسي، والانتخاب الطبيعي يختص بالصفات الظاهرية فقط فهو عملية مهمة يحدث خلالها تطور في مجموعات الكائنات الحية، ولكنها ليست العملية الوحيدة.
الانتخاب الصناعي
هو عملية يقوم فيها المربي للحيوانات والنباتات بانتقاء الصفات المرغوبة لزيادة فرص تكاثر أصحاب هذه الصفات، والهدف من ذلك إنتاج صفات ظاهرية معينة، وذلك عن طريق اختيار ذكور وإناث من الحيوانات والنباتات لتتكاثر جنسياً لينتج النسل الذي يحمل الصفات المطلوبة، ويطلق على هذه الحيوانات اسم العرق، وهي التي يقوم بتربيتها مربي ذو خبرة، أما النباتات فيطلق عليها الضرب، وعند انتخاب الحيوانات هناك تقنيات كالتوالد الداخلي، والخارجي، والخطي، وكذلك في انتخاب النباتات، وقد انتشر استغلال هذا المفهوم بين المزارعين، وعلماء الأحياء، ولكن هذه العمليات قد ينتج عنها صفات مرغوبة أو غير مرغوبة، لان العوامل الطبيعية تعمل جنباً إلى جنب مع العوامل الصناعية، وقد يلغي أحدها تأثير الآخر.
أهم الفروق بين الانتخاب الطبيعي والانتخاب الصناعي
الانتخاب الطبيعي
– آلية الانتخاب الطبيعي تتمحور حول ولادة صفات وراثية جديدة لم تكن موجودة، وينتج عن ذلك كائن حي جديد أرقى من السابق.
– عندما تتغير الظروف الطبيعية للبيئة يحدث الانتخاب الطبيعي.
– حدوث طفرات عشوائية في جينوم الكائنات الحية يؤدي إلى التنوع في الكائنات الحية.
الانتخاب الصناعي
– آلية الانتخاب الصناعي تعتمد على جمع الجينات أي: تكوين جينات جديدة هي بالفعل موجودة لدى كلا من النوعين الأصليين.
– يحدد الإنسان الكائنات الحية التي تتناسب مع متطلباته واحتياجاته.
– يحدث التنوع في الكائنات الحيه من خلال الانتخاب الذي يقوم به المربي.