منذ زمن وحتى اليوم تم قراءة القرآن الكريم بأكثر من طريقة مختلفة لكل منها أحكام التجويد الخاص بها، وقد نشأت تلك القراءات في الزمن الذي نزل فيه القرآن الكريم أي خلال عهد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يجتهد أحد في القرآن الكريم فقد نزل من عند الله عز وجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن قام فقهاء اللغة بوضع المزيد من الأحكام على اللغة وعلى قراءة القرآن الكريم حتى لا يأخذ معنى آخر عن المعنى الخاص به.
سبب اختلاف قراءات القرآن الكريم
قد عرف قديما أن جميع تلك القراءات قد نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا يعنى أن الوحى قد أنزل بها من عند الله عز وجل، وقد لمس صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الاختلاف عند نزول القرآن الكريم خاصة وأنهم كانوا من أكثر من قبيلة مختلفة وكانت لكل قبيلة اللهجة التي تخصها وطريقتهم في الكلام على الرغم من أن كل منهم يتحدث باللغة العربية، وهنا نجد أن كل قبيلة من تلك القبائل في تلك الفتر ة وحتى اليوم تحتفظ بعدة كلمات لا تخص سواها.
وبناء عليه فقد نزل القرآن الكريم بأكثر من قراءة مختلفة بما يلائم مع كل من يحفظ ويقرأ القرآن الكريم وحتى لا يحدث خلاف فيما بينهم على ألفاظ وكلمات القرآن في ذلك الوقت، وقد وردت الكثير من الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تدل لى أن القرآن قد نزل بأكثر من قراءة مختلفة من بينهم الحديث التالي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأنى جبريل على حرف فراجعته ، فلم أزل أستزيده ويزيدنى حتى انتهى إلى سبعة أحرف”( ) ، وزاد مسلم: ” قال ابن شهاب: بلغنى أن تلك السبعة فى الأمر الذى يكون واحداً لا يختلف فى حلال ولا حرام صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن خلال الأحاديث التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نجد أن القراءات المختلفة للقرآن قد نزلت للأسباب التالية.
1- أن جميع القراءات أو الأحرف السبعة قد نزلت من عند الله عز وجل ولا يوجد أختلاف بينهم وبين بعض ولا جدال في تلك القراءات.
2- السبب الرئيسي في ذلك الأمر هو تهوين الله عز وجل على المسلمين والتيسير عليهم كثيرا عند قراءة القرآن الكريم.
الاختلافات في قراءات القرآن الكريم
وعن الأختلافات التي قد حدثت في القراءات المختلفة للقرآن الكريم قد جاءت على الشكل التالي.
1- يحدث اختلاف في الأسماء من حيث الإفراد، التذكير، الجمع، التثنية والتأنيث أيضا.
2- الاختلاف في حالة تصريف الأفعال بين الفعل الماضي و الفعل المضارع وغيرهم.
3- كما أن الأعراب هو الآخر قد حدث فيه خلاف.
4- الاختلافات التي تحدث إما بالنقص أو الزيادة.
5- الاختلاف في حالة حدوث تأخير أو حتى تقديم.
6- المخالفة في الإبدال.
7- أختلاف اللغات وبعضها البعض في الكثير من الأمور والتي من بينها الإمالة والترقيق والتفخيم والكثير من الأشياء الأخرى.
أنواع القراءات
يوجد أنواع مختلفة من القراءات من بينها القراءات العشر والسبع، وعن أهم أنواع التلاوات والقراءات التي تم تداولها فهي على النحو التالي.
النوع الأول
والذي يعرف تحت مسمى المتواتر وهو النوع الغالب في القراءات وهو ما تم نقله من قبل الجمع الذي من الصعب تكذيبهم.
النوع الثاني
وهو النوع المشهور وهي تلك القراءة التي صحت سندها ولكنه من القراءات التي لم تبلغ المتواتر ولا يجوز إنكار شيء منه.
النوع الثالث
وهو ما صح سنده ولكنه خالف في الوقت نفسه العربية والرسم وهذا النوع لا يتم القراءة به ولا يتم اعتماده.
النوع الرابع
وهو ذلك النوع الشاذ والذي لم يصح سنده وقد وردت عنه الكثير من الروايات.
النوع الخامس
وهو النوع الموضوع وهو ما تم نسبه إلى الشخص الذي قاله ولكن بدون أي سند صحيح والتي من بينها القراءات التي قد جمعها محمد جعفر الخزاعي والتي قد تم نسبها فيما بعد إلى أبي حنيفة.
النوع السادس
وهو ذلك النوع الذي يشبه بشكل كبير المدرج من الأنواع التي تخص الحديث وهو ما تم زيادته في القراءات على التفسير والتي من بينها القراءة الخاصة بسعد بن أبي وقاص حيث يؤكد البعض أن من أتبع تلك القراءة عمل على إدخال التفسير من أجل الإيضاح خلال القراءة.