يعد الفراق من أصعب الحالات التي قد تمر بين طرفين ، قد يكون الفراق نتيجة الانفصال ، الموت أو لأسباب اجتماعية أخرى ، وحظى الفراق بجزء كبير من أبيات كبار الشعراء .

– أبيات نزار قباني

لنفترق قليلاً

لخير هذا الحبّ يا حبيبي وخيرنا

لنفترق قليلاً

لأنّني أريد أن تزيد في محبّتي

أريد أن تكرهني قليلاً

بحقّ ما لدينا

من ذكر غالية كانت على كلينا

بحق حبٍّ رائع

ما زال منقوشاً على فمينا

ما زال محفوراً على يدينا

بحقّ ما كتبته إليّ من رسائل

ووجهك المزروع مثل وردة في داخلي

وحبّك الباقي على شعري، على أناملي

بحقّ ذكرياتنا

وحزننا الجميل وابتسامنا

وحبّنا الذي غدا أكبر من كلامنا

أكبر من شفاهنا

بحقّ أحلى قصّةٍ للحبّ في حياتنا

أسألك الرّحيلا

لنفترق أحباباً

فالطّير كلّ موسم

تفارق الهضابا

والشّمس يا حبيبي

تكون أحلى عندما تحاول الغيابا

كن في حياتي الشكّ والعذابا

كن مرّةً أسطورة

كن مرّةً سرابا

وكن سؤالاً في فمي

لا يعرف الجوابا

من أجمل حبٍّ رائع

يسكن منّا القلب والأهدابا

وكي أكون دائماً جميلة

و كي تكون أكثرا اقترابا

أسألك الذّهابا

لنفترق ونحن عاشقان

لنفترق برغم كلّ الحبّ والحنان

فمن خلال الدّمع يا حبيبي

أريد أن تراني

ومن خلال النّار والدخان

أريد أن تراني

لنحترق، لنبك يا حبيبي

فقد نسينا

نعمة البكاء من زمان

لنفترق

كي لا يصير حبّنا اعتيادا

وشوقنا رمادا

وتذبل الأزهار في الأواني

كن مطمئنّ النّفس يا صغيري

فلم يزل حبذك ملء العين والضّمير

ولم أزل مأخوذة بحبّك الكبير

ولم أزل أحلم أن تكون لي

يا فارسي أنت، ويا أميري

لكنّني، لكنني

أخاف من عاطفتي

أخاف من شعوري

أخاف من أن نسأم من أشواقنا

أخاف من وصالنا

أخاف من عناقنا

فباسم حبٍّ رائع

أزهر كالرّبيع في أعماقنا

أضاء مثل الشّمس في أحداقنا

وباسم أحلى قصّةٍ للحبّ في زماننا

أسألك الرّحيلا

حتّى يظلّ حبّنا جميلا

حتّى يكون عمره طويلا

أسألك الرّحيلا

– أبيات فدوى طوقان

كم يسألون

لمن ترى تنشدين

هذه الأغاني النّاعمات الحنون

دافئة مشرقة كالضّياء

مثقلة بالعطاء

ومن هواك الكبير

هذا الّذي تسفحين

وتبذلين له كنوز الشعور

من ذاتك المليئة الخيّرة

من روحك النّضرة المزهرة

لعلّه أطيب إنسان

لعلّه أجدر إنسان

بكلّ هذا البذل، هذا السّخاء

وأخفض الطّرف وأبقى على

صمتي المريب، غامضة لا أجيب

لكن صوتاً ساخراً في ألم

منبعثاً من قلب جرح النّدم

ينصب في أغواري المبهمة

مردّداً في غنّة مفعمة

بالهزء بالضحك الحزين المرير

لعلّه أطيب إنسان

لعلّه أجدر إنسان

– أبيات بهاء الدين زهير

فيا من غاب عنّي وهو روحي

وكيف أطيق من روحي انفكاكا

دهاك من المنيّة ما دهاك

فيا قبر الحبيب وددت أنّي

حملت ولو على عيني ثراكا

– أبيات مروان بن محمد

وما زال يدعوني إلى الصدّ ما أرى

فآبي ويثنيني الّذي لك في صدري

وكان عزيزاً أنّ بيني وبينها

حجاباً فقد أمسيت منك على عشر

وأنكاهما والله للقلب فاعلمي

إذا ازددت مثليها فصرت على شهر

وأعظم من هذين والله أنّني

أخاف بألّا نلتقي آخر الدهر

سأبكيك لا مستبقياً فيض عبرةٍ

ولا طالباً بالصّبر عاقبة الصّبر

ليل الشجيّ على الخليّ قصير

وبلا المحبّ على الحبيب يسير

بأنّ الذين أحبّهم فتحمّلوا

وفراق من تهوى عليك عسير

فلأبعثنّ نياحةً لفراقهم

فيها تلطم أوجه وصدور

يا سيّدي والّذي أؤمّله

ناشدتك الله أن تذوقهما