أن مفهوم تناسخ الأرواح من المفاهيم التي قد أيدتها الكثير من الحضارات، وبعض الديانات الغير سماوية، فمنذ القدم وحضارة القدماء المصريين كانوا يعتقدون أن الروح تبعث في الجسد مرة أخرى، ويعيش المرء حياة أخرى ويتم وضع كل ما كان يحبه المرء معه في قبره، أما بعض المعتقدات الأخرى تظن أن الروح بإمكانها التنقل من شخص إلى آخر ، خاصة بعد أن تفارق الروح الجسد ومبدأ التناسخ يختلف من ديانة إلى أخرى خاصة الديانات الغير سماوية.

مفهوم فكرة تناسخ الأرواح

تعتقد الكثير من الديانات الغير سماوية نظرية تناسخ الأرواح والتي من بينها المايا والبوذية والهندوسية وغيرها من تلك الديانات المختلفة ومفهوم التناسخ في تلك الديانات من الممكن اختصاره في النقاط التالية

1- المرحلة الأولى في التناسخ تكون بعد وفاة الإنسان ومن ثم تذهب الروح إلى مكان ما مثل الذي تكون به في الأحلام.

2- تنتقل هنا الروح إلى طفل جديد في مرحلة التكوين في رحم الأم وتبدأ تلك الروح في مرحلة جديدة داخل الجسد الجديد ومنطق العدالة الكونية يكون هو المتحكم في مصير تلك الأرواح.

3- ودائما ما تؤكد نظريات تلك الأديان أن الروح عبارة عن شيئ خالد ولكنها تتطور وقد كانت تلك النظريات بمثابة إعجاز علمي خاصة بعد أن أكتشف عالم الفيزياء أينشتاين قانون حفظ الطاقة.

4- وأن مراحل تطور الروح تختلف مع الإنسان حيث أن الإنسان الصالح بأعماله الصالحة تتطور في الحياة الثانية والثالثة، ولكن إذا كان ذلك الشخص ذو روح شريرة أو أقدم على الكثير من المعاصى فإن الروح سوف تنتقل بعد وفاته إلى حيوان أو حشرة.

5- ومن الممكن الاختصار في رحلة تناسخ الأرواح وتشبيهها بالمرحلة التعليمة فمن يكتب له النجاح في العام الأول ينتقل إلى العام الثاني وهكذا وهكذا.

رأي العلم في تناسخ الأرواح

على الرغم من كون نظرية تناسخ الأرواح من النظريات المطبقة والمعمول بها من قبل العديد من الأديان، إلا أن رأي العلم مخالف لتلك القضية بشكل كبير، فيؤكد العلم أن تلك الظاهرة عبارة عن ظاهرة كهنوتية ومجرد ظنون من قبل البشر ويعتقدون من خلال الأوهام الخاصة بها على ان الناس ربما تعيش أكثر من حياة، ودائما ما يؤكد المعتقدين في تناسخ الأرواح أن ولادة طفل مشوة أو الحكم على شخص برئ بالسجن على سبيل المثال إنما هو من جراء حياته الأولي.

موقف الدين الإسلامي من ظاهرة تناسخ الأرواح

دائما ما يرفض علماء الدين الإسلامي تلك الظاهرة مع توضيح العديد من الأمور الهامة عن ذلك الرفض، فإن رأي الدين الإسلامي مخالف للكثير من الأديان الأخرى، ليس لمجرد المخالفة ولكن مع وجود تبرير واضح وصريح عن حياة الإنسان بعد الموت وبعد أن يتحلل الجسد ويفني، ورفض علماء الدين ظاهرة تناسخ الأرواح لأن الروح واحدة وأن رب الكون عز وجل عندما يقبض تلك الروح يتم وضعها في البرزخ ويتم محاسبتها على ما اقترفت من أعمال في الدنيا.

ولو فرضنا أن الروح الواحدة تسكن العديد من الأرواح طوال مسيرتها في الحياة لماذا لم يذكر لنا الله عز وجل ذلك الأمر في كتابه الحكيم، أو لما لم يتطرق رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة النبوية عن الأمر، والرد الصحيح هو أن ذلك الأمر لا أساس له من الصحة وإنما مجرد تكهنات.

نظرية تناسخ الأرواح في الأديان الأخرى

تعد نظرية تناسخ الأرواح في الأديان الأخرى الغير سماوية من بينها الهندوس والأنكا وغيرها من الأديان تعد جزء لا يتجزأ من العقيدة الخاصة بهم، وقد تعتقد بعض الديانات والتي من بينها الهندوسية أن الموت بمثابة تغيير للروح للجسد، بالإضافة إلى الإيمان بقانون حفظ الطاقة والسبب الرئيسي وراء ذلك المعتقد أن الروح في حاجة إلى العودة للحياة مرة أخرى لتصليح ما قامت به في الحياة من قصور.

وتصف تلك الأديان الروح بأنها تقوم برحلة كبيرة على مدار الحياة من الصعب أن تتجسد طوال تلك الفترة في جسد واحد، من خلال تلك المعتقدات من السهل تفسير رؤية شخص لأول مرة وكأنك تقابلت معه وتحدثت معه من قبل وعلى الرغم من أننا نعلم أننا لم نراه من قبل ويطلق على تلك الحالة النفسية ديجا فو ويوجد الكثير من العلاجات لتلك الحالة والتي من أهمها الصدمات النفسية للمريض.

وأخيرا من الممكن القول بأن الثقافة الشعبية للإنسان اليوم لا تقبل نظرية تناسخ الأرواح وأن الحياة قصيرة للشخص ولكن قد لا يتمكن البعض من تفسير المغذي من حياته مثل ما تفعل نظرية تناسخ الأرواح.