شروط الإمامة هي الشروط الواجب توافرها في من يؤم الناس في الصلاة وفي اللغة كلمة الإمامة تعني رئاسة الناس، أما في الدين فهي تعني أن يتقدم الشخص أمام المصلين ليقتدوا به في صلاتهم ويتبعوه، ومن الجدير بالذكر أن في الوقت الراهن إنتشر كثيراً أمر إمامة شخصاً ما للمصلين دون أدنى علم بشروط الإمامة بالرغم من أن هذه المسؤولية عظيمة وهذا الشخص سوف يسأل عنها يوم القيامة.
شروط الإمامة المتفق عليها
1- أن يكون الإمام مسلماً حيث أنه لا تصح صلاة الكافر أساساً.
2- أن يكون الإمام بالغاً فلا يجوز أن يؤم الناس شخصاً صغيراً إلا إذا كان متميزاً ( بعض العلماء إختلفوا في هذا الأمر فأباح بعضهم إمامة الصبي المتميز والبعض الأخر لم يجز إمامة الصبي في أي حال من الأحوال ).
3- أن تكون الجماعة التي يؤم بها راضية عنه حيث لا يجوز أن يكون الإمام شخصاً يكرهه الناس، ويجب العلم أن المقصود هنا هو أن يكون كره الناس لهذا الشخص بسبب خلقه السيء أو أن يكون شخصاً ظالماً أو يرافق أهل السوء فإذا ما كان كره الناس له لأسباب لا تتعلق بالدين فإن إمامته جائزة، ومن الجدير بالذكرأن الإمام الشافعي قال : كي تكره إمامة شخصاً ما يجب أن يكرهه نصف الجماعة أو أكثر فإذا كان مكروهاً من البعض فقط فهذا أمر لا بأس به.
4- من أهم شروط الإمامة أن يكون الإمام طاهراً حيث لا يجوز أن يصلي المصلين وراء شخصاً محدث.
5- لا تصلح الصلاة خلف شخصاً مجنون أو خفيف العقل فلابد أن يكون عاقلاً متزناً.
6- أن يكون شخصاً قادراً تماماً على الإتيان بكافة أركان الصلاة من ركوع وقيام ونحوه.
7- المقدرة على تلاوة فاتحة الكتاب وما تصح به الصلاة.
شروط مختلف عليها
1- العدالة
أي أن تجنب الإمام القيام بأياً من المعاصي أو الكبار ويصر عليها فمن أصر على إرتكاب معصية إختلف في صحة صلاته فأجازها أبو حنيفة والشافعي ولكن إتفق على أنه من المكروه.
2- عدم المخالفة في الفروع
بعض المسلمين في صلاتهم لا يقرؤون الفاتحة ويرون عدم وجوبها في حين أن البعض الأخر يرى أن الفاتحة أحد أركان الصلاة ولا صلاة تصح بدونها، فإختلف العلماء في هذا الشأن وجواز الصلاة خلف شخصاً لا يقرأ الفاتحة في صلاته فبعض العلماء أجازوه إستدلالاً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم ” يصلون لكم فإن أصابوا فلكم وإن أخطؤوا فلكم وعليهم “، في حين أن البعض الأخر يرى أن قراءة الفاتحة واجبة ومن لا يقرؤوها لا تصح صلاته وبالتالي لا تصح إمامته.
3- إمامة المرأة للرجال
كلاً من الإمام الشافعي وإبن مالك وإبن حنبل من وجهة نظرهم لا يجوز للمرأة أن تؤم الرجال في أي حال من الأحوال، ولكن من باب العلم بالشيء فإن البعض يجزمون أن إبن حنبل أجاز إمامة المرأة للرجال في صلاة النفل مثل صلاة التراويح.
وعن من لم يجيزوا إمامة المرأة للرجال فقد إستدلوا في هذا الأمر بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ” خير صفوف الرجال المقدم وشر صفوف الرجال المؤخر وشر صفوف النساء المقدم يا معشر النساء، إذا سجد الرجال فإخفضن أبصاركن عن عورات الرجال “، وبم أن الإمامة لا تكون غير متقدمة فإنه بالتالي لا يجوز للمرأة أن تؤم بالرجال كونها سوف تتقدم الرجال في هذه الحالة.
ومن الجدير بالذكر أن إبن حنبل إستدل بأن الرسول صلى الله عليه وسلم سمح لأم ورقة إبن نوفل بأن تؤم أهل بيتها وقد كان ممن يصلون معها المؤذن وقد كان شيخاً كبير.
وفي النهاية يجب العلم أنه يجب على الإمام أن يكون أقرأ الناس وأعلمهم بتلاوة القرأن الكريم فلا يصح أن يكون الإمام غير عليم بأصول التلاوة ولا يستطيع حتى أن يتلو الفاتحة بشكل صحيح أو لا يحفظ الكثير من أيات الله في حين أن خلفه من هو أعلم منه فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إذا كانوا ثلاثة فلؤمهم أحدهم وأحقهم بالإمامة أقرؤهم ” ( رواه أحمد والنسائي ومسلم ).
وإذا إستوى الجميع في علمهم بالتلاوة وقراءتهم فعلى من يؤمهم أن يكون أعلمهم بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا طبقاً لما ورد في حديثه صلى الله عليه وسلم ” فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة “.
هذا بالإضافة إلى أن الإمام يجب بل ولابد أن يكون فقيهاً في كافة أو على الأقل أغلب أمور دينه ويكون شخصاً يفتدى له في الخير ( قدوة حسنة ) ودائم الدعوة للخير ولا يأمر إلا بالمعروف وينهي عن المنكر، وبالطبع يجب أن تتوفر لديه النية في الإمامة والرعبة في القيام بالواجب ونشر دعوة الله عز وجل.