كنيسة سيدليك (كنيسة العظام البشرية) العالم مليء بالمباني الأثرية و من بين الآثار نرى عدة أشياء غريبة حيث أنها تحمل في كل ركن جزء هام من التاريخ و التاريخ مليء بالأحداث المثيرة ، و إذا أردنا أن تحدث عن المباني الأثرية هناك الكثير من القصور القديمة حول العالم و خلف كل قصر قصة مدهشة ، و لكن بالنسبة إلى المباني الدينية فمن المؤكد أنها تتحدث عن قصة مليئة بالطقوس الدينية و على وجه أخص الكنائس دائماً تتميز بديكور يحمل رسومات رائعة تتحدث عن قصة تاريخية مليئة بالروحانية و الطقوس الدينية المذهلة ، و لكن بالنسبة إلى كنيسة سيدليك التي يعود عمرها إلى ما يقرب من ألف عام الوضع مختلف تماماً ، لم يتميز ديكورها كباقي الكنائس بالرسومات المعبرة عن التاريخ الديني حيث أنك سوف تندهش و تصدم عندما تعلم ما الذي يميز ديكور هذه الكنيسة إذا كنت تريد معرفة هذا الأمر و القصة كاملة خلف هذه الكنيسة تابع معنا .

أين تقع كنيسة سيدليك : تقع علي بعد 70 كيلومتر شرق عاصمة جمهورية التشيك مقاطعة بارغوي في مدينة سيدليك.

ما هو الشيء الذي يميز كنيسة سيدليك : كما ذكرنا من قبل لم يتميز ديكور هذه الكنيسة بالرسومات الرائعة كباقي الكنائس و لكن ديكور هذه الكنيسة مصنوع من العظام ! .

بداية قصة  كنيسة العظام : بدأت هذه القصة الغريبة في (1218) عندما ذهب هنري راهب الدير في رحلة حج إلى الأراضي المقدسة و كان هذا خلال الحروب الصليبية و عند عودته أحضر معه كمية من تراب من المكان الذي يعتقدون بأن المسيح عليه السلام قد صلب فيه ويسمى عندهم Golgotha كنوع من التبرك وقام بنثره حول المقبرة الخاصة بالدير لينالوا البركة والمغفرة من التربة التي ارتوت بدم المسيح كما يظنون ، فانتشرت تلك العادة وأصبحت مقابر سيدليك موقع جذب لكل أوروبا .

دفن الموتى في الأرض المقدسة : بعد ذلك أصبح الكثير من الناس يقومون بدفن موتاهم في هذه الأرض التي يؤمنون بأنها المقدسة ، ثم بعد ذلك أنتشر الطاعون الأسود و الذي تسبب في قتل ثلث سكان أوروبا خلال خمس أعوام فقط ، و تم دفن الكثير من الموتى في هذه الأرض ،

كنسية ديكورها من العظام : في عام (1420) قامت الحروب البوهيمية و الجدير بالذكر أن هذه كانت أول حرب أروبية يتم من خلالها استخدام البارود و استمرت هذه الحرب لسنوات طويلة و كانت النتيجة في النهاية قتل الآلاف من البشر ،كان على مقابر سيدليك أن تتوسع في بداية القرن الخامس عشر بنيت كنيسة قوطية وسط المقابر بدور علوي معقود و كنيسة سفلية ليتم استخدامها كمخزن للعظام التي تم نبشها أثناء حفر أساسات البناء ولتكون غرفة للقبور الجديدة، في بداية القرن السادس عشر أوكلت مهمة تكويم الهياكل العظيمة في الكنيسة إلى راهب نصف أعمى الذي قام لأول مرة ببناء ستة أهرامات من عظام الموتى ، و في عام 1870 تم توظيف فرانتيسك رينت وهو نحات خشب لينظم العظام في الكنسية، وجاءت نتائج أعماله كما تبينها الصور. .

الحرب الصليبية خرجت بعض القصص الخاطئة التي تقول أنه عاد من الأراضي بعظام المسلمين الذين تم قتلهم أثناء في هذه الحرب و هذا الشيء غير  صحيح و سوف تقرأ هذه الأكذوبة كثيراً على الكثير من المواقع العربية ، و لكن القصة الحقيقية خلف قصة عظام هذه  الكنيسة الغريبة هي كما ذكرنها من قبل أن ما عاد به هو تراب من مكان مقدس في أعتقاد الدين المسيحي  .