يوسف الفلسطيني هو أحد أبرز شعراء القرن العشرين، وقد ولد في مدينة الخليل بفلسطين عام 1931م، وأتم دراسته في الثانوية هناك، ثم أكمل تعليمه في جامعة دمشق وتخرج من كلية الحقوق عام 1955م، وقد شغل العديد من المناصب في الإذاعات في عدة مناطق بدمشق وفلسطين والرياض والكويت وبغداد والقاهرة وغيرهم، ويرجع الفضل له في تأسيس دار فلسطين للإعلام عام 1965م .

أشهر مؤلفات يوسف الفلسطيني

أهم قصائد يوسف الخطيب 

قصيدة العندليب المهاجر

أترك مثلي يا رفيق تمر بالزمن

عبر الليالي السود والمحن

لا صاحب يرخي عليك غلالة الكفن

بي لهفة يا صاحبي مشبوبة بالنار

هل بعض أخبار تحدثها وأسرار

للظامئين على متاهة الوحشة العاري.

كيف الحقول تركتها في عرس آذار

ومتى لويت جناحك الزاهي عن الدار

عجباً.. تراك أتيتنا من غير تذكار

لو قشة مما يرف ببيدر البلد

خبأتها بين الجناح وخفقة الكبد

لو رملة من المثلث أو ربا صفد

لو عشبة بيد ومزقة سوسن بيد

أين الهدايا مذ برحت مرابع الرغد

أم جئت مثلي بالحنين وسورة الكمد

ماذا رحيلك أيها المتشرد الباكي

عن أرض غابات الخيال وفوحها الزاكي

أم أن مرج الزهر أصبح قفر أشواك

وتلوّنت أنهارها بنجيع سفاك

داري وفي عيني والشفتين نجواك

لا كنت نسل عروبتي إن كنت أنساك

قصيدة القبرة 

تُحَوِّم في أفق السماءِ أصيلا

كنجمٍ تراءى للعيون ضئيلا

فيتّخذُ الصوتُ الذي تستجدّهُ

مع الريحِ في رحب الفضاءِ سبيلا

يدقّ على الأسماع خافقَ جَرْسهِ

فإنْ أعلنتْه الريحُ جاوزَ مِيلا

وتدركه شيئاً فشيئاً غِشاوةٌ

من الحزن حتى يستحيلَ عويلا

أقُبّرةٌ! هل أنتِ في الجوّ قطعةٌ

من الحسّ سالت باللحون مَسيلا ؟

تُغالين في الألحان حتى إذا انتشتْ

بها روحُكِ الولهى خفتِّ قليلا

كما تخفت الأوتارُ بعد رنينها

ويبقى صداها في النفوس طويلا

فقد برأ اللهُ الطبيعةَ وَهْي لا

تُحسّ به.. حتى بُعثتِ رسولا

فأحسنتِ في الترتيل حتى كأنما

بآيكِ ظِلُّ الروضِ صار ظليلا

ولَقنّتِنا سِرَّ الجمالِ ولم نكنْ

لندركَ – لولاكِ – الوجودَ جميلا

فما زهرةٌ في الروض تفتح جفنَها

على الدمع إلا وَهْي تَنْشُد سُولا

فتُغرينها في شجوها بابتسامةٍ

ببثّكِ معنًى للخلود جليلا

قصيدة يوسف 

بَريئةٌ منكم فِلسطينُ التي تَذبـحُـونْ‏

و لَحْمُها باقٍ على أَنيابِكُمْ‏

يا أَ يُّها الـتُـجارُ، و الفُـجَّارُ، والآثِـمون‏

دَمُ الفدائيينَ في رِقابِكمْ‏

أَقولُها ، جَهْرَ الرياحِ ، وَ لْـيَـكُنْ ما يكونْ‏

سَرقـتُـمُ الثورةَ في جِرابِكمْ‏

أينَ اخْتـفَتْ يافا ، و بيسانُ، وأَينَ الكرمـلُ‏

والطَلْقةُ الأُولى ، و فَـتْحٌ ، والخطابُ الأَوَّلُ‏

وَ مَنْ قَضَوْا ، باسمِ فلسطينَ ، و مَن تَجَنْدَلُوا‏

أم قَد تَبَدَّلتْ رِياحكم ؟..إِذنْ ، تَـبَدَّلُوا!!‏

خُذوا حصادَ عُهْرِكُم إلى الجحيمِ، وارحلوا!!‏

بَريئةٌ منكم هِيَ القدسُ ، و أَقداسُها‏

يا أُمراءَ الثورةِ المُـنَـعَّمهْ‏

أَأَنتمو طُلاَّبُ أَقصاها ، و حُرَّاسُها‏

أَم الضِّباعُ حولَها مُلَمْلَمَهْ‏

مآذِنُ القدسِ ، و ما تَقَرَعُ أَجراسُها‏

تَلعنكُم أَكنافُها المُهَدَّمهْ!!‏

وَ أَنتمُ الباعَةُ ، و الشُّراةُ ، و البِضاعهْ‏

أَرخصتُمُ الأرضَ، و سِعرَ الجِراحْ‏

وَ خُـنـتُـمُ الثَّدْيَ الذي أَتْخَمَكُمْ رِضاعهْ‏

وَ بِـعتُمُ الشيطانَ طُهْرَ الكِفاحْ‏

أنتم ، مِن البَدء،ِ اختلستمُ هذه الأَمانهْ‏

مَرَّغتمُ الثورةَ في مُستنقعِ المهَانهْ‏

طَعَنْتمُ ” انتفاضتينِ ” خِنجرَ الخِيانهْ‏

والحُلْمُ ، صارَ الحُكْمَ.. واحترفتمُ الكَهانهْ‏

مَن تَخدعون، يا حُواةَ آخرِ الزَّمَنْ‏

يا قادةً، بِصِيغَةِ المَقُودِ والرَّسَنْ؟!‏

أم قد جَنَيتُم – يومَ أن بَخَستُمُ الثمن‏

أُكذوبةَ “الدولةِ”… عن حقيقةِ “الوطنْ”؟!‏