قصة كلارفيوس نارسس هي إحدى القصص التي تؤكد على قوة الشر في استخدام الجهل وإقناع الحمقى والبسطاء بما هو مستحيل، فـ كلارفيوس نارسس المشهور بلقب العائد من الموت هو بطل لإحدى الخرافات التي يؤمن بها شعب هايتي في البحر الكاريبي، في قدرة كهانهم على إحياء الموتى وهو ما ينافي العقل والعلم تمامًا وفيما يلي أحداث تلك القصة التي قد تبدو مرعبة للبعض.
سكتة قلبية في المشفى العام :
في شهر مايو من عام 1962م، عاد كلارفيوس نارسس إلى منزله بعد يوم عمل طويل وشاق وقد بدا على وجهه الإجهاد الكامل وما أن دخل المنزل حتى سقط مغشيًا عليه وعلى الفور قام أهل كلارفيوس بنقله إلى المشفى العام بالبلدة للاطمئنان على صحته وكانت صدمتهم الكبرى عندما أعلن الأطباء وفاته على أثر سكتة قلبية نتيجة للإجهاد وعلى الفور قام الطبيبان الأمريكيان بإصدار شهادة وفاة له تفيد بذلك، بعدها قام الأهل بمراسم الدفن والعزاء كاملة، حتى الآن يبدو الأمر طبيعيًا وقد تكرر مئات المرات إلا أن ما يأتي سوف يكون مدهش حقًا.
العائد من الموت :
مرت الأيام والسنوات ونسى الجميع أمر كلارفيوس نارسس حتى مر 18 عام على وفاته وفي أحد الأيام ظهر كلارفيوس يتجول في شوارع القرية مرة أخرى مما أصاب الجميع بالذعر كيف عاد ذلك الرجل إلى الحياة؟ وإين اختفى طوال هذه المدة؟ ولماذا ظهر فجأة تساؤلات عديدة أثيرت حوله إلا أنه أجاب عن جميعها كما يلي.
بدأ كلارفيوس يحكي لأهل قريته منذ اللحظة الأولى لدخوله القبر وكيف شعر بضيق وأنه فجأة أخرجه أحدهم من القبر الذي اكتشف كلارفيوس بعدها أنه كاهن القرية وقام بسكب شراب ما في فم كلارفيوس، وما أن فعل ذلك حتى شعر بتحسن كبير وأفاق ومنذ ذلك اليوم وقد أصبح كلارفيوس خادمًا وتاببعًا لذلك الكاهن الذي وهبه الحياة، أمره الكاهن بعد ذلك بالعمل في أحد مزارع السكر وهو ما قام بتنفيذه على الفور فلا مناقشة في أوامر الكاهن وظل يعمل في طاعته حتى توفى الكاهن نفسه، فتحرر كلارفيوس واستطاع أن يعود لأهله مرة أخرى.
خرافات وخزعبلات كهنة تاهيتي :
حيث يؤمنون أهل تاهيتي بقدرة تلك الكهنة على إعادة الروح للجسد مرة أخرى ووهب الحياة للأشخاص مرة أخرى وهو ما ينفي العقل والعلم وإلا فإن الكاهن نفسه كان احرى به أن يهب لنفسه الحياة فلا يموت أبدًا لكن بالطبع هذا فوق قدرات البشر العادية لأن الله وحده هو الذي يحي ويميت وهذا ثابت في جميع الأديان السماوية الإسلام والمسيحية واليهودية فالله وحده هو من يهب الحياة ووحده من يسلبها، وحين ادعى فرعون إبراهيم عليه السلام أنه يحي ويميت بُهت وكفر وكان من الظالمين قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [البقرة: 258]
التفسير العلمي لهذه الظاهرة :
حاول بعض العلماء تفسير تلك الظاهرة أن هؤلاء الكهنة أنفسهم يقومون بإعداد ترياق خاص من سم سمكة المنفاخ ويقومون بإعطاء الشخص جرعات منه مما يعمل على خفض نبضات القلب بشكل كبير مما يخدع الأطباء بموت ذلك الشخص وما أن تتم مراسم الدفن حتى يقومون باستخراج ذلك الشخص مرة أخرى وإعطاءه عقار لسحب هذا السم من جسده وإعادة النشاط والحركة له فيظن الجميع وأولهم الشخص المخدوع انه عاد للحياة بعد الموت.