هؤلاء هم أبطالنا ، جنودنا البواسل الذين يضحون بأرواحهم فداءً لنا ولحمايتنا ، ها هم أبطالنا الشجعان الذين لا يترددوا ولو لحظة واحدة لمساعدة المواطنين مدنيين كانوا أم عسكريين ، يرخصون أرواحهم لإنقاذنا وإنقاذ زملائهم ، وإذا سمعنا عن قصة تضحية أو فداء أو إنقاذ من جندي فتأكد أنك تتحدث عن الجندي السعودي ، البطل المغوار ، فلا تستغرب إن شاهدت قصة بطولة من قصص جنود المملكة ، جنود الحزم والتضحية والشجاعة .
قصة اليوم ، هي قصة بطولة وإخلاص وشجاعة لبطل من أبطال المملكة ، هذا البطل الذي لم يأبه للمخاطرة التي تعرض لها لينقذ زميله من الموت وسط أجواء خطرة تكتسيها الألغام التي تضعها أيدي الغادرين .. إذا أردت معرفة القصة كاملة اقرأ السطور أدناه لترويها لأبنائك حتى تتناقلها الأجيال الواعدة لتفخر بجنود الوطن ولتضعها وسام شرف على صدورها ولتكون قدوة لهم ليكونوا خلفا صالحا يحتذى به كما نحتذي نحن بجنودنا .
تفاصيل القصة :
كان مجموعة من الجنود المرابطين في الحد الجنوبي في طريقهم لإسعاف زميل لهم مصاب ، وبعد إتمام المهمة في إسعاف المصاب نسي الجنود حقيبة المسعف ، فعاد الجندي ممدوح بن عبدالله بن عبدالله بن عايض الغضوري العنزي لأخذ حقيبة المسعف وهو مرابط بالحد الجنوبي من فريق إسعاف القوات المسلحة في جازان ، وخلال طريقه وطأت قدمه بلغم تعثر به أثناء سيره فوقف في مكانه دون أن يتحرك حتى لا ينفجر اللغم في وجهه ، فقام بالاستنجاد بزملائه وأخبرهم القصة ، فسارع الجندي ماجد بن عمران العزيزي المطيري بالاتصال بالمهندسين المختصين لتطهير المكان من الألغام ، ولكن الجندي ممدوح العنزي تعب من الوقوف في مكانه وقال لزميله المطيري ” تعبت ، اتركني وغادر الموقع ” ، فأبى المطيري من المغادرة وقال له ” تعيش أو نستشهد جميعا ” .
تصرف بطولي :
وفي لحظة بطولية وشجاعة قام المطيري بالتصرف فورا دون أن ينتظر المهندسين ، فقام باقتصاص البسطار العسكري الذي يرتديه زميله من الخلف فخاطر بحياته لينقذ زميله ، حيث قام بالضغط على اللغم بيده دون أن يشعر بخطورة الموقف إلى أن غادر زميله من المكان و نجا بفضل الله تعالى وفضل زميله الشجاع ، ثم قام المطيري بوضع حجر ثقيل على اللغم مع إبقاء الضغط عليه ورويدا رويدا ابتعد عن المكان وتعامل مع الموقف بذكاء وحنكة حيث قام بتفجير اللغم عبر حبل وهو بعيدا عن مكانه ، حتى تم تفجيره بنجاح دون أن يلحق بأي ضرر له ولزميله .
ردود الأفعال :
مواقع التواصل الاجتماعي :
سرعان ما انتشرت القصة بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي ، فتفاعل معها عدد كبير من النشطاء الذين عبروا عن فخرهم بجنود الوطن ، شاكرين شجاعة هذا الجندي البطل الذي خاطر بحياته لإنقاذ زميله ، وتداول المغردون صورة الجندي أثناء وقوفه على اللغم .
قصيدة :
قام الشاعر ” عواد بن عبدالله الغضوري العنزي ” بكتابة قصيدة عن هذا العمل البطولي الذي أسعده وأثار قريحته في أبيات شعر يقول فيها :
ممدوح أنا بمدحك تستاهل الصيت *** دست اللغم لكن وقوفك براعة
وقفت شجاع وقلت يالربع حسيت *** تحتي لغم شوفو مقاس ارتفاعه
ماني على الوقفة شرودن ليابطيت *** مابه مجال ولا ندور أطماعه
وجاك “المطيري” قال عمري لك أهديت *** إما نعيش ولا الشهادة جماعة
وفيت يا ماجد وبالطيب كفيت *** وضربت بالأمثال معنى الشجاعة
الليث مثلك يفتخر به لياجييتما *** هو من اللي وسط قلبه رعاعه
العمر غالي وانت بالعمر فاديت *** فوق اللغم ما هي هروج الإشاعة
يوم شفت خويك مامشيت وتواريت *** عز الخوي اللي يذري شراعه
حفرت بيديك اللغم ما تحريت *** وأبطلت مفعوله قبل ربع ساعة
ركزت في درب الشجاعة تثابيت *** والطيب لا يشرى ولا هو بضاعة
قالوا “عزيزي” قلت والنعم يالفيت *** ماجد شجاع ولا تصنع صناعة