من المعروف عن الكلاب أنها من أوفى الحيوانات التي خلقها الله تعالى، وهي تعتبر صديقة للإنسان، والكثير منا يقتني كلب في منزله للحراسة أو للصداقة ومن يتعود على وجود الكلب في حياته يكون صعب جدًا عليه فراقه.

قصة الكلب بالتو الذي أنقذه بلدة بأكملها من الموت
هناك بلدة كانت تدعى بلدة “نوم” منذ قديم الزمان في عام 1925، وكانت هذه البلدة تعرضت إلى الموت الحتمي، ولكن هناك كلاب تدعى كلاب بالتو ه التي كانت سبب في إنقاذ تلك البلدة من الموت.

مرض الدفتيريا هو المرض الذي أصاب تلك البلدة، وبدأ الأطباء في معالجة من يصاب بهذا المرض، ولكن هذا المرض أدى بعدد كبير إلى الموت الحتمي الذي أصاب حوالي 1500 مواطن  أمريكي.

وكان العلاج الوحيد لهذا النوع من المرض هو مصل الدم المضاد لهذا السم، وكان هذا المصل موجود في بلدة أخرى على حوالي 750 كيلو متر من بلدة “نوم”.

وفي هذا الوقت كانت هناك قلة رهيبة في وسائل المواصلات التي كان من الممكن أن تسهل على السكان السفر وإحضار الدواء،لكن للأسف كان لا يوجد مواصلات لأداء هذا الغرض.

ولكن كان هناك فريق من كلاب بالتو المدربة كان لديهم الاستعداد أم يقوموا بجر السكان عن طريق سحب الزلاجات من فوق الثلج والوصول بهم إلى بلدة “انشوراج” التي توجد بها هذا السم.

وتسابقت الكلاب بكل ما لديهم من سرعة بالوصول بالدواء إلى البلدة التي كانت تعاني من انتشار الدفتريا بشكل رهيب بها وفي قرية “نوم” وكان ذلك سنة 1925وكان للأسف يربط بين هاذين البلدين طريق وحيد حوالي 1046 كيلو متر يعني ما يصل لقرابة شهر حتى يصل الدواء.

ولذلك بدأ الناس تقسم الرحلة على مراحل متعددة حتى يستغرق توصيل الدواء مدة أقل من شهر لأن الحالة المرضية للمريض بالدفتريا كانت لا تسمح بالانتظار وقت طويل.

خطوات توصيل مصل الدواء إلى قرية نوم
استلم شخص يدعى “شانول” المصل المعد للعلاج من  أحدى المدن وتسمى “نينانا” ويتم نقل هذا الدواء عبر القطار حتى يصل من “انشوارج” إلى مدينة “نوم” في وقت قياسي.

وفي نفس الوقت كانت هناك مجموعة من الكلاب تسلك الطريق الثلجي في درجة حرارة 50 درجة مئوية متجه إلى قرية “نوم” وبالطبع أثناء هذه الرحلة المريرة الصعبة تعرض شانول أن بفقدان مجموعة من كلابه بسبب السقيع الشديد الذي تعرضت له هذه الكلاب ومعاناتهم من السفر فمات بعض كلابه.

وبالفعل تناقلت مجموعة الكلاب هذا المصل حتى وصل إلى “سابيلا”،و”سابيلا” هذا كان شخص نرويجي يسوق الزلاجات عن طريق مساعدة بعض الكلاب الهاسكي حتى  يستطيع وصول الدواء إلى المصابين، وكانت هذه الرحلة أصعب من التي قبلها.

كان هناك كلب يدعى “طوغو” قام هذا الكلب بجر الزلاجات مسافة كبيرة حوالي 270كم في درجات الحرارة المنخفضة والثلجية، كما قام بتسلق الجبال أثناء رحلته التي كانت يبلغ ارتفاعها 1524 متر.

وأخيرًا استطاعت كلاب الهاسكي أن تصل الدواء إلى القرية عن طريق مساعدة كلاب “بالتو” التي كانت معروفة أنها بطيئة إلا أنهم استطاعوا أن يوصلوا الدواء إلى أهل قرية “نوم”

الاحتفال بكلاب بالتو من مدينة نوم
قام أهل مدينة “نوم” بالاحتفال بكلاب البالتو التي قامت بتوصيل المصل إلى أهالي القرية وحمتهم من الموت المحتم.

وقد أصبح اسم “بالتو” اسم يتردد في كل بيوت قرية “نوم” ويقدروا له كل الثناء والتقدير على دوره العظيم في إنقاذ أهل تلك القرية.

مات الكلب “بالتو” في سنة 1933 وكان عمره وصل إلى 14 سنة ووضعت جثته في متحف في أمريكا الآن.

الوسوم
قصص عالمية