عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه هو صحابي جليل من الصحابة السابقين للإيمان بالدعوة الى الإسلام، فكان رابع من أسلم من الرجال وذلك بعد أن عرض عليه الايكان بالرسالة من أبو بكر الصديق ، وعندما سمع كلام أبو بكر الصديق حتى شرح الله صدره و قام بالإسراع لرسول الله عليه الصلاة والسلام وقام بإعلان إسلامه، وعندما علم بذلك عمه الحكم بن أبي العاص ابن أمية بإسلام عثمان بن عفان غضب لذلك غضب شديد وقام بحبسه وتقييده حتى يرجع عن دينه الجديد، ولكن بقى عثمان ثابت على دينه الى ان يأس منه عمه وقام بتركه بعد أن رأى صلابته في دينه.
نسب عثمان بن عفان
هو عثمان بن عفان بن ابي أمية بن عبد شمس، وهو من قبيلة قريش، وأمه هي أروى بن كريز بن ربيعة.
ولد في عام خمسمائة وستة وبعون ميلادية، وذلك قبل الهجرة بسبعة واربعين عام، فيشبه الجزيرة العربية بمكة.
وهو لقب بذي النورين وذلك لأنه تزوج باثنتين من بنات رسول الله صل الله عليه وسلم، وهما رقية رضي الله عنها، وبعد وفالتها تزوج بأختها ام كلثوم رضي الله عنها.
وهو من الذين بشرهم النبي صل الله عليه وسلم، وهو اول من هاجر للحبشة، وهو ثالث الخلفاء الراشدين.
حياة عثمان بن عفان
عثمان بن عفان رضي الله عنه نشأ في مسقط رأسه وانه نبت وترعرع فيها، وان لأقوال تضاربت واختلفت حول مكان ولادته فالبعض قال بأنه في مكة المكرمة، و البعض قال إنه في الطائف،.
وانه عاش في غنى و ترف في الجاهلية قبل الإسلام، وانه كان محبوب بين قومه، وانه تميز بالحكمة والعقل، كما شهد له بأنه لم يسجد ولم يحن لأي صنم قبل إسلامه، ولم يذق الخمر أبدا.
كما انه اشتهر بعلمه الكبير والواسع بالأمثال والانساب وأخبار الأيام، كما انه سكن إلى أقوام من غير العرب، وأنه كان يهتم بالتجارة اهتمام خاص ووالده كان تاجر مشهور، و أمه اسلمت خلال توليه الخلافة وانها توفيت ايضا في ذلك الوقت، أما والده فقد توفي قبل ان يأتي الإسلام.
عثمان بن عفان هاجر إلى أرض الحبشة وذلك حفاظاً على إسلامه، والمهاجرون من مكة المكرمة لحقوا به إلى الحبشة، كذلك كان مع المهاجرين إلى المدينة المنورة، و ابن عفان حظى بحب رسول الله صل الله عليه وسلم لاتصافه بالخلق الحسن وكرمه ، وجهاده بالنفس والمال معاً، فانه قدم الكثير من المال للمؤمنين وللمسلمين لنصرتهم.
خلافة عثمان بن عفان
عثمان ابن عفان قد بايع المسلمون في السنة الثالثة والعشرين للهجرة وذلك كان بعد وفاة الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنهم جميعاً.
وقام بتولي أمور الولاية وذلك لمدة اثني عشر عام، عصر خلافته شهد أحداث تاريخية من أهم هذه الاحداث جمع القرآن الكريم في مصحف واحد، والقيام بتوسعة المسجد الحرام والنبوي.
وكذلك تم في عهده فتوحات إسلامية لعدد من البلدان فبذلك اتسعت رقعة الدولة الإسلامية، ومنها قبرص و إفريقيا، و خراسان وأرمينيا، وكرمان، وكذلك أنشئ في عهده أول أسطول بحري إسلامي وذلك لحماية المسلمين من هجمات البيزنطيين.
كرم عثمان بن عفان
اكتملت أخلاق عثمان بن عفان رضي الله عنه بالإسلام وانها تزينت بتاج الشريعة والدين ، وانه تميز بخصلة لم يسبقه فيها أحد من الصحابة وهي صفة الكرم والإنفاق في سبيل الله تعالى؛ فنجده في غزوة تبوك وهي غزوة العسرة قام عثمان بن عفان بتجهيز ثلث الجيش حتى قال النبي صل الله عليه وسلم عنه ( ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم مرتين).
وانه عندما هاجر المسلمون للمدينة المنورة فكان هناك بئر تسمّى بئر معونة وكان يملكها يهودي جشع يبيع الناس ماءها فعثمان بن عفّان رضي الله عنه قام بشرائها منه بخمسة وثلاثين ألف درهم وجعلها وقفًا للمسلمين .
وكذلك مرت على المسلمين فترة صعبة وكان ذلك في عهد الصديق رضي الله عنه ،وهذه الفترة قل فيها الماء و الزرع ، حتى جاء إلى عثمان رضي الله من الشام قافلة تجارية عبارة عن مئة من الأبل تحمل براً، فالتجار جاءوه يطرقون بابه ويعرضون عليه شراءها مقابل الربح فيقول لهم في كل مرة (هناك من زادني في ذلك)، ثم قال لهم قد أعطاني الله مقابل كل درهم منها عشرا، وإني أشهدكم أني قد جعلتها كلها في سبيل الله تعالى.
كما انه كان يعتق الرقاب في كل ليلة وان مجموع ما قام عثمان بن عفان عتقهم منذ اسلامه حتى وفاته هم الفين وأربعمائة رقبة.
استشهاد عثمان بن عفان
عثمان بن عفان رضي الله عنه قد تم قتله ظلما وذلك في يوم الثامن عشر من ذي الحجة في سنة خمسة وثلاثون من الهجرة.
وانه قتل على يد جماعة اختلفت اغراضهم واهوائهم، ولكن كان بينهم اتفاق علي عزله وقتله، وان السيدة عائشة رضي الله عنها عن لعنة الله على مخن قام بلعن عثمان، واستنكر علي بن ابي طالب قتله.