اوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم باكرام الضيف ، حيث ان اكرام الضيف له الكثير من الفوائد ولكن قد لا يعرفها الكثير من الناس مدَّةَ الضيافة التي حددها رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاثة أيام للضيافة ، وليكن اليوم الأول حق الضيافة بكل الاشكال وان يزيد في كرمه ، ومن بعد ذلك يكرمه في اليومين الآخرين بما يحضر من الكرم ما استطاع دون أن يتكلف له، فإذا زاد بقاء الضيف وإقامته عن ثلاثة أيام، فإن أكرمه المضِيف كان ذلك منه بمنزلة الصدقة على الضيف، يؤجر ويثاب عليها، ولكن لا ينبغي للضيف أن يثقل على مضيفه حتى يحرجه ويضيق عليه وخلال السطور التالية سوف نقوم بعرض الفوائد الخاصة باكرام الضيف
حكمة الرسول في اكرام الضيف
ذهبت إمرأة تشتكي عند رسول الله صل الله عليه وآله وسلم من زوجها . .. كان زوجها يدعوا الناس في بيتها ويكرمهم وكثرة الضيوف سبب لها المشقة والتعب ، فخرجت من عند رسول الله ولم تجد الجواب منه ، وبعد فترة ذهب رسول الله إلى زوجها وقال له إني ضيف في بيتك اليوم ، سعد الزوج بالخبر وذهب إلى زوجته وأخبرها إن ضيفا عندنا اليوم وهو رسول الله ، سعدت الزوجة بالخبر وطبخت كل ما لذ وطاب وهي راضية ومن طيب خاطرها .
وعندما ذهب رسول الله إليهم ونال كرمهم وطيبة ورضى الزوجة قال للزوج عندما أخرج من بيتك دع زوجتك تنظر إلى الباب الذي أخرج منه ، فنظرت الزوجة إلى رسول الله وهو يخرج من بيتها والدواب والعقارب وكل ضرر يخرج وراء رسول الله .
فصعقت الزوجة من شدة الموقف وتعجبت مما رآت ، فقال لها رسول الله هكذا دائما عندما يخرج الضيوف من بيتكِ يخرج كل البلاء والضرر والدواب من منزلكِ .
هناك بعض العلماء صدقوا هذه القصة وهناك من كذبها ، ولكن مما عرفناه عن رسول الله انه كان يكرم الضيف وهناك الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي قال فيه : عن ابي هريرة رضي الله عنه قال .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيرا أو ليصمت ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليكرم جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليكرم ضيفه صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ) رواه البخاري ومسلم .
ومن هنا وضحت حكمة رسول الله صلى الله في اكرام الضيف في افشاء السلام والخير والمودة ، فيما بين الناس ، واذا اكرم الضيف زالت الشحناء والغل من قلوب الناس .
الضيافة في السنة النبوية
عن ابي هريرة قال رسول الله : “من كان يؤمنُ بالله واليوم الآخر فليُكرم ضيفَه” [رواه البخاري ومسلم].
وعن أبي شُرَيحٍ خُويْلد بن عمرو قال: أبصرت عيناي رسول الله وسمعتْهُ أذناي حين تكلم به، قال: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفَهُ جائزتَهُ”، قالوا: وما جائزتُه؟ قال: “يومٌ وليلةٌ، والضيافة ثلاثة أيام، وما كان بعد ذلك فهو صدَقةٌ عليه” [رواه البخاري ومسلم].
وفي رواية أخرى عنه أيضًا عن النبي قال: “الضيافةُ ثلاثة أيام، وجائزتُه يوم وليلة، ولا يحل لرجل مسلم أن يقيم عند أخيه حتى يُؤثمه” قالوا: يا رسول الله وكيف يؤثمُهُ؟ قال: “يقيم عنده ولا شيء له يقْرِيه به” [رواه مسلم].
وقال النبي لعبد الله بن عمروعنهما: “إن لزَوْرِك عليك حقًّا” [رواه البخاري ومسلم].
ويقر النبي الى سلمان الفارسي قوله لأبي الدرداء: “إن لضيفك عليك حقًّا” [رواه الترمذي]
وعن ابن عباس قال: خطب رسول الله يوم تبوك فقال: “ما من الناس مثل رجل آخذ بعنان فرسه، فيجاهد في سبيل الله، ويجتنب شرور الناس، ومثل رجل في غنمه يقري ضيفَهُ ويؤدِّي حقَّهُ” [رواه أحمد في مسنده بإسناد صحيح].
وعن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول الله فقال: إني مجهودٌ ( المجهود من أصابه الجهد والمشقة والحاجة والجوع). فأرسل إلى بعض نسائه فقالت: والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماءٌ. ثم أرسل إلى أخرى فقالت مثل ذلك، حتى قلن كلهنَّ مثل ذلك: لا والذي بعثك بالحق. فقال: “من يُضيف هذا الليلة رَحمه الله” فقام رجل من الأنصار فقال: أنا يا رسول الله. فانطلق به إلى رحْلِهِ فقال لامرأته: هل عندك شيءٌ؟ قالت: لا إلا قُوتُ صِبياني. قال: فعلليهم بشيء، فإذا دخل ضيفنا فاطفئي السراج، وأريه أنا نأكل، فإذا أهوى ليأكل فقومي إلى السِّراج حتى تُطفئيه. قال: فقعدوا وأكل الضيف فلما أصبح غدا على النبي فقال: “قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة” [رواه البخاري ومسلم].
الضيافة في القرآن
فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ – سورة الذاريات.
وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ – سورة هود.
وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ – سورة هود.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا – سورة الأحزاب.
وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ – سورة الحجر.
قَالَ إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ – سورة الحجر.
وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ – سورة القمر.
وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ – سورة يوسف.
وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ – سورة يوسف.
فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا – سورة الكهف.
شعر عن اكرام الضيف
وإني لطـلـق الـوجــه للمـبتغـي القــِرى وإن فنــائي لـلـقــرى لــــرحيب
أضاحـك ضـيـفـي عنـد إنـزال رحـلـــه فيخـصب عنـدي والمحل جديب
وما الخصب للأضياف أن يُكثر القِرى ولكنـما وجه الكــريم خصـيـــب
ما هي فوائد اكرام الضيف
1- زيادة المودة والرحمة بين الناس ونزع الغل والشحناء فيما بين قلوب الناس
2-الثواب والاجر من الله كما اوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم
3-اكرام الضيف كان من احد عادات العرب قديما و يعتبر دليل على اصالة العرب اننا مازلنا محافظين عليه
4- الشعور النفسي بالسعادة عند تقديم كل ما لذ و طاب للغير
5- اذا اكرمت الضيف فإنك ترغم الضيف باحترامك و رد الإحسان بالإحسان
6- إذا اكرمت الضيف فإن الله يرزقك بما هو أكثر لأن الله كريم يحب الكرم