هي قصة طريفة لرجل أراد أن يجمع بين زوجتيه وأن يعلم كل واحدة منهما أنها الأقرب إلى قلبه حتى يكسب ودهما فلا يتشاحنا فلجأ إلى الحيلة والخدعة في ذلك، وأم محجن هي زوجته الأولى التي عرفت بخادمة المسجد النبوي التي صلى عليها رسول الله صل الله عليه وسلم في قبرها بعد أن ماتت ودفنت، وقد وردت هذه القصة في كتاب ألف قصة وقصة من قصص الصالحين ونوادر الزاهدين.

زوج أم محجن وخطته المحكمة:
قال رجل من بني نوفل بن عبد مناف: لما أصاب نصيب من المال ما أصاب، وكان عنده أم محجن وكانت سوداء اشتاق إلى البياض، فتزوج امرأة سرية بيضاء، فغضبت أم محجن وغارت عليه فقال لها: والله يا أم محجن ما مثلي يغار عليه، إني شيخ كبير وما مثلك يغار، إنك لعجوز كبيرة، وما أحد أكرم علي منك ولا أوجب حقا، فجوزي هذا الأمر ولا تكدريه علي.

فرضيت وقرت ثم قال لها بعد ذلك: هل لك أن أجمع إليك زوجتي الجديدة، فهو أصلح لذات البين، وألم للشعث وأبعد للشماتة فقالت: نعم  افعل، وأعطاها دينار وقال لها: إني أكره أن ترى بك خصاصة أن تفضل عليك، فاعملي لها إذا أصبحت عندك غدا بهذا الدينار.

ثم أتي زوجته الجديدة، فقال لها: إني أردت أن أجمعك إلى أم محجن غدًا، وهي مكرمتك وأكره أن تفضل عليك أم محجن، فخذي هذا الدينار فأعدي لها به إذا أصبحت عندها غدًا لئلا ترى بك خصاصة، ولا تذكري لها الدينار،

ثم أتی صاحبًا له يستنصحه، فقال: إني أريد أن أجمع زوجتي الجديدة إلى أم محجن غدًا، فأتني مسلمًا، فإني سأستجلسك للغداء، فإذا تغذيت فسلني عن أحبهما إلي، فإني سأنفر وأعظم ذلك، فإذا أبيت عليك أن لا أخبرك فاحلف علي، فلما كان الغد زارت زوجته الجديدة لأم محجن ، ومر به صديقه ، فاستجلسه ، فلما تغذيا أقبل الرجل عليه، فقال: يا أبا محجن، أحب أن تخبرني عن أحب زوجتيك إليك، فقال: سبحان الله أتسالني عن هذا ؟ وهما يسمعان ما سأل عن مثل هذا أحد. قال : فإني أقسم عليك لتخبرني، فوالله لا عذرتك ولا أقبل إلا ذاك، قال: أما إذا فعلت فأحبهما إلى صاحبة الدينار والله لا أزيد على هذا شيئا، فأعرضت كل واحدة منهما تضحك ونفسها مسرورة، وهي تظن أنه عناها بذلك القول.

من هي أم محجن؟
كانت أم محجن من مساكين المدينة المنورة وكانت تقوم على تنظيف المسجد النبوي من الأذى وعندما ماتت رضي الله عنها، صلى عليها الصحابة ولم يخبروا النبي بأمر وفاتها، فلما افتقدها النبي صل الله عليه وسلم سأل عنها فأخبروه عن أمرها فقال: «دلوني على قبرها» ثم أتاه فوقف وصلى عليها، قال أبو هريرة «أن امرأة سوداء كانت تقم المسجدَ أو شابا ففقدها رسول الله صل الله عليه وسلَّمَ. فسأل عنها أو عنه فقالوا: مات، قال أفلا كنتُم آذنتموني، قال: فكأنهم صغروا أمرَها أو أمره، فقال: دلوني على قبرِها فدلوه فصلَّى عليها، ثم قال إن هذه القبورَ مملوءة ظُلمةً على أهلِها، وإن اللهَ عز وجل ينورها لهم بصلاتي عليهم» [صحيح مسلم]

الوسوم
قصص