رواية حكومة الظل من أكثر الروايات التي لفتت الأنظار عند ظهورها، واعتبرها العديد من النقاد مولد روايات التشويق والإثارة في الوطن العربي، وهي للكاتب والروائي الكبير منذر القباني، وقد صدرت عن مركز الراية عام 2006 .
منذر القباني
منذر القباني هو كاتب وروائي من مواليد مدينة الرياض عام 1970، وهو طبيب وجراح فقد حصل على بكالوريوس الطب والجراحة من كلية الطب بجامعة الملك سعود عام 1994، تخصص فيما بعد في الجراحة العامة بعد أن حصل على البورد الكندي من جامعة تورنتو عام 2001، ثم تخصص في جراحة الكبد والبنكرياس، وذلك من جامعة برتش كولومبيا في كندا عام 2003، كتب العديد من المقالات بعد عودته إلى المملكة في بعض الصحف المحلية، ولكن اسمه لم يلمع بصورة كبيرة إلا بعد روايته الأولى ” حكومة الظل ” التي صدرت طبعتها الأولى عن مركز الراية عام 2006، وصدرت طبعتها الثانية عن الدار العربية للعلوم عام 2007 .
رواية حكومة الظل
لفتت هذه الرواية مختلف الأنظار إليها منذ ظهورها، وأصبحت حديث الجميع، حتى اعتبرها العديد من النقاد بمثابة أول رواية للتشويق والإثارة في الوطن العربي، وقام الكثير بتشبيهها برواية شفرة دافنشي لدان براون، وأطلق القراء على منذر القباني لقب ” دان براون العرب “، بجانب ما تحمله الرواية من تشويق وإثارة فهي تحمل في طياتها التعريف بكيفية توغل الجماعات الصهيونية في الأندلس، وكيفية سقوط الدولة العثمانية، هذا بجانب غموض الرواية الكبير الذي يظهر في انتحار ثلاثة من أبطالها .
موضوع الرواية
تدور أحداث الرواية عبر زمنين مختلفين وهم : أواخر عهد السلطان عبد الحميد الثاني عام 1908، والزمن الحاضر الذي يلقي الضوء على رجل أعمال يمر بحادث غريب وغامض أثناء رحلة عمل خارج المملكة، وتتنقل أحداث الرواية بين الزمنين، لتكشف للقارئ رويدا رويدا عما وراء الغموض، وتعد شخصيات الرواية الرئيسية هي : نعيم الوزان رجل الأعمال الذي يتعرض للحادث الغامض في الزمن الحاضر، والدكتور عبد القادر بنوزاني باحث أكاديمي في التاريخ، والصحفي طلعت أحمد نجاتي، وخليل الوزان جد البطل نعيم الوزان .
رواية عودة الغائب
إن رواية حكومة الظل تعد الجزء الأول لهذه الحكاية، حيث صدرت رواية أخرى تعد الجزء الثاني تحت عنوان ” عودة الغائب “، وقد صدر هذا الجزء عام 2008 عن الدار العربية للعلوم، ويبدأ هذا الجزء استكمالا للجزء الأول حكومة الظل، بمقتل فارس من فرسان الجيش العثماني، وبعد مرور قرن يقوم الدكتور عبد القادر بنوزاني الباحث الأكاديمي بمحاولة فك رموز وشفرات رسالة استطاع الحصول عليها، وهذه الرسالة هي السبب الذي أدى إلى مقتله، ويحصل نعيم بطل الرواية على نص الرسالة، ويستطيع فك رموزها بعد الكثير من الجهد .
بعض الاقتباسات من روايتي حكومة الظل وعودة الغائب
1- الإنسان عند نعيم هو باحث عن شيء ما، سواء كان هذا الشيء مالا أو سلطة أو غيرها من الأمور، ولكن في نهاية الأمر هناك شيء ما يحرك شخصا ما للقيام برحلة بحث قد تطول أو تقصر .
2- من المهم للشخص أن يعرف مع من يتحدث، ميول الإنسان في الجوانب المختلفة من الحياة تضفي الكثير على معرفة شخصيته، وكيفية التحدث معه من أجل توصيل الفكرة، ألا ترين معي أن أحد أكبر مشاكلنا في العالم أننا لا نجيد فهم بعضنا البعض ؟
3- الدين لا ينبغي أن يكون عائقا أمام حرية الإبداع، وإلا رجع بنا إلى عصور الظلام ” قالت الراقصة الشهيرة ” : ثم من قال أن الرقص حرام ، أليس الرقص عملا ، والعمل عبادة ؟ ابتسم نعيم وتذكر في تلك اللحظة قول جدته نقلا عن جده خليل ” الحرية هي هبة الله لعباده ، وليس حقا لهم عليه ” .
4- اليهود ليسوا طائفة واحدة ، بل عدة طوائف، أحد هذه الطوائف تدعى الكبالا، معتقداتها قائمة على كتب التلمود وغيرها مما دونها بعض الكهنة عن أقوال أنبياء وكبار كهنة بني إسرائيل على حد زعمهم، الكبالا تعتبر أغمض طائفة يهودية، فتعاليمها منغلقة إلـي حد كبير على أتباعها، ويقال أنها تعتمد على الكثير من الشعوذة .
5- لكل إنسان نقطة ضعف ” نقطة أخيليس ” التي من خلالها تستطع أن تصل إلى الشخص، وتكتشف عن مكنونه، وتطوعه ليصبح صيدا سهلا، مهما كانت مكانته وبلغت قوته، تماما مثل البطل الأسطوري اليوناني ” أخيليس ” الذي غطسته أمه عندما ولد في بحيرة الخلود، ولكنها نست تلك النقطة عند كاحله التي أمسكته منها، فلم يمسها ماء الخلود، لتصبح نقطة الضعف ” نقطة أخيليس ” .
6- الوقت ثروة غير متجددة لذلك أحاول أن أحسن استخدامه ما استطعت .
7- أحذر مما تتمناه لأنه قد يتحقق .
8- هناك فئة من الناس لا تستطيع تجاوز الماضي مهما حاولت وجاهدت، إذ تعشه في مخيلتها وكأنه واقع يتلاعب بها ويحركها عبر دروب الزمان، ومهما تظاهرت بأنها تجاوزت أغلال الماضي فهي في قرارة نفسها لا ترغب إلإ أن تكون أسيرة لحياة قد كانت ولم تعد، وكأنها تعتقد أن للإنسان القدرة على إيقاف الزمان عند نقطة من نقاط التاريخ فلا يتجاوزه، وبذلك تحيا تلك الفئة الموهومة اللحظات الجميلة ثانيا وثالثا ورابعا و…، ولكن ما لا تدركه تلك الفئة هو أن الزمان لا يقف لأي أحد مهما كان، وإن لم يستطع الإنسان السير مع الزمان فالزمان قادر على أن يسير بدونه .