رواية الحديقة السرية The Secret Garden للكاتبة الإنجليزية فرانسيس هودجسون، وهي رواية كلاسيكية مستوحاة من طفولة الكاتبة تدور أحداث الرواية في إطار شخصيتين رئيسيتين هما ماري وكولين اللذان تتغير حياتهما بالكلية بعد اكتشاف أمر الحديقة السرية.
الهند حيث تقبع ماري لينوكس تلك الفتاة البريطانية ذات التسع سنوات والتي تعيش وحيدة داخل القصر على الرغم من تواجد والدها ضابط الجيش البريطاني ووالدتها سيدة المجتمع إلا أن كل منهم كان مشغول بحياته الخاصة، لذلك كانت ماري لينوكس هي الفتاة الأكثر تدليلًا في القصر فالخدم يسارعون في تلبية طلباتها المتغطرسة على الدوام ولا يجرؤ أحد على مخالفتها فهي المدللة دائمًا، وفجأة وبدون أي مقدمات يصاب كل من الأب والأم بداء الكوليرا المنتشر في ذلك الوقت، ويتوفى كل منهما وتصبح ماري وحيدة في انتظار عمها أرشيبالد كرافن للانتقال إلى المملكة المتحدة معه، وهو ما يحدث فعلًا وتنتقل ماري لينوكس إلى حياة جديدة مجهولة مع عمها الغامض.
ماري لينوكس في إنجلترا :
لم يكن القصر في إنجلترا يختلف كثيرًا عن القصر في الهند فكلاهما تشعر بهما ماري البرودة والوحدة المطلقة فلا يوجد من هو يهتم لأجلها سوى مجموعة من الخدم الذين يلبون طلباتها دون أي نقاش، كانت إحدى هؤلاء الخدم هي “مارثا” تلك المرأة المبتسمة دائمًا والتي تشع طاقة من البهجة بالمكان حاولت مارثا دومًا أن تخرج ماري من عزلتها وذلك عن طريق سرد بعض القصص عليها واصطحابها داخل حديقة القصر للتنزه بها.
كانت ماري تستجيب لتلك الخادمة التي رأت فيها أنيس لوحدتها خاصةً أن مارثا كانت تعلم الكثير عم أرشيبالد عم ماري وأثناء حديث ماري معها علمت ماري أن مارثا تعلم سرين أحدهما عن عمها والآخر عن القصر، كان السر الأول أن عمها لديها ولد يعيش معهم داخل القصر يدعى كولين وهو فتى مدلل يبكي دائمًا ومريض، أما السر الأكثر إثارة بالنسبة لـ ماري كان هو الحديقة السرية بالقصر.
الحديقة السرية :
كانت تلك الحديقة ذات أسوار عالية لا يدخلها أحد أبدًا وعندما سألت ماري عن السبب أخبرتها مارثا أن المكان مغلق منذ أن توفت به زوجة عمها ووالدة كولين منذ عشرة سنوات حينما سقطت عن شجرة ومنذ ذلك الحين والمكان مغلق تمامًا لا يعلم به احد ولا يدخله أحد واستطردت مارثا في الحديث عن أخيها “ديكون” وهو بستاني يهتم بالنباتات والحياة البرية.
كانت قصة تلك الحديقة هو الأمر الذي يشغل بال ماري لينوكس، كانت كل يوم تذهب للتجول حول سور الحديقة وهي تستمع لحكايات مارثا، كان كل ما يشغل تفكيرها هو كيف تدخل إلى تلك الحديقة وتجتاز السور، وفي أحد الأيام بينما كانت ماري تنعم بجولة حول السور تعثرت قدمها في شيء وما أن رفعته بيديها حتى أصابتها الدهشة كان مفتاح كبير فكرت ماري قليلًا رما يكون مفتاح الحديقة وبالفعل أدخلت المفتاح في الباب ولشد دهشتها أن الباب فتح بالفعل.
حياة جديدة مفعمة بالحيوية :
داخل الحديقة شعرت ماري بالإثارة والمتعة في ذلك المكان الغريب الذي تطل منه الأعشاب والحشائش من كل اتجاه فهو مكان مهمل منذ عشر سنوات، فكرت قليلًا ثم تذكرت “ديكون” الذي يحب البستنة وهنا خرجت ماري على الفور وأغلقت الباب واستدعت مارثا وطلبت منها إحضار ديكون وبالفعل حضر الصبي ديكون أماما ماري التي أخبرته عن سرها وأنها تريد تغيير تلك الحديقة وإصلاحها، وافق ديكون على الفور وفي صباح اليوم التالي بدأ العمل داخل الحديقة السرية كانت ماري تقضي أجمل الأوقات وهي تعمل على قطف الورود وقص الحشائش وجدت ماري متعة غريبة في العمل مما جعل منها شخص متعاون يحب الجميع يضحك ويمرح.
ابن عمي كولين :
قررت ماري أن تشاهد كولين ذلك الصبي الذي يبكي طويلًا لعلها تستطيع مساعدته، وبالفعل تمت المقابلة وعلمت ماري من خلال المقابلة أن كولين لا يشتكي من أية أمراض فقط يعاني من إهمال والده والوحدة، لذلك أطلعته ماري على سرها الحديقة السرية، صار ثلاثتهم ماري وديكون وكولين يذهبون كل يوم للقاء بشكل سري والعمل داخل الحديقة، تغيرت أحوال كولين وتوقف نهائيًا عن البكاء وأصبح أكثر مرحًا.
عودة العم أرشيبالد :
كان أرشيبالد يعود دائمًا بمخيلته إلى ذلك اليوم الذي توفت فيه زوجته ليلياس بعد ولادتها لابنه كولين على أثر تلك السقطة في الحديقة وكيف تألم بعدها حتى انه كان لا يستطيع أن يشاهد ابنه لأنه يذكره بها دائمًا، وفي أحد الأيام شاهد أرشيبالد حلمًا غير حياته فقد شاهد زوجته ليلياس تدعوه للعودة إلى الحديقة للعب مع ابنه كولين، فاق من غفلته وقد قرر العودة إلى المنزل وهناك تفاجأ بالتغيير الذي حدث لابنه بفضل مساعدة ماري والحديقة السرية.