ان لطبيعة الشعب السعودي السمحة الأثر الكبير الذي يتمثل في سياسات الحكومات المتعقبة في المملكة وهو ما يظهر في توجيهات القيادة الحكيمة لحكام وملوك المملكة العربية السعودية .
اذ تظهر هذه التوجيهات في اعتماد العمل الدبلوماسي وسلمي كمنهج أساسي في حل المشاكل والخصومات وهو ما جعلها دولة ذات ريادة كبيرة بين دول العالم وهو ما جعلها أيضا راعية لحل مشاكل وتصالح دول كثيرة خاصة بين دول عالمنا العربي لما تمثله المملكة السعودية من ثقل سياسي وتوجيهات حكيمة تحت رعاية ملوك السعودية .
الا ان كل هذا العمل الدبلوماسي يجب ان تدعمه قوة عسكرية ذات تفكير استراتيجي كبير مع تطور تقنية للأسلحة والتدريبات للقوات المسلحة بكل افراعها ولكن مع احتدام بعض الأمور بين الدول يبقى الحل الأمثل في التدخل العسكري بخطط مدروسة مدعمة بالتشاور السياسي بين الاطراف دعما للحق وسلامة الشعوب .
ومما يذكر ان الجيش السعودي تم انشأه في عهد الملك عبد العزيز أل سعود رحمه الله حيث صدر امر ملكي بانشاء وتشكيل وحدات جيش نظامي ينقسم الى ثلاث قطاعات هي أفواج المشاة المدفعية والرشاشات ومع توجيهات ومثابرة وثيقة من حكام وملوك المملكة وكذلك مثابرة القوات المسلحة تنامى هذا الجيش ليصبح جيش نظامي ذو قوة استراتيجية عظيمة وخلال السنوات الماضية ومنذ نشأة الجيش السعودي اضطرت المملكة السعودية لخوض عدة حروب دفاعا عن ارض الوطن وأيضا عن الشرعية وحق الشعوب العربية ومن هذه الحروب :
– حرب فلسطين 1984 :
بعد مرور ما يقرب من 48 عام على انشاء الجيش السعودي ارسل مفتي فلسطين السيد / امين الحسيني مندوبا خاصا الى الملك عبد العزيز رحمه الله يطلب الدعم والمساعدة في مقاومة فلول ميلشيات العدو الصهيوني والتي غزت فلسطين للاستيلاء عليها واحتلالها فما كان من الملك عبد العزيز الا سرعة الاستجابة دعم للشعب الفلسطيني ودفاعا عن ارض فلسطين اذ أمر بأرسال مجموعة دعم من جنود الجيش السعودي محملا بكميات من الأسلحة والذخائر وكان هذه المجموعة بقيادة العقيد / سعيد بيك الكردي زمعه وكيله القائد / عبدالله بن نامي حيث بلغ عدد القوات 3200 رجل بين ضابط وفرد جندي مقاتل .
– حرب الوديعة 1969:
في 27 نوفمبر عام 1969 م قامت القوات اليمينة الجنوبية متمثلة في اللواء الثلاثون مشاة ومدعما بساندة من الطائرات والمدفعية بمهاجمة مركز الوديعة الحدودي كما قامت مجموعة أخرى من الجيش الجنوبي اليمني بالاتجاه صوب مدينة الشرورة للقيام باحتلالها .
وفور ابلغ القيادة العامة السعودية ما حدث اصدر الملك فيصل بن عبدالعزيز امره بالتدخل وطرد المعتدين على ارض المملكة وبناء على التوجيهات والاوامر الملكية اصدر وزير الدفاع والطيران ذاك الامير سلطان بن عبدالعزيز اوامره الى القوات البرية والجوية السعودية بسرعة طرد المعتدين خارج حدود المملكة واستعادة والسيطرة على مركز الوديعة وبالفعل قامت قوات المنطقة الجنوبية السعودية باستعادة مركز الوديعة خلال يويمن .
– حرب أكتوبر 1973 :
دفاعا عن سيادة الحق العربي قامت القوات السعودية المسلحة بالاشتراك في حرب أكتوبر 1973 من خلال مجموعة من الافواج والفيالق مثل فوج مدرعات وسريتان بندقية وسرية إشارة وبطارية مدفعية فوج من المظلات الرابع وسرية هاون وكذلك سرية الملك وفصيلة صيانة مدرعات وثلاث أفواج
لواء الملك عبد العزيز الميكانيكي وغيرها .
هذا وقد خاضت القوات السعودية معارك طاحنة في موجهة العدو الصهيوني من خلال المشاركة في ما يعرف بمعركة مرعي ضمن الجبهة السورية.
– الحرم المكي 1980 :
في عام 1980 م قامت مجموعة إرهابية بقيادة الإرهابي جهيمان ومعه مجموعة من المسلحين بالدخول الى الحرم المكي واحتجاز مجموعة من الرهائن وعلى الفور اندفعت مجموعات وتشكيلات مختلفة من القوات المسلحة السعودية لتحرير الحرك وبالفعل بعد فتال شرس وقوي قامت القوات السعودية بتحرير الحرم المكي وإخراج الرهائن وكذلك قتل واسر المسلحين وذلك في خلال أسبوعين .
– حرب الكويت 1990 :
في 2-أغسطس عام 1990 فوجئ العالم بقيام القوات العراقية بالهجوم على دولة الكويت واحتلالها حيث كان هذا الموثق من اصعب المواقف التي تطلبت حكمة وتعقل في أسلوب التعامل حيث كانت القوات العراقية تعتبر هي واحدا من اقوى الجيوش حول العالم هي أيضا قوة عربية ولكن قامت بالاعتداء على الاشقاء العرب في الكويت وأصبحت ايضا أيضا على مشارف الحدود للمملكة العربية السعودية .
فما كان من السعودية وجيشا الباسل الا ان انصاع لصوت الحث وأيضا الاجماع العربي حيث خاضت القوات السعودية معارك ضارية وقاسية في مدينة الخفجي الحدودية التي حدثت بين 29 يناير و31 يناير عام 1991 وكانت القوات السعودية أولى القوات التي دخلت العاصمة الكويتية فيما عرف بمعركة التحرير .
– حرب الخفوس 1992 :
نتيجة لتداخل الحدود وتوزع افراد من البادية بين المملكة السعودية ودولة قطر حدث اشتباك حدودي بين القوات من افراد الحرس الحدودي السعودي وفي المقابل القطري نتج عنه قيام بعض افراد من الحرس الحدودي القطري محاولة الدخول الى الحدود السعودية لا ان باسلة وصمود القوات السعودية التي تصدت في الاشتباك معهم واستطاعت في خلال ساعات قليلة في ردهم واستعادة السيطرة على مركز الخفوس السعودي .
– حرب ضد الحوثيين 2009 :
في عام 2009 قامت مجموعة من المليشيات الحوثية المدعوكة من قوة إقليمية في المنطقة بالهجوم ومحاولة التسلل الى الحدود السعودية واليمنية وعلى الفور تدخلت قوات الجيش السعودي في حرب جبلية صعبة استمرت عدة أسابيع حيث انتهت بهزيمة الحوثيين والوصول الى اتفاق بعدم الاختراق او التعدي على حدود المملكة العربية السعودية .