المسجد الحرام هو أول وأعظم مسجد في الإسلام ، ويقع في قلب مدينة مكة غرب المملكة العربية السعودية وتوجد الكعبة المشرفة في وسط البيت الحرام ، و هي أول بيت بني للناس على وجه الأرض ، ليقوم الناس بأداء مناسك عبادة الله فيه تبعاً للعقيدة الإسلامية التي يعتنقونها ، والمسجد الحرام هو قبلة المسلمين في الصلاة ، وقد جعل الله ثواب الصلاة فيه تعادل مئة ألف صلاة قال تعالى: ” إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ. ” (آل عمران: آية 96).
لماذا سمي بالمسجد الحرام
سمي بالمسجد الحرام لان الله سبحانه وتعالى حرم فيه القتال ، وكان ذلك منذ إن دخل سيدنا محمد (عليه الصلاة والسلام) إلى مكة المكرمة منتصرا ، وحرم فيه أيضا قطع الأشجار ، وصيد الطيور ، وحرم التقاط أي شيء من أرض المسجد الحرام.
دعاء دخول المسجد الحرام
عند زيارة المسجد الحرام تهفو المشاعر ، وتستحضر الأفئدة الخشوع والخضوع ، وترقرق الدموع بالعيون ، حبا وشوقا لرؤية المسجد الحرام ، ورؤية الكعبة المشرفة ، ويستحب عند رؤية المسجد الحرام أن نقول (اللهم هذا حَرَمُكَ وَأَمْنُكَ فحرّمْني على النارِ وَأمني من عذابِكَ يَوْمَ تبعثُ عبادَكَ واجْعلني من أوليائِك وأَهلِ طاعتِكَ)
وبعد الدخول إلى المسجد الحرام ورؤية الكعبة المشرفة ، يستحب أن يرفع المسلم يدعو إلى الله ، ويدعو بهذا الدعاء (اللهُمَّ زِدْ هذا البيتَ تشريفًا وتعظيمًا وتكريمًا ومهابةً وزِدْ مَن شرَّفَهُ وَعَظَّمَهُ ممن حَجَّه أو اعْتَمَرَه تشريفًا وتكريمًا وتعظيمًا وبِرًّا” ويضيف إليه” اللهم أنتَ السلامُ ومنكَ السلامُ فحيِّنا رَبَّنَا بالسلام)
ثم يدعو الزائر بما يحب من دعوات الدنيا والآخرة ، ويدعو للأهل والأقارب ، وأَهمها الدعاء بالمغفرة وطلب الرحمة من الله سبحانه وتعالى فالدعاء في هذا المكان الطاهر أعظم مكان على وجه الأرض ، يستجيب الله للدعوات ، ويستحب أن يستحضر المسلم عند رؤية الكعبة ما يستطيع من الخشوع والتذلل والخضوع فهكذا كان يستقبل الأولون الصالحون ، وعباد الله العارفين رؤية المسجد الحرام لأن رؤية بيت الله تذكرنا وتشوقنا إلى رؤية رب البيت.
تحية المسجد الحرام
إن التحية لأي مسجد سنة مؤكدة لكل من دخل المسجد متوضئاً راغبا للجلوس في المسجد سواء للصلاة أو سماع خطبة أو غير ذلك ، لقد روى مسلم في صحيحة عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال) إذا دخل أحدكم المسجد ، فليركع ركعتين قبل أن يجلس ( وفي رواية أخرى ) فلا يجلس حتى يركع ركعتين) وقد سنهم رسول الله ، للصلاة حتى في أوقات الكراهة ،التي يكره فيها الصلاة ، وقد أوضح لنا العلماء إن هذه التحية لا يتناولها النهي لأنها صلاة ذات سبب.
بالنسبة لتحية المسجد الحرام ينقسم الحال فيها إلى نوعين.
النوع الأول أن يدخله وهو قاصد الصلاة ، أو الجلوس لحضور حلقات العلم أو الذكر أو قراءة القرآن أو غيرها من العبادات ، وهذه التحية تؤدى لأي مسجد وليست مقصورة على المسجد الحرام فقط ، كما سنها رسول الله عليه الصلاة والسلام كما وضحنا في حديث رسول سابقا
النوع الثاني لتأدية تحية المسجد الحرام هي أن يدخله المسلم وهو قاصد الطواف بالبيت الحرام ، سواء كان الطواف للحج أو العمرة أو تطوع ، فعليه أن يبدأ بهذا الطواف ، ولا يطلب منه أن يقوم بتأدية ركعتي تحية المسجد قبل الطواف ، لأنه لم يثبت عن رسول الله (صل الله عليه وسلم ) إنه فعل ذلك ، ولا فعل ذلك أيضا أحدا من أصحابه ، وهذا ما أوضحه العلماء وجمهور الفقهاء ، ولم يخالف هذا الفعل إلا أفراد بسيطة ، منهم ابن عقيل من الحنابلة وقد نقل عنه ابن تيمية في شرح “عمدة الفقه” ولا يحب الله سبحانه ورسوله الكريم أن يشقي عباده فأستثنى من ذلك الفعل إذا منعهم مانع كالزحام الشديد ، الذي يصعب معه بدأ الطواف ، فيصلي ركعتين تحية المسجد إلى أن تزول الأسباب.
آداب زيارة المسجد الحرام
لدخول المسجد الحرام وزيارته آداب يجب أتباعها مثلها مثل كل مساجد الأرض والمسجد الحرام يجب أن تكون أكثر تأدبا لوجود بيت الله الكعبة المشرفة
1- قبل الذهاب إلى المسجد يستحب تنظيف الفم والأسنان والجسم
2- يستحب دائما الدخول إلى المسجد بالقدم اليمنى
3- البعد عن الصوت العالي والبعد عن الشجار وعن الخصومة
4- ثمّ قول دعاء دخول المسجد وهو: (أعوذُ باللَّهِ العظيمِ وبوجههِ الكريمِ وسلطانِهِ القديمِ منَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ قالَ أقَطُّ قلتُ نعَم قالَ فإذا قالَ ذلكَ قالَ الشَّيطانُ حُفِظَ منِّي سائرَ اليومِ)