الصلاة عماد الدين أمرنا الله تعالى بالتمسك بها وهي الفريضة الوحيدة التي لا تسقط عن المسلم أبدًا حتى في حال مرضه، وذلك لما ورد عن رسول لما ذهب إليه عمرو بن حصين وكان يشتكي من المرض فقال له رسول الله صل الله عليه وسلم: « صل قائمًا، فإن لم تستطع فقاعدًا، فإن لم تستطع فعلى جنب » . رواه البخاري وأبو داود والنسائي وزاد : « فإن لم تستطع فمستلقيًا ، لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها » . وروى أنس رضي الله عنه قال: سقط رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فرس فخُدِش أو جُحش شقه الأيمن فدخلنا عليه نعوده، فحضرت الصلاة فصلى قاعدًا، وصلينا خلفه قعودًا، [متفق عليه].
الوضوء ثم يكبر للصلاة وهو جالس ويبدأ في قراءة ما تيسر من القرآن وعند الركوع يكبر ونحني قليلًا ثم يرتفع من الركوع وعند السجود ينحي انحناءة أكبر من التي قام بها في الركوع وذلك للتمييز بين الركوع والسجود ويكمل صلاته على هذا الشأن حتى يفرغ منها تمامًا
حكم الصلاة للجالس بدون عذر
قال الإمام النووي رحمه الله: وأما الفرض فإن صلاه قاعدًا مع قدرته على القيام لم يصح فلا يكون فيه ثواب بل يأثم به، والمعنى أنه لا يجوز للمسلم الجلوس في الصلاة مع قدرته على القيام، وذلك لأن القيام ركن من أركان الصلاة لا يسقط إلا بوجود عذر وفي حالة عدم وجود العذر تبطل الصلاة لانتفاء القيام بأركانها كاملة.
كيف تصلي مستلقيًا
الاستلقاء هو النوم على الظهر وهو ما يضطر إليه المريض في حالة عجزه عن القيام وعن الجلوس في الصلاة، وفيه أفتى الإمام ابن عثيمين رحمة الله عليه قال: إن كان المريض لا يستطيع الصلاة على جنبه صلى مستلقياً رجلاه إلى القبلة، والأفضل أن يرفع رأسه قليلاً ليتجه إلى القبلة، فإن لم يستطع أن تكون رجلاه إلى القبلة صلى حيث كانت، ولا إعادة عليه.
يجب على المريض أن يركع ويسجد في صلاته، فإن لم يستطع أومأ بهما برأسه، ويجعل السجود أخفض من الركوع، فإن استطاع الركوع دون السجود ركع حال الركوع، وأومأ بالسجود، وإن استطاع السجود دون الركوع سجد حال السجود، وأومأ بالركوع. فإن كان لا يستطيع الإيماء برأسه في الركوع والسجود أشار في السجود بعينه، فيغمض قليلاً للركوع، ويغمض تغميضاً للسجود، وأما الإشارة بالإصبع كما يفعله بعض المرضى فليس بصحيح ولا أعلم له أصلاً من الكتاب، والسنة، ولا من أقوال أهل العلم، فإن كان لا يستطيع الإيماء بالرأس، ولا الإشارة بالعين صلى بقلبه، فيكبر ويقرأ، وينوي الركوع، والسجود، والقيام، والقعود بقلبه.
متى يجوز الجمع بين الصلوات للمريض
وفيه يقول الإمام ابن عثيمين رحمة الله عليه أن المريض يجب عليه أن يصلي كل صلاة في وقتها ويفعل كل ما يقدر عليه مما يجب فيها، فإن شق عليه فعل كل صلاة في وقتها فله الجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء، إما جمع تقديم بحيث يقدم العصر إلى الظهر، والعشاء إلى المغرب، وأما الجمع تأخير بحيث يؤخر الظهر إلى العصر، والمغرب إلى العشاء حسبما يكون أيسر له.أما الفجر فلا تجمع لما قبلها ولا لما بعدها.