الصلاة هي عماد الدين، ولا صلاة بدون وضوء، لأن الوضوء هي الطهارة التي يحبها الله، والتي يجب أن نلتزم بها قبل أن نقف أمام الله حتى نؤدي فريضة الصلاة، والوضوء له أركان معروفة وردت في القرآن الكريم وفي السنة وهذا ما سوف نوضحه لكم.
الوضوء
الوضوء هو أساس الطهارة، لأن الإسلام حرص على الطهارة حرص شديد، ويجب على الإنسان المسلم أن يلتزم بالوضوء قبل الوقوف أمام الله تعالى لاقامة الصلاة، والصلوات خمس صلوات في اليوم، ولهذا يتوضأ الإنسان ويتطهر قبل كل صلاة، لأنه لا تقبل الصلاة بدون وضوء كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا لم أحدث حتى يتوضأ)).
أركان الوضوء
كلمة ركن هي تعني أنه هو الأمر الذي لا يتم إلا بوجوده، والركن هو جزء داخل في الشيء حتى يكتمل هذا الشيء، وإذا نقص ركن من أركان الشيء نقص هذا الشيء.
الوضوء ينقسم إلى عدة أركان، لو انعدم ركن واحد فقط من هذه الأركان بطلت أركان الوضوء، وكأنه لم يكن.
وأركان الوضوء هي كما جاءت في كتاب الله الكريم ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾[المائدة:6]
وبناء على هذه الآية الكريمة فإن الوضوء له ستة أركان، ومن أولى هذه الأركان النية قبل الإقدام على الوضوء، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال في حديثه الشريف ((نما الأعمالُ بالنياتِ، وإنما لكلِّ امرئٍ ما نوى، فمن كانت هجرتُه إلى دنيا يصيُبها، أو إلى امرأةٍ ينكحها، فهجرتُه إلى ما هاجر إليه)).
بعد النية يبدأ الركن الثاني هو غسل الوجه بالكامل من منبت شعر الرأس إلى أسفل الذقن، ومن الأذن إلى الأذن المقابلة.
يتم غسل اليدين بعد الوجه إلى المرفقين، وهذا الركن من الأركان الواجبة، وبعد ذلك يمسح الشعر، ويكتفي بمسح الشعر من الخارج، ولا يلزم مسح الرأس بالكامل، وبعد ذلك يتم غسل القدمين إلى الكعبين.
الركن الأخير هو الالتزام بهذه الأركان بالترتيب، ولا يجب تقديم ركن على الركن الآخر، وذلك لأن في الآية الكريمة ورد الترتيب كما قال تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ﴾[المائدة:6]
سنن الوضوء
سنن الوضوء هي الوضوء مثلما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم، ويجب على المسلمين الاقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام فيما يخص الوضوء ((لولا أَن أشقَّ على أمَّتي لأمرتُهُم بالسِّواكِ عندَ كلِّ وضوءٍ)).
وكان الرسول عليه الصلاة والسلام إذا توضأ يقوم بغسل اليدين ثلاث مرات، ثم غسل اليدين إلى الكوعين ثلاث مرات، ثم يقوم بالمضمضة ثلاث مرات، ويقوم بالاستنشاق ثلاث مرات، وبعد ذلك يغسل وجهه ثلاث مرات.
ومن سنن الوضوء أيضًا غسل كل عضو على حدى ثلاث مرات، ويجب أن يراعي تخلخل الماء بين الأصابع وتشبيكها مع بعضها البعض، وبالنسبة للرجال الملتحية فيسن أن يدخل الماء بين اللحية عن طريق أصابعه، ومن السنن غسل اليد اليمني قبل اليسرى، وكذلك غسل الرجل اليسرى قبل اليمنى.
خطوات الوضوء بالترتيب
هناك عدة خطوات يجب على كل مسلم القيام بها بالترتيب وهي:
– ينوي المسلم نية الوضوء قبل الشروع في الوضوء.
– يسمى الله تعالى في البداية.
– يقوم بالمضمضة ثلاث مرات.
– يستنشق ثلاث مرات.
– يغسل وجه ثلاث مرات.
– يغسل يديه إلى المرفقين اليمنى أولا ثم اليسرى ثلاث مرات.
– يمسح رأسه وأذنه مرة واحدة فقط.
– يغسل الرجلين إلى الكعبين ويراعي أن يتخلخل الماء بين الأصابع، ثلاث مرات، ويبدأ بالقدم اليمنى ثم القدم اليسرى.
– يراعي الترتيب في كل الخطوات السابقة، ولا يسبق ركن الركن الذي قبله.