ذروة سنام الاسلام هو الجهاد، وهذا هو الوصف الذي وصفه به النبي صلى الله عليه وسلم في حديث شريف، وقد امر الله المسلمين بقتال من يقاتلونهم صراحة في قوله عز وجل: ” قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ”.
حديث النبي عن ذروة سنام الإسلام
كان معاذ بن جبل -رضي الله عنه- جالساً يوماً مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فطلب إليه أن يعلّمه أمراً جديداً في دينه، فذكر له رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- مجموعةً من الوصايا النبويّة، ثمّ قال له: (ألا أخبرُكَ بِرَأسِ الأَمرِ كلِّهِ وعمودِهِ، وذِروةِ سَنامِهِ؟ قلتُ: بلى يا رسولَ اللَّهِ، قالَ: رأسُ الأمرِ الإسلامُ، وعمودُهُ الصَّلاةُ، وذروةُ سَنامِهِ الجهادُ).
في هذا الحديث وضح النبي صلى الله عليه وسلم أن ذروة سنام الإسلام هي الجهاد في سبيل الله، والسنام هو أعلى جزء في جسم الجمل، وقد اختار النبي الجمل كمثال لأنه أشهر حيوانات شبه الجزيرة العربية، فيصل المعنى المقصود اسهل واسرع إلى الناس عندا يضرب لهم المثل بالجمل.
آيات قرآنية تحث على الجهاد
أمر الله المسلمين في اكثر من موضع في القرآن الكريم بالجهاد في سببيل الله، وقتال المشركين، ورد المعتدين، ومن هذه الآيات قوله عز وجل في سورة الفرقان: ” فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرا”، كما قال أيضا: ” قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ”، ويقول في سورة التحريم: ” يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ۚ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ”.
انواع الجهاد في الاسلام
الجهاد نوعين، هما جهاد الدفع وجهاد الطلب، والفرق بينهما هو في سبب القتال، حيث في جهاد الدفع يقاتل المسلمون من يقاتلونهم ويعتدون عليهم فهو جهاد لدفع الضرر والاعتداء، وقد قال الله عز وجل في سورة الحج: ” أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ”.
اما جهاد الطلب فهو الجهاد للدعوة إلى دين الله، حيث يقول الله عز وجل في سورة التوبة: “فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ”، وقوله أيضا في سورة التوبة: “قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاَللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِر وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّه وَرَسُوله وَلَا يَدِينُونَ دِين الْحَقّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَاب حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَة عَنْ يَد وَهُمْ صَاغِرُونَ”.
ماهي الغاية من الجهاد
الغاية من الجهاد هي نشر الإسلام في الارض والدعوة لدين الله حيث يقول الله عز وجل في سورة محمد: “فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّىٰ تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا”، فبالجهاد وصل الاسلام إلى الصين في آسيا وانتشر في بلاد الشام ومصر والمغرب العربي كله، وعبر المسلمون شاطئ المحيط ونشروا الاسلام في اوروبا واقاموا حضارة من ازهى الحضارات التي عرفتها البشرية، حيث كانت حقبة زمنية عامرة بالتقدم العلمي والاختراعات وكتابة المؤلفات وبناء اسس بعض العلوم.
هل الجهاد فرض على كل مسلم
الجهاد في الإسلام هو فرض كفاية، ومعنى انه فرض كفاية انه لا يجب ان يقوم به كل المسلمين، فإ ذا قام بعض نفر من السلمين بأداء فريضة الجهاد فإنها تسقط عن البقية، ويقول ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول صلى الله عليه وسلم: قال: “إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد؛ سلط الله عليكم ذلا، لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم”.