تقوم معظم النساء في العالم بغسل الدجاج قبل البدء في طهيه ، ظنًا منهن بأن ذلك يقوم بطهير الدجاج من الجراثيم الموجودة به ، و لكن أشار العديد من الباحثين إلى أن غسل الدجاج قبل طهيه في المنزل عاملاً أساسياً لزيادة خطر التسمم الغذائي بالجراثيم الملتوية Campylobacter ، حيث يمكن أن يتناثر الماء الناتج عن غسل الدجاج النيء ، و المحمل بهذه الجراثيم ، على اليدين و الملابس و معدات الطهي و سطوح التحضيرِ و التقطيع في المطبخ.

الجراثيم الملتوية Campylobacter :
تعد الجراثيم الملتوية Campylobacter السبب الأكثر شيوعاً لحالات التسمم الغذائي في العديد من البلدان ، و يمكن أن يصل عدد الوفيات إلى 100 حالة من أصل 280 ألف حالة سنوياً ، و تسبب الدواجن بشكلٍ خاص حوالي 80% من حالات التسمّمِ بالجراثيم الملتوية  Campylobacter.

مخاطر الإصابة بالجراثيم الملتوية:
يسبب التسمم بهذه الجراثيم ألماً في البطن ، و إسهالاً شديداً ، و حمى ، و إقياء ، و تتطور الأعراض عادة خلال يومين إلى خمسة أيام من تناول الطعام الملوث ، علماً أن معظم المصابين يتعافون دون علاج مع انتهاء هذه المدة ، كما تؤدي هذه الجراثيم في بعض الحالات إلى الإصابة بمتلازمة القولون العصبي أو المتهيج  Irritable Bowel Syndrome، و الإجهاضِ Miscarriage، و متلازمة غيلان-باريه Guillain-Barré syndrome، التي تسبب شللاً في الأعصاب المحيطية نتيجة التهاب الغشاء المحيط بها والذي يسمى بالنخاعين ، و في بعض الحالات قد تكون تلك الجراثيم قاتلة للأطفال أو لكبار السن نتيجة ضعف الجهاز المناعي ، و قد أكد الأطباء على أن غسل الدجاج لا يقضي على كافة الجراثيم الموجودة به بل إن الطبخ الجيد هو الذي يقضي على الجراثيم.

في حالة الإصابة الشديدة بالجراثيم الملتوية تكون هناك بعض الأعراض مثل استمرار التقيؤ لأكثر من يومين ، استمرار الشعور بالغثيان و التقيؤ حتى عند تناول السوائل فقط لأكثر من يوم ، و استمرار الإسهال لأكثر من ثلاثة أيام ، و خروج دم أثناء التقيؤ ، و خروج دم مع البراز ، و الإصابة ببعض النوبات ، و تقلبات الحالة النفسية ، مثل الارتباك ، و الرؤية المزدوجة ، و صعوبة في الكلام (التلعثم) ، هذا بالإضافة إلى ظهور علامات التجفاف الشديد ، مثل جفاف الفم ، و اغورار العينين ، و عدم القدرة على التبول ، أو التبول بكميات قليلة مع خروج بول داكن ذي رائحة قوية.

الوقاية من التسمم بالبكتيريا الملتوية Campylobacter
هناك بعض الاحتياطات التي يجب اتباعها لتجنب الإصابة بالجراثيم الملتوية و للحفاظ على الصحة العامة ، و تلك الاحتياطات كالآتي :

أولًا: يجب تغطية و تبريد الدجاج النيء ، و من أن الأفضل أن يتم حفظها في الدرج الأسفل من الثلاجة حتى لا تتساقط قطرات من عصارة الدجاج على بقية الأطعمة المجمدة.

ثانيًا: عدم غسل الدجاج النيء ، حيث أن الطهي الجيد له سيقضي على كافة الجراثيم التي من شأنها أن تؤذي الإنسان ، على عكس غسلها بالماء الذي يسبب انتشار الجراثيم في أرجاء المطبخ.

ثالثًا: غسل الأواني المستخدمة ، يجب أن تُغسل جميع الأواني و ألواح الفرم و الأسطح المستخدمة في إعداد الدجاج النيء بشكل جيد ، هذا بالإضافة إلى غسل اليدين جيدًا.

علاج التسمم بالبكتيريا الملتوية Campylobacter:
يمكن للشخص أن يعالج نفسه ذاتيًا في حالة الإصابات الخفيفة ، و ذلك من خلال شرب الكثير من الماء ، و أخذ أملاح الإماهة الفموية Oral rehydration salts ، لتجنب الدجاج ، و أيضًا الحرص على تناول أطعمة خفيفة على المعدة ،  كما يمكن استخدام المضادات الحيوية لعلاج الاتهابات الحادة ، و إذا زادت أعراض الإصابة فيجب التوجه إلى الطبيب.