يعتقد العديد من الناس أن جميع الضغوط النفسية سيئة، لكنك ربما سمعت أن هناك ” ضغوط جيدة ” و ” ضغوط سيئة “، هل تعرف ما يعنيه الناس بهذا ؟ وهل يمكن أن يكون فوائد للضغوط الجيدة ؟ هذا ما سوف نشرحه تفصيلاً بهذا المقال .
الفرق بين الضغوطات الجيدة والضغوطات السيئة :
ما يسمى بـ ” الضغوطات الجيدة ” أو ما يشير إليه علماء النفس بـ “eustress ” أو ضغط صحي، هو نوع من الإجهاد الذي نشعر به عندما نشعر بالإثارة، نبضنا يزداد، هرموناتنا تتغير، ولكن لا يوجد تهديد أو خوف، نشعر بهذا النوع من الإجهاد عندما نركب سفينة دوارة أو أو نلتقي بأحبائنا لأول مرة، هناك العديد من المحفزات لهذا الضغط الجيد، وهو يجعلنا نشعر بالحيوية والحماس حول الحياة .
نوع آخر من الضغط النفسي هو الضغط الحاد، وهو يأتي من مفاجآت سريعة تحتاج إلى استجابة، يؤدي الضغط الحاد أيضًا إلى استجابة الجسم للضغط، ولكن المسببات ليست دائمًا سعيدة ومثيرة، لا يسبب الضغط الحاد في حد ذاته خسائر فادحة إذا وجدنا طرقًا للاسترخاء بسرعة، وبمجرد أن يتم التعامل مع الضغوط، نحتاج إلى إعادة جسمنا إلى التوازن، أو حالة ما قبل الإجهاد ، ليكون صحي وسعيد .
نوع الضغط النفسي الذي يجب علينا القلق عليه هو الضغط المزمن، ويحدث هذا النوع من الضغط عندما نواجه ضغوطات متكررة تسبب خسائر فادحة وتشعر بأنها لا مفر منها، ويمكن أن يؤدي العمل المجهد أو الحياة المنزلية التعيسة إلى الضغط النفسي المزمن، ويعتبر هذا النوع خطير لأن أجسامنا ليست مصممة للضغط المزمن، ويمكننا مواجهة الآثار الصحية السلبية سواء الجسدية أو النفسية إذا تعاملنا مع الضغط المزمن لفترة ممتدة من الزمن .
مصادر الضغط النفسي الجيد :
من المهم اختيار الأنشطة في حياتك التي تجعلك تشعر بالرضا والسعادة والحماس تجاه الحياة، إنها لفكرة جيدة أن تقوم بالإمتناع عن أكبر قدر ممكن من الأنشطة التي تستنزفك، أو تؤدي إلى تجربة الضغط المزمن، إحدى الطرق الجيدة لقياس ما إذا كان النشاط يستحق وقتك أم لا هو التركيز على ما يجعلك تشعر به .
ونظرًا لأن الهوايات هي منفذ رائع لهذا النوع من الضغط الصحي، يمكنك أن تحصل على توازن وراحة أكبر عندما تتعلم المزيد عن كيفية دمج هواياتك في حياتك وكيف سيؤثر ذلك عليك، كما أن تحديد الأهداف هو مصدر آخر رائع لهذا النوع من الضغط الصحي .
كيف يمكن أن يتحول الضغط النفسي السيئ إلى ضغط صحي :
لا يمكن أن يتحول جميع أشكال الضغط السيئ إلى ضغط جيد، ولكن من الممكن تغيير إدراكك لبعض عوامل الضغط في حياتك، وهذا التغيير في الإدراك يمكن أن يغير من تجربة الضغط لديك، هذا لأن استجابة الجسم للضغط تتفاعل بقوة مع التهديدات المتصورة؛ فإذا كنت لا ترى شيئًا كتهديد، فليس هناك أي رد فعل يعتمد على التهديد بشكل عام .
إذا كنت ترى أن شيئًا يمثل تحديًا، فإن الخوف الذي قد تختبره عادة قد يتحول إلى إثارة وترقب وقد يؤثر عليك، ويمكنك في كثير من الأحيان إجراء التحول في التصور من خلال التركيز على الفوائد المحتملة المخفية لوضع ما، وتذكير نفسك بنقاط قوتك .
عموما، من المهم أن يكون لديك ضغط جيد في حياتك، ومن خلال بذل جهد للحد من الضغط المزمن قدر الإمكان، وتغيير تصورك عن الضغط، وإضافة بعض الأنشطة الإيجابية لحياتك، يمكنك إنشاء توازن جيد في حياتك .