يمر الإنسان بعدة مراحل نفسية مختلفة خلال حياته، ويرجع ذلك لامتلاكه المشاعر التي أوجدها الله فيه، حتى يستطيع أن يشعر بكافة المشاعر مثل الشعور بالسعادة والحزن والكره والمحبة والحنان والحب والقسوة والرحمة وغيرهم الكثير من المشاعر الأخرى وتسمي تلك المشاعر ب “المشاعر الإنسانية”، ويشعر الإنسان بمختلف تلك المشاعر أثناء التعامل مع الأشخاص سواء في المنزل او مع الأصدقاء أو مع الزملاء بالعمل.
ما المقصود بالشعور بالذنب
من المشاعر الإنسانية المعروفة مشاعر “الشعور بالذنب” وينبع الشعور بالذنب من ضمير الإنسان، والسبب العلمي وراء شعور الإنسان بذلك الشعور الغير مرغوب فيه هو اختلاف أفكار ومعتقدات الإنسان ونواياه عن عمل معين قام به أو كاد أن يقوم به أو يعتقد اعتقاد خاطيء أنه قام به، فليس من المشترط أن يكون الشعور بالذنب نتيجة لفعل الإنسان لرد فعل معين، فمن الممكن أن يكون الشعور بالذنب نتيجة لعدم قيامه بفعل كان يرى الإنسان أن يستوجب ان يقوم به.
ولقد جعل الله سبحانه وتعالي ذلك العور في نفس الانسان، حتى ينبهه بضرورة التراجع عن الإقبال للقيام بعمل معين، فعندما يشعر الإنسان بتأنيب الضمير فيكون ذلك لارتكابه واقترافه خطا في حق نفسه أو حقوق الآخرين، وتلك هي الحكمة الآلهية من شعور الإنسان بالذنب، ولكن هناك بعض الأشخاص يعانون من ذلك الشعور بشكل مرضي، حيث يمثل لديهم عقدة او شعور مستمر عند القيام بأي عمل أو رد فعل، وهنا يستوجب علاجه، حتى يستطيع الإنسان أن يعيش بشكل طبيعي.
أنواع الشعور بالذنب لدى الإنسان
هناك خمسة أنواع للشعور بالذنب، وتتمثل تلك الأنواع في الآتي :
الشعور بالذنب نتيجة القيام بفعل
النوع الأول هو “الشعور بالذنب نتيجة القيام بفعل” ويشعر حينها الإنسان بتأنيب الضمير نتيجة قيامه بعمل مخالف لأخلاقه او لأفكاره ومعتقداته، ومن أمثلة تلك الأفعال القيام بالقتل أو السرقة او الكذب أو نقض العهد والوعد وغيرهم الكثير من الأفعال الأخرى.
الشعور بالذنب نتيجة الإقدام على فعل بدون فعله
النوع الثاني هو “الشعور بالذنب نتيجة الإقدام على فعل بدون فعله” وهنا يشعر الإنسان بأقصى حالات تأنيب الضمير، حيث يشعر الإنسان بالحيرة تجاه أم معين ويعجز عن تحديد القيام به او لا، وهنا يلزم أن يراجع الإنسان أفكاره ليتأكد من صحة ذلك الفعل المقبل عليه.
الشعور بالذنب نتيجة الاعتقاد بفعل خطأ ما
“النوع الثالث هو “الشعور بالذنب نتيجة الاعتقاد بفعل خطأ ما” وعادة يكون أصحاب ذلك الشعور من المرضى النفسيين، حيث يعيش الإنسان بوهم فكرة أنه كان المتسبب في حدوث أمر معين، مما يجعله يشعر بالذنب وتأنيب الضمير على مدى بعيد، ويلزم هنا أن يخضع الإنسان للعلاج النفسي.
الشعور بالذنب نتيجة عدم القيام بكل ما يكفي لشخص ما
النوع الرابع هو “الشعور بالذنب نتيجة عدم القيام بكل ما يكفي لشخص ما”، وعادة يشعر الإنسان بذلك الشعور عند وقوعه في أمر ما كان من مقدوره أن ينقذ فيه شخص أو يقوم بمساعدته، ولكن تخلى عنه أو لم يكن بمقدوره بالفعل المساعدة، وهنا يلزم أن يقوم الإنسان بالتصالح مع نفسه، حتى ينتهي ذلك الشعور السيء.
الشعور بالذنب نتيجة نجاة الإنسان من موقف ما لم ينجوا منه الباقيين
النوع الخامس هو “الشعور بالذنب نتيجة نجاة الإنسان من موقف ما لم ينجوا منه الباقيين”، وعادة يشعر الإنسان بذلك الشعور بعد نجاته من حادث، حيث نجى منه ولكن لم ينجى الباقون، وبالتللي يشعر بالذنب، وهذا يتطلب فترة، حتى يشعر الإنسان بأن ذلك مقدور له ومقدور أيضا لمن تضرر.
كيفية التخلص من وسواس الشعور بالذنب
هناك أربع طرق يمكن من خلالها معالجة وسواس الشعور بالذنب وهي :
إشغال النفس
التفكير المستمر الذي يقوم به افنسان في الماضي والمواقف يجعله يشعر بالمشاعر السيئة مرات عديدة، فيمكننا معالجة الشعور المستمر بالذنب من خلال الإنشغال بأشياء أخرى مثل المقابلات أو العمل أو عمل العلاقات الجديدة.
عمل حوار مع شخص مقرب
يعتبر التحدث وتبادل الأفكار خير وسيلة يمكن من خلالها الإنسان أن يحصل على المساعدة، خاصة لو كانت من شخص مقرب، فيمكننا إيجاد الكثير من الحلول من خلال الإستعانة بالأحبة أو الأقارب أو حتى الأصدقاء.
الإبتعاد عن أسباب الشعور بالذنب
من الضروري أن يبتعد الإنسان عن كل ما يذكره بذنب ما سواء كان مكان أو شخص، حيث أن ذلك سيساعد بشكل كبير في بدء حياة جديدة خالية من كل تلك المشاعر السلبية.
اللجوء للعلاج النفسي
إذا لم يستطع الإنسان أن يتجاوز أزمته النفسية وشعوره المتكرر بالذنب فيمكنه اللجوء للعلاج النفسي.