إذا كنت تعاني من فشل القلب ، فهذا لا يعني أن القلب فشل تماما ، بل أنه أصبح أضعف من الطبيعي ، ويكون ذلك ناتجا عن عدة أسباب ، ومنها مرض الشريان التاجي أو العلاج الكيميائي ، ولكن كيف يؤثر التوتر والضغط النفسي ؟ لا يزال هذا الأمر مجالا للنقاش ، ولكن الأطباء قلقين بشأن أن هذه الحالة ممكن أن تجعلك أكثر مرضا .
ماذا يفعل التوتر لجسمك ؟
يقوم التوتر بتحفيز بعض التفاعلات الكيميائية داخل الجسم ، وربما تكون قد سمعت أن هذه الحالة تسمى ” إما المكافحة أو الهروب” ، فلا يستطيع الإنسان النجاة والعيش بدون رد فعل قوي تجاه التوتر ، ومن أبرز هذه التغيرات التي تحدث أن الأدرينالين وباقي الهرمونات الأخرى تزيد ضربات القلب والتنفس ، كما تؤدي إلى إرتفاع مستوى السكر في الدم ، يؤدي رد فعل الجسم هذا إلى زيادة حاجة الجسم من الأكسجين والطاقة ، لتسمح لك بالتخلص من هذه التغيرات .
تكمن المشكلة في أن الجسم غير مؤهل لمكافحة هرمونات التوتر على المدى الطويل ، فنجد على سبيل المثال ، أن زيادة التوتر قد ارتبطت بزيادة فرص الموت ، وتكون هذه العلاقة قوية لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف القلب .
توجد بعض الآراء التي تقول أنه يوجد علاقة بين فشل القلب وهرمون التوتر الذي يعرف بالكورتيزول ، فتشير أحد الدراسات أن “الأشخاص المصابون بفشل القلب وارتفاع مستوى هرمون الكورتيزول ، يزداد لديهم خطر الموت ليلا 3 مرات خلال 18 شهر ، بالمقارنة مع الأشخاص الذين ينخفض لديهم هذا الهرمون ” .
كما يجب أن تضع في الإعتبار أن التوتر يعد شيئا معقدا ، وغير مفهوم تماما حتى الآن ، فبعض الحالات الصحية الخطيرة يمكن أن تسبب التوتر ، ولكن الأمر غير واضح أيهما يأتي أولا ، وعلى سبيل المثال ، فالأشخاص الذين يعانون من التوتر ، ربما لا يتناولون الطعام الصحي ، لا يمارسون الرياضة ولا يتناولون الأدوية اللازمة لحالتهم الصحية ، ولذلك نجد أن الدراسات المتعددة حول التوتر وعلاقته بالقلب غير متسقة .
هل تخفيف التوتر يساعد في تحسين فشل القلب ؟
ربما يبدو هذا الأمر ، أنه قد يحدث تغييرا ملموسا ، ولكن دراسة هذه العلاقة أصعب مما يتخل البعض ، وتخفيف التوتر ربما يساعد شخص ما على الشعور بالتحسن ، مما يجعلهم يحرصون على إتباع نصائح الأطباء .
ولكن هل هذا التحسن ينتج عن تقليل التوتر أم العناية الجيدة بالمريض ؟
نحن ندرك أن تخفيف التوتر يؤدي إلى بعض التغيرات داخل الجسم ، فعندما يقل التوتر ، تنخفض مستويات الكورتيزول والأدرينالين ، مما يقلل العبء على القلب ، فنجد أن الأشخاص الذين خضعوا لدورة تدريبية لمدة 8 أسابيع ، لتعلم مهارات التأقلم والمهارات الذهنية ، التي تشجع على الإسترخاء وتخفيف القلق ، قد تحسنوا بالمقارنة مع الأشخاص الآخرين .
كيف يمكن تخفيف التوتر ؟
يعتمد ذلك على وسائل الإسترخاء وتصفية الذهن ، والإبتعاد عن العاددات غير الصحية مثل تناول الكحول أو التدخين .
التأمل : يساعد التأمل الجسم واسترخاء العقل ، ووجدت دراسة أن الأشخاص الذين يعانون من فشل القلب ، والذين تعلموا مبادئ التأمل ، قد تحسنت حاتهم للأفضل ، كما تحسن اختبار “6 دقائق مشي ” لديهم أيضا .
التمارين الرياضة : تعد الرياضة وسيلة أخرى لتخفيف التوتر ، والتي يمكنها أن تخفف ضغط العضلات ، كما تساعد على إفراز المواد الكيميائية التي تحسن الحالة المزاجية للمرضى .
رياضة تاي شاي : هذا الحل الغير مألوف ، وهذه أحد التقاليد الصينية القديمة ، والتي تشمل التنفس بعمق مع تأدية بعض الحركات البطيئة والمركزة ، كما أنها تخفي بعض العلم وراءها .
يوجد بعض الأشخاص الذين يقيمون في المشافي ، بسبب إصابتهم بفشل القلب ، ووجد أنهم يعانون أيضا من إنخفاض في هرمونات التوتر ، أثناء خضوعهم لجلسات مع الكلب العلاجي ، وهو نمط علاجي يستخدم الكلاب لعمل ألفة مع المريض لتخفيف ألم العلاج لديهم .
يوجد العديد من طرق تخيف التوتر ، والتي يمكن اختيار ما يحلو لك منها ، سواء كات العناية بالحديقة المنزلية ، المشي ، التأمل ، أو التنفس بعمق ، وبينما لم تثبت المنافع الصحية لعلاج التوتر وتأثيره على صحة القلب ، فهذه الطرق آمنة ومسلم بها ، فهي غير ضارة ولا تسبب أية أعراض جانبية .