ليلة الزفاف هي الليلة التي يحلم بها كل شاب وفتاة وظهرت في بلاد المسلمين الكثير من العادات في إقامة حفلات الزفاف مثل قرع الطبول، واستخدام مكبرات الصوت، وإطالة ثوب العروس، وإحضار مطربات بتكاليف باهظة وبعض الناس يقوم بتشغيل الأغاني دون إحضار مطربين فما هو حكم الدين في هذه العادات وهل تتوافق مع الشرع أو تختلف معه.
حكم قرع الطبول في الزواج:
سأل فضيلة الإمام عبد العزيز بن باز رئيس هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية عن حكم سماع الأغاني ولو بقصد التسلية فأجاب فضيلته: أن الزواج يشرع فيه ضرب الدف مع الغناء المعتاد، الذي ليس فيه دعوة إلى محرم ولا مدح لمحرم، في وقت من الليل للنساء خاصة لإعلان النكاح وهو الفرق بين النكاح والسفاح فالنكاح في العلانية والسفاح في الخفاء، كما صح عن رسول الله صل الله عليه وسلم، ويكون الإعلان بالدف خاصة ولا يجوز ضرب الطبل في الأعراس.
حكم استخدام مكبرات الصوت في الأفراح:
ويضيف سماحته أنه لا يجوز استعمال مكبرات الصوت في إعلان النكاح وما يقال فيه من الأغاني المعتادة لما في ذلك من فتنة عظيمة وعواقب وخيمة وإيذاء للمسلمين ولا يجوز أيضًا إطالة وقت الاحتفال بالأعراس بل يكتفى بالوقت القليل الذي يحصل به إعلان النكاح، لأن إطالة الوقت تفضي إلى إضاعة صلاة الفجر، والنوم عن أدائها في وقتها وذلك من أكبر المحرمات ومن أعمال المنافقين.
حكم إطالة ثوب العروس في الأفراح:
ويضيف: أن المباح للمرأة من إطالة الثوب هو شبر ولا تزيد على ذراع لأجل الستر وعدم إظهار القدمين وأما الزيادة على ذراع فمنكر للعروس ولغيرها من النساء ويعد هذا إضاعة للأموال بغير حق وينبغي التوسط في الملابس، وعدم ترصيعها بأشياء تهدر الأموال.
حكم إحضار مطربات في حفلات الزفاف:
أما ما يتعلق بالمطربات فلا يجوز إحضارهن بالأموال الغالية أما المغنية التي تغني غناءً معتادًا بسيطًا خفيفًا في وقت من الليل لإظهار الفرح وإظهار السرور وإعلان العرس فلا بأس به فالغناء في العرس والدف في العرس أمر جائز، بل مستحب إذا كان لا يفضي إلى شر لكن بين النساء خاصة في وقت من الليل ثم ينتهي بغير سهر أو مكبرات صوت، وأما التفاخر بالمطربات وبالأموال الجزيلة للمطربات فهذا منكر لا يجوز.
حكم سماع الأغاني:
ويضيف سماحته بأن الاستماع إلى الأغاني حرام ومنكر ويعد من أهم أسباب مرض القلوب وقسوتها وصدها عن ذكر الله وعن الصلاة وقد فسر أكثر أهل العلم قول الله سبحانه وتعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} [لقمان:6] بأن لهو الحديث هو الغناء وكذلك كان عبدالله بن مسعود رضي الله عنه يقسم على أن لهو الحديث هو الغناء.
وكذلك إذا رافق هذا الغناء أحد آلات اللهو مثل العود والطبل والكمان صار التحريم أشد، وهو ما ذكره بعض العلماء أن الغناء بآلة من آلات اللهو محرم إجماعًا فالواجب الحذر من ذلك، وقد جاء عن رسول الله صل الله عليه وسلم أنه قال: «ليكونن من أمتى أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف» والمعازف: هي الأغاني وآلات الطرب.