سألتك بالله أن تفعل كذا أو سألتك بالله أن لا تفعل كذا كثير من الناس ما يستخدمها للحلف على أحدهم بأن يفعل أو لا يفعل أحد الأمور فهل هي من القسم وهل في حالة الحنث بها على المقسم بها الكفارة أم لا؟

آراء العلماء في سألتك بالله:
يرى العلماء والفقهاء أن “أسألك بالله أن تفعل” هو سؤالٌ بالله له ليفعل، ولا يوجد أي ترابط بينه وبين القسم إلا أنه يستحب له إجابةُ سؤال الحالف، ومن باب أولى الإبرار بقسمه.

ويقول شيخُ الإسلام ابنُ تيمية رحمة الله عليه: وأما قوله: ” سألتك بالله أن تفعل كذا ” فهذا سؤال وليس بقسم وفي الحديث {من سألكم بالله فأعطوه} ولا كفارة على هذا إذا لم يجب سؤاله، وقال: ومن قال لغيره: أسألك بكذا،

فإما أن يكون مقسمًا فهذا لا يجوز بغير الله تعالى والكفارة في هذا على المقسم لا على المقسم عليه كما صرح بذلك أئمة الفقهاء، وإن لم يكن مقسما فهو من باب السؤال فهذا لا كفارة فيه على واحد منهما، وإذا قال “بالله أفعل كذا” فلا كفارة فيه على واحد منهما وإذا قال: “أقسمت عليك بالله لتفعلن” أو “والله لتفعلن” فلم يبر قسمه لزمت الكفارة الحالف.

ويقول فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمة الله عليه في ذلك الأمر: إذا كان السائل لا حق له بهذا الشيء فلا حرج فيه إن شاء الله، فإذا قال أسألك بالله أن تعطيني دارك أو تعطني سيارتك أو تعطني كذا وكذا من المال، فهذا لا حق له، أما إذا كان يسأل حقاً له أسألك بالله أن توصل إلي، أسألك بالله أن تعطيني من الزكاة وهو من أهلها تعطيه من تيسر، لأن الرسول صل الله عليه وسلم قال: «من سأل بالله فأعطوه»، فإذا كان له حق كالفقير يسأل من الزكاة، أو حقاً عليك له دين، يقول: أسألك بالله أن ترد لي ديني، أسألك بالله أن تنصرني على هذا الظالم، وأن تستطيع أن تنصره على الظالم، أسألك بالله أن تعينني على كذا وكذا من إزالة المنكر فلا بأس بهذا هذا أمرٌ مطلوب عليك أن تعينه وأن تستجيب له، لأنه سأل حقاً، والرسول صل الله عليه وسلم قال: «من سأل بالله فأعطوه»، أما أن يسأل شيئاً لا حق له فيه، أو يسأل معصية فهذا لا حق له. وليس عليهم حرجٌ إذا طلبوا ذلك.

فائدة:
إنَّ كثيرًا من الناس من ابتلي بكثرة الحـلِف والقسم وقد قال الله تعالى: {وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [المائدة:89]، وكثرته مما لا ينبغي أن يعتاده المسلم لأن الحلف عبادة، وهي مما يتقرب به إلى الله، فلا يصح جعلها مهزلة في كل كبيرة وصغيرة في حق وفي باطل فتحلفَ في كلِّ شيء، لذلك احذر أخي المسلم حتى لا تكون من الذين قال الله فيهم: {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ} [القلم:10] وهو أمر لرسول الله صل الله عليه وسلم ألا يتبع كثيري الحلف بالباطل.