محمد بن إسماعيل البخاري ولد في 13 من شوال 194هـ، والذي يوافق 4 من أغسطس 810م، في مدينة بخارى والتي كانت مركز لفقهاء الدين بأوزبكستان، ويعود في اصوله إلى بلاد فارس، وكان معروف بحسن خلقه وسعة علمه، ويعتبر الإمام بخاري عند أهل السنة هو أكثر رجال الدين المتمتعين بالثقة والمصداقية في رواية الأحاديث النبوية الشريفة ونقلها.

نشأة الإمام البخاري

نشأ يتيماً وقام برحلة طويلة حول العالم الإسلامي حتى يلتقي العلماء ويستفيد منهم، وعندما أصبح في عمر الخامسة عشر بدأ الترحال بين المدن فانتقل إلى مكة المكرمة وأدى مناسك الحج ومكث فيها لمدة ست سنوات ، ثم ذهب إلى المدينة المنورة ثم إلى بغداد، وبعدها الكوفة، والبصرة، والشام ثم دمشق، وحمص، وبعدها عسقلان، ثم إلى مصر، وقام بالاستماع لأكثر من ألف شيخ حول الأحاديث.

حتى استطاع جمع ستمائة ألف حديث صحيح، وبعدها تم تلُقّيبه بأمير المؤمنين في علم الأحاديث النبوية، وهو أول من استطاع وضع كتاب للحديث الصحيح في الإسلام، وهو كتاب الجامع الصحيح الذي تم تصنيفه وبإجماع من علماء أهل السنة بأنه من أكثر الكتب صحة وثقة بعد القرآن الكريم، وكان من أشهر تلاميذ الإمام البخاري هم: مسلم بن الحجاج وابن خزيمة والترمذي.

صفات الإمام البخاري

كان يتصف الإمام الجليل بالورع والصدق وكان متواضعاً سمحاً ومخلص، ويتمتغ بالكرم وكان ذو خلق حسن يقيم المناسك والعبادات فكان كثير الصلاة، ويقيمها خاشعاً، وكان قارئاً للقرآن الكريم، وكان دائم الحرص على إقامة العدل حتى لا يجرح الرواة وكان ينتقي مصطلحاته حتى لا يجرح المجروح بكلماته، ومن أشهرها: تركوه، وأنكره الناس، ومنكر الحديث.

مؤلفات الإمام البخاري

رأى الإمام البخاري أن تصنيف الأحاديث تبعاً لموضوعاتها هي الطريقة الأفضل لتسهيل الوصول إليها، وقد تبعه الكثير من المصنفين في الحديث النبوي، فقام بإصدار مؤلفاته على أساس هذا التصنيف ومنهم:

– كتاب جامع الصحيح المسند من أحاديث رسول الله وسنته ومعروف بكتاب الجامع الصحيح.
– كتاب الأدب المفرد ويتحدث عن تقويم سلوك الأفراد وحثهم على الأخلاق الحسنة.

– كتاب التاريخ الكبير وهو كتاب متخصص في ترجمة رواة الحديث.
– كتاب التاريخ الصغير ويتحدث عن تاريخ مختصر للنبي محمد صل الله عليه وسلم والصحابة ومن جاء بعدهم.

– كتاب خلق أفعال العباد.
– كتاب رفع اليدين في الصلاة.

– كتاب صحيح البخاري وهو الكتاب الأشهر في كتب الحديث النبوي، وبلغ عددهم 7275 حديث قام بتجميعهم وترتيبهم وتبويبهم وتحري شروط صحة الأحاديث في كل رواية منهم، لمدة ستة عشر عاماً، واختارهم من بين ستمائة ألف حديث، وكان الإمام البخاري يصلي ركعتين قبل أن يضع الحديث ويقوم باستخارة الله كزيادة في التثبيت.

شروط الإمام البخاري لقبول الحديث

كان الإمام البخاري لا يقبل الحديث إلا بعد التحري والتدقيق وبشروط صعب أن يكون فيها الحديث غير صحيح روايته عن رسول الله صل الله عليه وسلم، حيث كان يقوم بالتشديد على الرجال الذين ينقلون الرواية فيقوم بمتابعة أخبارهم وتراجمهم ويتأكد من خضوعهم لقواعد الجرح والتعديل، واتبع الإمام البخاري منهج محكم وشروط في جمع الأحاديث النبوي منها:

الحديث الصحيح المقبول

هو الحديث الذي يتم روايته عن طريق الرجل العدل الذي يتصف بالتقوى والعدالة وأن يسلم من قلة المروءة، والرجل الضابط هو الحافظ الذي يتقن الحفظ دون مخالفة من يروي الحديث لرواية من هو أوثق منه، من أول السند إلى منتهاه ومن غير شذوذ أو علة، وهي الأمر الخفي في سند الحديث الذي يمنع عنه الصحة.

– شرط المعاصرة والسماع

قام الإمام البخاري بالتشدد في قبول الحديث من غير علماء الحديث، وقد اشترط أن يكون معاصراً لمن يتحدث عنه، وكان يسمع من الراوي مباشرة حتى يستشهد عند رواية الحديث بقول حدثني فلان أو سمعت منه أو غير ذلك من الكلمات التي تفيد أنه قام بالسماع المباشر للراوي.

أشهر الكتب في شرح صحيح البخاري

استفاض أهل العلم في شرح كتاب صحيح البخاري وقاموا بدراسته والتعليق عليه، وقاموا بترجمته إلى عدة لغات، ومن أشهر هذه الكتب:

– كتاب الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري للإمام الكرماني.
– كتاب عمدة القاري شرح صحيح البخاري لبدر الدين العيني.

– كتاب فتح الباري في شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني.
– كتاب أعلام السنن للإمام الخطابي.

– كتاب إرشاد الساري إلى شرح صحيح البخاري للقسطلاني.

وفاة الإمام البخاري

توفّي الإمام البخاري رحمه الله في ليلة عيد الفطر في عام 256 من الهجرة، و كان يبلغ من العمر 62 عاماً.