توصل الباحثون إلى أحدث طرق قياس مستوى السكر في الدم ، و هي عدسات لاصقة مزودة بمعالج دقيق متصل بالإنترنت ،  حيث يستطيع الشخص الحصول على معلومات عن السائل الدمعى و تحليله و إرسال النتائج على جهاز تليفون ذكي أو جهاز الكمبيوتر و تظهر النتائج مباشرة .

مرض السكري :
يعد مرض السكري أحد الأمراض الأكثر شيوعًا في العالم ، طبقًا لأحدث ما وصلت إليه منظمة الصحة العالمية ؛ فقد ارتفع عدد الأشخاص المصابين بالسكري من 108 ملايين شخص في عام 1980م إلى 422 مليون شخص في عام 2014م ، كما يعد السكري هو السبب الأساسي للعمى و الفشل الكلوي و النوبات القلبية و السكتات الدماغية و بتر الأطراف السفلى ، مما دفع الباحثون للبحث عن طرق حديثة ومبتكرة للكشف السريع عن مرض السكري .

العدسات اللاصقة الذكية :
قام بعض الباحثين المطورين بتقديم العدسات اللاصقة الذكية لتحديد مستوى السكر في الدم ، في معرض الإلكترونيات الاستهلاكي الدولي ، و تتميز هذه العدسات باعطاء المصابين طريقة لفحص مستويات السكر في الدم بدون الاضطرار إلى عمل تحليل للدم ، فتلك التقنية سوف تغني عن وسائل القياس القديمة ، حيث كان المصابون يراقبون عادة مستوى السكر لديهم من خلال عمل وخز دقيق في طرف إصبعهم لتحليل الدم ، ثم يستخدمون جهازًا صغيرًا لقياسه ، و بالنظر إلى عيوب تلك الطريقة فنجد أنها مؤلمة ، و قد يضطر بعض المرضى لتكرار ذلك عدة مرات في اليوم .

ألية عمل العدسات اللاصقة الذكية :
– طبقًا للدراسة التي أجراها الباحث جريجوري هيرمان ، مهندس كيميائي في جامعة ولاية أوريجون الأمريكية ، فإن تلك العدسات قادة على مراقبة مستويات السكر في الدم لدى المريض ، بشكل متواصل دون انقطاع ، و بالتالي فإنها تساعد في تقليل مخاطر المشكلات الصحية المصاحبة لمرض السكري ، و ذلك من خلال تنبيه الشخص عن أي تغيرات أساسية في مستويات السكري ، و قد استخدم الباحثون مادة تسمى (Indium gallium zinc oxide) ذات الخصائص الإلكترونية ، و قد تم استخدام تلك المادة سابقًا في تعزيز جودة الصورة في الهواتف الذكية و الأجهزة اللوحية ، و الشاشات ذات اللوح المسطح ، بالإضافة إلى توفير الطاقة و تحسين حساسية اللمس للشاشات .

– بمجرد إرتداء هذه العدسات لا يشعر المريض بوجودها من الأساس ، و عندما تتعرض العدسات اللاصقة للجلوكوز ، سيحصل تفاعل كيميائي حيث أن الإنزيم سيعمل على خفض مستوى السكري ، و ستقوم الحساسات بقياس هذا التفاعل حيث تشير إلى وجود الجلوكوز عن طريق تغيرات في المجالات الكهربية التي تدفقت من خلال العدسات ، كما توصل الباحثون إلى أن لحساسات بإمكانها كشف تراكيز الجلوكوز المنخفضة كالمستويات الموجودة تحديداً في الدموع .

– و على إثر ما سبق يقول الباحثون :” إن قياس مستويات السكر في الدم ليست الإمكانية الوحيدة لاستخدام العدسات اللاصقة الحيوية الحسية ، بل يمكن استخدامها للمساعدة على مراقبة نطاق واسع من الحالات الأخرى كالسرطان ، و الإيدز ، و الماء الأزرق ، و أمراض الكبد و الكلى” ، فيمكن تطوير الحساسات الموجودة في العدسة لقياس مادة كيميائية تسمى حمض اليوريك ، و التي توجد لدى مرضى الكبد ، و بالتالي يمكنها مراقبة أمراض الكلى أو تعفن الدم .