جميعنا يتعرض للضغوط والمتاعب اليومية بشكل مستمر ، بل إن البعض يعمل فترات طويلة على مدار اليوم ويعتبر عمله هذا عبارة عن ضغوط مستمرة لا حصر لها ، فحياتنا الآن أصبحت مليئة بالضغوط والمشكلات ، سواء كانت مشكلات تتعلق بالحياة الإجتماعية سواء كانت مشكلات الأهل والأصدقاء أو مشكلات خاصة بمجال العمل ، لذلك أصبح يجد كل منا نفسه محاط بعدد لا حصر له من الضغوط والمشكلات ، وترتبط هذه المشكلات والضغوط اليومية بالأخبار السيئة التي يمكن أن نسمعها فجأة فتصيبنا بالحزن والصدمة ، فمن المعروف أن المشكلات والضغوط البسيطة تؤثر على الأعصاب بشكل كبير ، وتجهد الإنسان وترهقه بدنيآ ونفسيآ ، لكن هل تخيل أحد منا أن خبرآ سيئآ أو مشكلة صعبة من الممكن أن تؤثر على قلبه ، وتصيبه بأمراض قلبية خطيرة ؟ .
وعند الحديث عن أمراض القلب فإن مثل هذا الكلام يخيف الكثيرين حيث أن أمراض القلب هي أحد أخطر الأمراض التي من الممكن أن تصيب الإنسان على الإطلاق ، حيث تشكل أمراض القلب خطرآ كبيرآ على الصحة كما تهد حياة العديد من مختلف الأعمار والأجناس والفئات بالخطر أيضآ ، وفي الفترة الاخيرة الماضية لم تعد أمراض القلب قاصرة على فئة بعينها أو أعمار معينة كما كانت قديمآ مرتبطة فقط بكبار السن دون الشباب ، فقد أصبح الآن الشباب الأطفال والمراهقين أكثر الفئات معاناة من هذه الأمراض ، وغالبآ ما تحدث أمراض القلب نتيجة تعرض القلب لخلل أو مشكلة صحية معينة فتؤثر هذه المشكلة على القلب فيفقده القدرة على القيام بوظائفه الهامة للصحة ، وتتلخص وظائف القلب الأساسية الهامة هي ضخ الدم المؤكسج و يتم توزيعه على الجسم كله الذي يحتاج إلى ضخ الدم بشكل مستمر حتى يعمل بكفاءة .
وقد أصبح معروفآ للجميع أسباب أمراض القلب ، وهي الإصابة ببعض الأمراض المزمنة مثل فرط ضغط الدم أو داء السكري ، بالإضافة إلى إهمال الصحة وقلة ممارسة الأنشطة البدنية ، وأيضآ أساليب التغذية الخاطئة ، وكل هذه الأسباب أصبحت معروفة بوضوح للغالبية من الناس حول العالم ، لكن الدراسات في الفترة الحالية بدأت تدرس أسباب بعض أمراض القلب ولكن بشكل مختلف ، حيث توصلت العديد من الدراسات إلى أن العامل النفسي له دور كبير في الإصابة بأمراض القلب كما يلعب دور في الوقاية من أمراض القلب ، فقد يتعرض شخص ما لأحد أمراض القلب نتيجة الضغوط اليومية المعتادة على المدى الطويل ، كما أن حالات الإكتئات من الممكن أن تسبب للمريض تصلب الشرايين أو جلطات بالقلب ، بالإضافة إلى إحتمال الإصابة بالسكتات الدماغية الحادة أيضآ .
وبدأت الدراسة التي أجريت بإحدى جامعات الولايات المتحدة الأمريكية بعد ظهور إحصائيات تؤكد أن حوالي 600 ألف مواطن أمريكي يموتون سنويآ نتيجة أمراض القلب ، فبدأت الدراسة تركز على العوامل النفسية التي تسبب أمراض القلب ، وقد استغرقت هذه الدراسة عامآ كاملآ وأجريت على نطاق واسع فقد أجريت على عدة ولايات بأمريكآ ، وقد توصلت هذه الدراسة إلى أن الأخبار السلبية التي يسمعها شخص ما بشكل مفاجيء فتسبب له صدمة عصبية قد تعرضة بنسبة 70 % إلى الإصابة بجلطات قلبية أو نوبات قلبية مفاجئة ، وتكون هذه النوبات حادة وخطيرة وتصل إلى موت المريض بعد وقت قليل ، نتيجة تضرر القلب من هذا الإنفعال .
وقد أوضحت الدراسة أن نتيجة الصدمة العصبية على القلب تكون أكثر حدة من تأثير الإكتئاب على القلب ، حيث تتسبب الصدمة في إرتفاع ضغط الدم بشكل كبير ومفاجيء ، وهو ما قد يؤدي إلى تجلط الدم داخل شرايين القلب ، مسببآ جلطة قلبية تزيد خطورتها أو تقل حسب مدى إنفعال المريض ، كما قد ينتج عن هذه الصدمات الخطيرة نوبات قلبية حادة تعرض هذه النوبات القلب للتوقف والموت .
وينصح الباحثون الأشخاص بشكل عام حتى غير المصابون بأمراض القلب عدم الوقوع فريسة للضغوط النفسية والعصبية ، ومراعاة عدم الإنفعال الزائد عند سماع خبر ما حماية للقلب ، مع ضرورة البعد عن الضغوط والراحة والاسترخاء كل فترة حتى تهدأ الأعصاب ويستعيد القلب نشاطه من جديد .