النزاعات تعرف بمفهومها العام على أنها هي تلك الحالة التي تحدث عند وجود اختلافات بين أشخاص أو جماعات أو دول سواء أكانت تلك النزاعات في الرأي أو في وجهات النظر أو في إصدار الأحكام المتعلقة على شيئ ما ، حيث لا يتصور أن تسير مركب الحياة بدون حدوث نزاعات و لا خلافات بين الفئات أو الأشخاص ، حيث أن الله عز وجل قد جعل الاختلاف سنة من سننه الأساسية بين البشر و بالتالي سيظل نشوء الاختلاف أو النزاعات بأنواعها قائمة بين البشر في كل العصور أو الأزمنة ، لذلك كان من الضروري أن يتواصل البشر إلى طريق أو وسيلة أو مجموعة من الطرق التي يستطيعون من خلالها القيام بغض المنازعات و النزاعات التي تنشأ بينهم ، و ذلك بهدف الحفاظ على الاستقرار أو الهدوء على كافة طبيعة العلاقات القائمة بينهم بأشكالها المختلفة سواء تلك التي تربط بين أشخاص و بعضهم أو جماعات و أخرى أو حتى دولاً ، و بعضها وفي مناحي الحياة المختلفة سواء كانت المناحي السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو العسكرية أو حتى على مستوى الأفراد و بعضهم ومن هنا برزت أهمية التوصل إلى طرقاً للعمل على حل تلك الأشكال المختلفة من النزاعات بين البشر بالمفهوم العام .
طرق ووسائل حل النزاعات
يظل التحدي الأكبر في تلك الحياة البشرية ليس هو عدم وجود نزاعات أو خلافات بل أن لا تتحول تلك النزعات و المشاكل إلى صدام بين أطراف النزاع أو الخلاف سواء في المجتمع الواحد أو في الأسرة الواحدة أو حتى فيما بين الدول و بعضها و من أبرز أشكال و طرق حل النزاعات بين الناس و الدول هي :-
- طريقة الحوار
يعد الحوار في الأساس من أحد أهم أشكال و أساليب القيام بحل الصراعات أو النزاعات بأنواعها ابتداءا من الأسرة كالمشاكل الزوجية و انتهاءا بالدول ، حيث أن جميعنا يحتاج إلى استخدام الحوار حتى يتمكن من إنهاء نزاعاته مع الآخرين ، حيث أن تبادل النقاش و الرؤى حول تلك المسائل المتعددة لحل الخلاف أو النزاع أو الاختلاف بأنواعه ، حيث تتميز تلك الطريقة بالعقلانية و الموضوعية و بإعطاء كل طرف من أطراف النزاع الفرصة لسماع الأخر و الإنصات إليه ، و معرفة رؤيته للموضوع لحل النزاع ، و لكن لابد أن يتوافر في تلك الطريقة من أجل نجاحها عملية الاستعداد النفسي لدى أطراف النزاع ، و ذلك للقبول بالحق و الصواب و تأخذ في الغالب تلك الطريقة العديد من الأشكال المختلفة و منها القيام بعقد الجلسات الحوارية مع أطراف النزاع أو محادثات السلام في حالة الدول و بعضها فيما يعرف بجلسات التفاوض .
- طريقة الوسطاء
يتم بتلك الطريقة استخدام وسيط تتوافر فيه العديد من الصفات مثل صفة الموضوعية و الحيادية المطلقة ، و ذلك حتى يصبح لديه الإمكانيات و القدرة على القيام بجمع الفرقاء أو الأشخاص المتنازعين على طاولة واحدة ، وتتميز تلك الطريقة بقدرتها العالية على حل النزاعات ، و لعل من أبرز تلك الأمثلة على قدرة تلك الطريقة ونفعها هي تلك المشاكل و النزاعات فيما بين الدول العربية و بعضها أو مع غيرها ، و التي تعود عدم القدرة في الغالب على حلها ، إلى عدم وجود وسيط محايد وموضوعي وغير منحاز إلى طرف ما دون الطرف الأخر ، حيث أنه في الغالب ما يكون الوسيط هو ذلك الوسيط المنحاز لطرف من أطراف النزاع نظراً لارتباطه بمصالح معينة معه وهو يكون ذلك الوسيط الذي وبناء لذلك لا تتواجد لديه الإرادة الحقيقية في الحل وإنهاء النزاع ويعود ذلك إلى انحيازه الفاضح لطرف دون الأخر ولعل من أبرز و أشهر مثال على ذلك الوسيط المنحاز هي الولايات المتحدة الأمريكية وتحيزها الفاضح والدائم لإسرائيل على حساب الفلسطينيين والعرب مما كان دافعاً أساسياً إلى تعقد القضية الفلسطينية وعدم حلها إلى الآن .
- طريقة الاحتكام إلى مجالس التحكيم سواء المحلية أو العالمية
تعد طريقة الاحتكام إلى مجالس التحكيم من إحدى تلك الطرق الناجحة في حل النزاعات بين الدول وبعضها ولذلك فأن مجلس التحكيم الدولي كمثال هو إحدى تلك المؤسسات القانونية التي تقوم بنشاط كبير في هذا المجال مثل العمل على تقديم الاستشارة القانونية للمتنازعين علاوة على السعي الجيد إلى القيام بحل الخلافات والنزاعات بينهم وذلك يكون وفقاً إلى أسس قانونية واضحة وسليمة .
- إرسال قوات حفظ سلام
تستخدم تلك الطريقة في حل تلك النزاعات المسلحة التي تنشأ فيما بين دول وبعضها أو حتى في حالات نشوء نزاعات عسكرية طائفية أو عرقية داخل حدود الدولة الواحدة والتي يكون فيها من الصعب للغاية أن يأتي حل النزاع من داخل البلد أو الدولة نفسها والتي تكون في أحيان عديدة أحد أطرافه .