بهاء الدين زهير هو شاعر من شعراء العصر الأيوبي، له العديد من القصائد، التي يقدر عددها بـ 447 قصيدة، ونشرت هذه القصائد في ديوان من قبل المستشرق البريطاني إدوارد هنري بلمر عام 1876 م في كامبريدج، وقد ترجمه إدوارد إلى اللغة الإنجليزية .

اسمه ونسبه
هو أبو الفضل زهير بن محمد بن علي المهلبي، المشهور ببهاء الدين زهير، ينتمي في النسب إلى المهلب بن أبي صفرة، ولد بالقرب من مكة عام 1185 م، وكتب الكثير من القصائد أكثرها من المدح والغزل، والقليل منها من الرثاء، من ضمنهم قصيدة مشهورة قام برثاء ابنه الذي توفى فيها .

حياته
انتقل بهاء الدين في فترة الشباب إلى مصر، وتنقل بين القاهرة وغيرها من المدن في مصر، وتلقى تعليمه هناك، وهو من شعراء العصر الأيوبي، حيث كانت له علاقة وطيدة بالملك الصالح أيوب، فخصه وخص الأيوبيين بالكثير من الشعر والمديح، ويقال أن الملك الصالح قد اصطحبه معه في رحلاته إلى الشام وبلاد العرب، ثم توجه بهاء الدين زهير إلى البلاد الشرقية، ليخدم الملك الصالح ويمتدحه، وعندما أصبحت مدينة دمشق تحت ولاية الملك الصالح الذي انتقل إليها، انتقل إليها بهاء الدين كذلك، وعاش بها يخدم الملك هناك ويمتدحه في أشعاره .

موته
بعد أن مات الملك الصالح، تقوقع بهاء الدين زهير في منزله بمصر، حتى أصاب البلاد مرض عظيم لم يتم ذكر نوع هذا المرض، وأكثر التخمين أنه كان الطاعون، لأنه قيل أنه لم يسلم منه أحد، فأصيب به بهاء الدين زهير، وتوفى بعد ذلك بأيام عام 1258 م .

مقتطفات من أشعاره
1- مضى الشباب وولى ما انتفعت به وليته فارط يرجى تلافيه
أوليت لي عملا فيه أسر به أوليته ما جرى لي ما جرى فيه
فاليوم أبكي على ما فاتني أسفا وهل يفيد بكائي حين أبكيه
واحسرتاه لعمر ضاع أكثره والويل إن كان باقيه كماضيه .

2- لا تعتب الدهر في حال رماك به إن استرد فقدما طالما وهبا
حاسب زمانك في حالي تصرفه تجده أعطاك أضعاف الذي سلبا
والله قد جعل الأيام دائرة فلا ترى راحة تبقى ولا تعبا
ورأس مالك وهي الروح قد سلمت لا تأسفن لشيء بعدها ذهبا
ما كنت أول ممدوح بحادثة    كذا مضى الدهر لا بدعا ولا كذبا
ورب مال نما من بعد مرزئة أما ترى الشمع بعد القط ملتهبا .

3- ما أصعب الحاجة للناس فالغنم منهم راحة اليأس
لم يبق في الناس مواس لمن يظهر شكواه ولا آس
وبعد ذا مالك عنهم غنى لا بد للناس من الناس .

4- فيا نسيم الصبا أنت الرسول له و الله يعلم إني منك غيران
بلغ سلامي الى من لا أكلمه إني على ذلك الغضبان غضبان
لا يا رسولي لا تذكر له غضبي فذاك مني تمويه و بهتان
و كيف أغضب لا و الله لا غضب إني لما رام من قتلي لفرحان
يلذ لي كل شيء منه يؤلمني إن الإساءة عندي منه إحسان
استخدم الريح في حمل السلام لكم كأنما أنا في عصري سليمان .

5- تعيش أنت وتبقى، أنا الذي مت حقا
حاشاك يا نور عني تلقى الذي أنا ألقى
قد كان ما كان مني والله خير وأبقى
ولم أجد بين موتي وبين هجرك فرقا
يا أنعم الناس بالا إلى متى فيك أشقى
سمعت عنك حديثا يارب لا كان صدقا
حاشاك تنقض عهدي وعروتي فيك وثقى
وما عهدتك إلا من أكرم الناس خلقا
يا ألف مولاي مهلا يا ألف مولاي رفقا
لك الحياة فإني أموت لا شك عشقا
لم يبق مني إلا بقية ليس تبقى .

6- ألا إن عندي عاشق السمر غالط، وأن الملاح البيض أبهى وأبهج
وإني لأهوى كل بيضاء غادة يضيء بها وجه وثغر مفلج
وحسبي أني أتبع الحق في الهوى ولا شك أن الحق أبيض أبلج .

7- حبيبي كيف حتى غبت عني أتعلم أن لي أحدا سواكا
أراك هجرتني هجرا طويلا وما عودتني من قبل ذاكا
عهدتك لا تطيق الصبر عني وتعصي في ودادي من نهاكا
فكيف تغيرت تلك السجايا ومن هذا الذى عني ثناكا
فلا والله ما حاولت عذرا فكل الناس يعذر ما خلاكا
وما فارقتني طوعا ولـكـن دهاك من المنية ما دهاكا
لقد حكمت بفرقتنا الليالي ولم يك عن رضاي ولا رضاكا
فليتك لـو بقيت لضعف حالي وكان الناس كلهمو فداكا
يعز علي حين أدير عيني أفتش فى مكانك لا أراكا
ولم أر في سواك ولا أراه شمائلك المليحة أو حلاكا
ختمت علي ودادك فـي ضميري وليس يزال مختوما هناكا .