بلانش مونيه فتاة من أسرة ثرية اختفت في ظروف غامضة عام 1875 وعلى الرغم من ثراء عائلتها وشغلهم مناصب مرموقة إلا أنه لم يتم العثور عليها، إلا بعد خمسة وعشرون عامًا من اختفائها، وقد تسبب ظهورها مرة أخرى في إثارة الرأي العام الفرنسي حول السبب وراء اختفائها والمكان الذي وجدت فيه هذه الفتاة المسكينة.

المدن الفرنسية، عاشت مونييه في ظل رعاية من والدها ووالدتها حتى جاء اليوم الذي صرحت فيه برغبتها في الزواج من شاب فقير حيث باءت كل محاولات بلانش في إقناع والديها بالزواج من ذلك الشاب البسيط بالفشل، وفي أحد الأيام اختفت بلانش نهائيًا، وأعلنت عائلتها أنها مفقودة وتم تحرير محضر بفقدها.

في المستشفى:
قام الأطباء في المستشفى بعمل الفحوصات الكاملة لها حيث كانت تزن 25 كيلو جرام وتعاني من الإعياء والهزال الكامل وقامت الممرضات على تنظيفها ورعايتها، فلم تكن بلانش سوى فتاة هادئة مطيعة تفرح للاستحمام كالأطفال وتستمتع بالهواء النقي لكنها كانت تخشى الضوء ولا تستطيع تحمله، تم تحويل بلانش إلى إحدى المصحات العقلية نتيجة اضطراب ذهني ناتج عن الحبس الذي تعرضت له والمعاناة التي واجهتها حيث أنها لم تعد قادرة على الحياة بصورة طبيعية وظلت على هذه الحالة من السكوت وعدم إدراك الواقع حتى توفت عام 1913 بعد 12 عام من اكتشاف قصتها.

تحقيقات الشرطة:
أظهرت تحقيقات الشرطة أن الفتاة عارضت أهلها في مسألة الزواج من ذلك الشاب الذي رفضه أهلها على الرغم من عمله كمحامي إلا أنه كان يعد من طبقة فقيرة بالنسبة لهذه الأسرة النبيلة، فواجهوا كل محاولاته للزواج منها بالرفض التام، إلا أن الفتاة أصرت على حبه، مما اضطر والديها إلى منعها من الخروج من المنزل فكانت تكتب الرسائل له وتقذفها له عبر السور حيث كانت هذه هي الوسيلة الوحيدة للتواصل مع حبيبها وفي أحد الأيام وأثناء محاولتها لرمي الرسالة كما اعتادت سقطت الرسالة داخل السور وليس خارجها، ووقعت في يد أمها فوجدت فيها أن بلانش تنوي الهرب مع حبيبها فسارعت بإخبار أبيها ومنذ ذلك اليوم لم يعثر على بلانش وانطلقت الشائعات بالمدينة عن هروبها مع حبيبها.

فقام أبوها وأمها على حبسها في تلك الغرفة واعلنوا أنها اختفت وطوال هذه المدة لم يكن يعرف مكان بلانش سوى ثلاثتهم الأم والأب والأخ وبعد وفاة الأب في عام 1882 لم تتوقف الأم بل مضت في حبس الابنة، حتى وصلت هذه الرسالة لمكتب المدعي العام الذي قام بالتحقيق في الواقعة وتوجيه التهم للأم لويزا مونييه والابن مارسيل مونيه وبعد إثارة الرأي العام حولهم وتلقي التهديدات والعبارات القاسية قامت الشرطة بسجن الأم وتم نقلها للمستشفى على أثر أزمة قلبية توفت بعدها حيث ماتت بعد 15 يوم فقط من الاحتجاز.

أما الابن فقد تم توجيه له تهمة تعذيب واختطاف واحتجاز شقيقته على إثر محاكمة استمرت لأربعة أيام انتهت بالحكم عليه بالسجن 15 شهر لكنه قدم استئناف حصل به على البراءة فقام ببيع كل ممتلكاته وانتقل إلى الحياة في أحد القرى النائية حيث لا يعرفه أحد هناك بعيدًا عن الاحتقار واللوم الذي واجهه من الجميع حتى توفى هناك وحيدًا.

وقد أغلقت التحقيقات تمامًا في هذه القضية التي أصبحت مثار للرأي العام بعد اكتشاف مكان الفتاة ووجودها على هذه الحالة المزرية والمخيفة هذه الفتاة التي عاشت حياة النبلاء وانتهت حياتها بهذه الطريقة الموحشة والقاسية.

الوسوم
قصص عالمية