القعقاع بن عمرو التميمي أحد الرجال الشجعان الذي أثبت جدارته في المعارك والفتوحات الإسلامية ، فقد كان رضى الله عنه ذو شخصية قوية ، شديد الذكاء ، ذو عبقرية خاصة في المعارك العسكرية ، وهذا ما ظهر في معركة القادسية ، وفي هذا المقال نتحدث عن كل جوانب حياة القعقاع بن عمرو التميمي.

مواقف من حياته مع الرسول

كان للقعقاع الكثير من المواقف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأحدى المواقف كانت تحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم معه عن الجهاد وما أعده له فقال له رسول الله “ما أعددت للجهاد؟ قال: طاعة الله ورسوله والخيل قال رسول الله: تلك الغاية”.

أثر القعقاع في الآخرين

كان القعقاع رضى الله عنه أثر كبير على الكثير من النفوس ، ففي اليوم الثاني لمعركة القادسية ، جاءت الخيل قادمة من الشام ، وكان في مقدمتهم هاشم بن عتبة بن أبي وقاص ، والقعقاع بن عمرو التميمي ، وقد قام القعقاع بتقسم جيشه إلى أعشار وكانوا يبلغون ألف فارس ، فتحركوا عشرة ثم عشرة ، فلا تتحرك العشرة الثانية إلا بعد وصول العشرة الأولى وهكذا حتى وصلوا جميعا على المساء ، فعمل هذا على إلقاء الرعب في نفوس العدو ، فظنوا أنهم كثيرين وأن جيش المسلمين قد يصل إلى مائة ألف جندي ، فهبطت هممهم ، وعندما وصل القعقاع فقاتل بهمن جاذويه قائد قلب جيش الفرس فور وصوله فقتله ، وفي الصباح أمر القعقاع جيشه أن يتحرك في الخفاء ثم يأتون إلى المدينة مرة أخرى ولكن هذه المرة قادمين مائة ثم مائة ، حتى ظن الفرس أن جيش المسلمين لا عدد له ، فهبطت عزيمتهم ، وعندما بدأ القتال في اليوم الثالث والذي أطلق عليه يوم عمواس.

وقد كان الفرس يستخدم الفيلة في القتال ، فعندما رأت الخيل الفيلة نفرت ، فلما رأى القعقاع ذلك قال لعاصم بن عمرو “اكفياني الفيل الأبيض” ، وقال لحمال والربيل “اكفياني الفيل الأجرب” ، فقاما بضرب الفيل الأبيض بين عينيه ، فنفض رأسه وطرح ساسته ، فقام القعقاع بضربة فوقع جانبا ، وفي هذه الليلة بع العشاء قام القعقاع ومن معه بمهاجمة الفرس بعد صلاة العشاء ، فأستمر القتال حتى الصباح فقال مخاطبًا جيوش المسلمين “إنَّ الدبرة بعد ساعة لمن بدأ القوم بالتخاذُل؛ فاصبروا ساعة واحملوا؛ فإنَّ النصرَ مع الصبر ، فآثروا الصبرَ على الجزع” ، فلما جاءت الظهيرة ، أرسل الله ريحاً هوت بسرير رستم ، فوصل إليه القعقاع فوجده فرب هاربا.

فتوحات القعقاع بن عمرو التميمي

يوم عماس

يوم عاس هو يوم 15 شعبان عام 15 هجريا ، وشهد اليوم عمل استراتيجيا للقعقاع بن عمرو التميمي ، والذي رأى أن التعب والانهاك نال من جيش المسلمين ، فقام القعقاع بأخذ جنوده سرا والذي بلغ عددهم ألف جندي ، وقام بتقسيمهم إلى عشر مجموعات كل مجموعة مائة جندي ، وقال لهم “إذا طلعَتِ الشمس ، فأقبلوا مائة مائة ، كلما توارَى عنكم مائة فليَتْبَعها مائة ، فإنْ جاء هاشم فذاك ، وإلا جدَّدتُهم للناس رجاءً وجدًّا” ، فعمل هذا على بث الرعب في نفوس الفرس فظنوا أن المسلمين جاءهم مدد من الجنود ، كما رفع من معنويات جنود المسلمين ، وان دل هذا فانه يدل على ذكائه.

ليلة الهرير

ليلة الهرير هي الليلة التي وقف فيها الفريقان كل منهم في مواجهة الأخر ، فجاء سهم من جهة الفرس ، فأصاب خالد بن عمر التميمي ، فأثار ذلك القعقاع بن عمرو فزحف ببني تميم بغير إذن سعد ، فلما علم سعد بذلك دعا الله وقال “اللهم اغْفرها له وانْصُره ، قد أذِنْتُ له إذْ لم يستأذنِّي ، واتميماه سائر الليلة” ، فأقر سعد بن أبي وقاص ما فعله القعقاع بن عمرو التميمي وقال “إنَّ الأمر الذي صنَعَ القعقاع ، فإذا كبَّرتُ ثلاثًا فازحفوا” ، وخَلْفَ القعقاع اندفعتْ “كِنْدة ، والنخع ، وأسد” ، فقام بالدعاء لهم بما دعا للقعقاع بن عمرو ، فاشتد القتال فكان قتالا لم يقم المسلمون بمثله قط.

فتح دمشق

تحرك جيوش المسلمين من أجل فتح دمشق ، ولكنها كانت محاطة بالأسوار المنيعة ، فجاء إلى ذهن القعقاع حل ذكي وهو أن تقوم مجموعة من المسلمين بتسلق الأسوار وفتح الأبواب من الداخل ، فوافق خالد بن الوليد على هذا الحل الجريء ، فيقوم خالد بن الوليد بتنفيذه هو والقعقاع بأنفسهم ، وآخرين من الأبطال ، فيفتحوا الباب ويعبر المسلمين منه ، فقاتلو أهل دمشق حتى استسلموا.