يعجز الكثير من البشر على حل مشكلتي القلق والخوف، حيث اصبح كلا من القلق والخوف من اكثر الامراض النفسية المنتشرة الآن، وعلى الرغم من سهولة التعامل مع تلك الأمراض، للقضاء عليها والعيش في سلام وراحة بال، إلا أن البعض يفضل اللجوء إلى الأطباء النفسيين وتناول العلاجات والأدوية التي لها اضرار بلا شك.
ولكن يمكن التقرب إلى الله عز وجل والدعاء له، بأدعية الخوف والقلق خاصة من المستقبل، ليكتب له الله مستقبل أفضل، فالدعاء يغير القدر .
دعاء القلق والخوف
يمكنُ للشخص أن يحصلَ على الطمأنينة والعافية والأمن من كل شر، بالتزامه بالأدعية التي تُريح قلبه، ومن أفضل ما يُقال من أدعية عند الشعور بالخوف والقلق، ما جاء في الأحاديث الواردة عن الرسول -عليه الصلاة والسلام-، وفيما يأتي أفضل ما يُقال من دعاء الخوف والقلق:
الاستعاذةُ بكلمات الله التامّة بقول: “أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق”، وقول هذا الدعاء ثلاث مرات في الصباح والمساء، إذ إنّ دعاء الخوف والقلق هذا يُعدّ من أسباب العافية من كلّ شر وسوء.
قول دعاء الخوف والقلق: “باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم”، ويُقال هذا الدعاء ثلاث مرات في الصباح والمساء، إذ أخبر الرسول -عليه الصلاة والسلام- أنّه يحمي من أيّ ضرر أو مصيبة.
دعاء الخوف من العدو
“اللهم إنّا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك مِنْ شرورهم”.
“اللهم أنت عضدي، وأنت نصيري، بك أحُول وبِكَ أَصولُ، وبك أقاتِل”.
“حَسْبُنا اللَّه ونعْم الْوَكِيلُ”.
“اللهم لك الحمد كله، اللهم لا قابض لما بسطت ولا باسط لما قبضت ولا هادي لما أضللت ولا مضلّ لمن هديت ولا معطي لما منعت ولا مانع لما أعطيت ولا مقرّب لما باعدت ولا مباعد لما قربت، اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك، اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول، اللهم إني أسألك النعيم يوم العَيلَة والأمن يوم الخوف، اللهم إني عائذٌ بك من شر ما أعطيتنا وشر ما منعت، اللهم حبّب إلينا الإيمان وزيّنه في قلوبنا، وكرّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين، اللهم توفّنا مسلمين وأحينا مسلمين وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين، اللهم قاتل الكفرة والذين يكذبون رسلك ويصدون عن سبيلك وأجعل عليهم رجزك وعذابك اللهم قاتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب إله الحق”.
عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- علمه أن يقولهنّ عند السلطان وعند كل شيء: “لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله ربّ السماوات السبع وربّ العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين”، ويقول بعدهن: “اللهم إني أعوذ بك من شر عبادك”.
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزوة؛ فلقي العدو، فسمعته يقول: “يا مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين”، قال: ولقد رأيت الرجال تصرع تضربها الملائكة من بين أيديها ومن خلفها.
عن علي -رضي الله عنه- قال: لما كان يوم بدر قاتلت شيئًا من قتال، ثم جئت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنظر ما صنع، فجئت فإذا هو ساجد يقول: “يا حي يا قيوم، يا حي يا قيوم” ثم رجعت إلى القتال، ثم جئت فإذا هو ساجد يقول ذلك، ففتح الله عليه.
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “لا تتمنوا لقاء العدو، ولكن قولوا: “اللهم اكفناهم، واكفف عنا بأسهم”، فإذا غشوكم فقولوا: “إنما نحن عبادك وهم عبادك، وإنما نواصينا بيدك ونواصيهم بيدك، وإنما تغلبهم أنت”.
علاج القلق والخوف من القرآن
قراءة آية الكرسي بعد التسليم من الصلاة، وهي: “اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ”، إذ إنّ آية الكرسي أعظم آيات القرآن الكريم لما فيها من توحيد وإخلاص لله تعالى، وقراءة هذه السورة بعد كل صلاة فيها أمن وعافية من جميع الشرور، بالإضافة إلى قراءتها وقت النوم، وقد جاء في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن من يقرأ آية الكرسي لا يقربه شيطان ويكون الله حافظًا له.
قراءة سورة الإخلاص والمعوذتين بعد كل صلاة، لأنها أيضًا من أسباب الشفاء والعافية والأمن، حيث تُقرأ هذه السور مرة بعد الظهر ومرة بعد العصر ومرة بعد العشاء، وثلاث مرات بعد الفجر وثلاث مرات بعد المغرب.
قراءة آخر آيتين من سورة البقرة في كل ليلة: “آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ”
دعاء القلق
اللهمّ إنّي عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيّ حكمك، عدلٌ فيّ قضاؤك، اسألك بكلّ اسمٍ هو لك سمّيت به نفسك، أو أنزلته فى كتابك، أو علّمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك: أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همّي وغمّي.
اللهمّ ربّ السموات السبع وما أظلّت، وربّ الأرضين وما أقلّت، وربّ الشياطين وما أضلّت، كن لي جاراً من شرّ خلقك كلّهم جميعاً أن يفرط عليّ أحد وأن يبغي عليّ عزّ جارك، وجلّ ثناؤك، ولا إله غيرك، ولا إله إلّا أنت.
أعوذ بكلمات الله التامّات من غضبه وعقابه، وشرّ عباده، ومن همزات الشّياطين
ربّي لا تكلني إلى أحد، ولا تحوجني إلى أحد، واغنني عن كلّ أحد، يا من إليه المستند، وعليه المعتمد، وهو الواحد الفرد الصّمد، لا شريك له ولا ولد، خذ بيدي من الضّلال إلى الرّشد، ونجّني من كلّ ضيقٍ ونكد.
اللهم إنّي أسالك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كلّ برٍّ، والسّلامة من كلّ إثم، والفوز بالجنّة، والنّجاة من النّار، لا تدع لي ذنباً إلّا غفرته، ولا همّاً إلّا فرّجته، ولا حاجةً من حوائج الدّنيا هي لك رضاً إلّا قضيتها، برحمتك يا أرحم الرّاحمين.
ربّنا أفرغ علينا صبراً وتوفّنا مسلمين وألحقنا بالصّالحين وأفوّض أمري إلى الله، إنّ الله بصير بالعباد وحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم، وصلّى الله على سيّدنا محمّد الحبيب وعلى آله وصحبه وسلّم.
اللهمّ إنّي أسألك باسمك العظيم الأعظم الّذي إذا دعيت به أجبت وإذا سألت به أعطيت، وإذا استرحمت به رحمت، وإذا استفرجت به فرجت أن تفرّج عنّي ما أنا فيه وأن تكفيني شرّ الحاسدين والمعادين، وانصرني عليهم بنصرك وتأييدك يا قويّ يا معين.