يعرف القنوت عند الفقهاء هو اسم للدعاء في الصلاة في محل مخصوص من القيام، وهو مشروع في صلاة الوتر بعد الركوع، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقنت في جميع الصلوات وحين يصيب المسلمين بلاء فيقنتون في الصلوات الخمس كما فعل الرسول حين قتل القراء في بئر معونة فقنت شهرا ثم تركه، ولا يلزم دعاء معين لصلاة القنوت وهناك الكثير من الأدعية التي يمكن الدعاء بها، ولكن الأفضل ما جاءت به السنة، ولا بأس من الزيادة عليه بلعن الكفرة ومن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والدعاء للمسلمين، وأي دعاء يتم الدعاء به يحصل القنوت ولو قنت بآية، أو آيات من القرآن الكريم مشتملة على الدعاء يحصل القنوت.
ما معني القنوت ؟
دوام الطاعة، الخشوع، أو السكوت، ولكن المراد بالقنوت في الوتر أن يأتي بدعوات بعد الركوع في الركعة الأخيرة من صلاة الوتر.
ما هو حكم القنوت ؟
هو سنة ومشروع عند جميع أهل العلم، فينبغي للمؤمن أن يفعله كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم، وكما فعله الصحابة.
ولدعاء القنوت في صلاة الوتر صيغ واردة منها
1- هذه الصيغة التي علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي رضي الله عنهما، روى الحاكم في المستدرك قال في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع من صلاة الصبح في الركعة الثانية، يرفع يديه فيدعو بهذا الدعاء الذي ذكر في صيغة دعاء القنوت عند الشافعي رحمه الله: وهي اللهم اهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لني فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي ولا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، ولا يعز من عاديت ، تباركت ربنا وتعاليت ، لا منجى منك إلا إليك.
2- وعن علي بن أبي طالب أن النبِي صلى الله عليه وسلم كان يقول في آخر وِتره اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك رواه الترمذي وصححه الألباني وأبي داود.
3- وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه (اللهم إنا نستعينك ونستهديك ونستغفرك، ونؤمن بك، ونتوكل عليك، ونثني عليك الخير كله، نشكرك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك الجد بالكافرين ملحق، اللهم عذب الكفار أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك) وهذا هو الدعاء المروي عن أبي حنيفة.
4- وهناك صيغة أخرى : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.
5-مثل ما قالت عائشة رضي الله عنها: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يستحب جوامع الدعاء، ويدع ما سوى ذلك كسؤال الجنة وما يقرب إليها من قول أو عمل، والتعوذ بالله من النار وما يقرب إليها من قول أو عمل، وسؤاله العفو)
كيفية اداء دعاء القنوت
كان صلى الله عليه وسلم يرفع اليدين في ذلك وهو ينظر إلى محل سجوده، لأنه ثبت أنه صلى الله عليه وسلم رفع يديه في دعاء قنوت النوازل كما عند البيهقي رحمه الله بإسناد صحيح، ولأن رفع اليدين في الدعاء من أسباب الإجابة، أما مسح الوجه باليدين بعد الدعاء فقد ورد فيه أحاديث فيها ضعف، وحسنها جماعة من أهل العلم، أما الأحاديث الصحيحة فليس فيها مسح.
وقد خطب النبي صلى الله عليه وسلم الجمعة واستسقى ولم يمسح، وكذلك استسقى في صلاة الاستسقاء ولم يمسح، ولم ينقل عنه أنه مسح عليه الصلاة والسلام، فمن ترك فهو أفضل، ومن مسح فلا حرج إن شاء الله. ويكون القنوت بعد الركوع، هذا هو الأفضل، وإن تم القنوت قبل الركوع فلا بأس، لكن الأفضل والغالب من فعل النبي صلى الله عليه وسلم أنه يكون بعد الركوع.