جميعنا على دراية بالحنين إلى الوطن ، ومعظمنا قد عاش في مرحلة ما من حياته هذا الإحساس ، فإنها حالة نفسية ناجمة عن الانفصال عن البيئة المنزلية ، أو الآباء ، أو حتى بعض الأشياء التي يتعلق بها الإنسان . يمكن أن يكون هذا الانفصال هو انفصا فعلي أو انفصال متوقع حدوثه . قد يؤدي هذا الشعور إلى القلق والاكتئاب ، والذي يمكن أن يتراوح من معتدل إلى حاد .

معلومات عن أزمة الحنين للوطن

على الرغم من أن جميع الأعمار يمرون بأزمة الحنين إلى الوطن ، إلا أنها تظهر  في الغالب بين الأطفال والمراهقين . قد تتطور لدى الأطفال إلى إحساس بالعجز عند حضور اليوم الأول في المدرسة أو خلال المخيمات الصيفية . هذا القلق الانفصالي شائعًا بين المراهقين أيضًا ، حين يبدأون حياتهم في المدارس الداخلية أو الجامعات . هذا لا يعني أن البالغين ليسوا عرضة لهذه الأزمة ، فقد يشعرون بها وقد تكون شديدة ، لكن تكون شدتها أقل بالمقارنة مع الأصغر سناً .

تعريف الحنين إلى الوطن

بعبارات بسيطة ، يمكن تعريف الحنين إلى الوطن بأنه شعور فقدان للوجود بالمنزل ، وخاصةً مع الوالدين والأحباء . كل شخص تتطور علاقته بالوالدين ، بالمنزل ، والأشياء والمتعلقات التي في بيته خلال أيام الطفولة ، ويجعل هذا التعلق من الصعب على الأطفال التكيُّف مع محيط غير مألوف بدون حضور آبائهم .

أسباب ظهور أزمة الحنين للوطن

يمكن أن يؤدي ذهاب الأطفال إلى المخيمات الصيفية و نومهم بعيد عن بيتهم إلى إثارة قلق الانفصال والحنين إلى الوطن . في حين أن بعض الناس يواجهون الاكتئاب والقلق ، يمكن أن يكون سببًا لاضطرابات التكيُّف في الآخرين . يمكن أن يسبب أيضًا بعض الأعراض العاطفية أو المعرفية أو الجسدية . تتمثل هذه الأعراض مثلاً في المشاكل الصحية وهي غالباً ما تظهر في الحالات القصوى . قد تتطور عند بعض الناس ميلاً للانتحار نتيجة الحنين إلى الوطن .

كيفية التعافي من أزمة الحنين للوطن

لا يوجد مكان آخر في العالم مثل بيت الإنسان ووطنه

وبناءًا على هذا ، فمن حق كل إنسان ، وحتى الحيوانات ، الشعور بالحنين إلى الوطن ، فهو ظاهرة طبيعية يجب التغلب عليها بمرور الوقت ، أو مع التقدم في السن . ومع ذلك ، في حالة الأطفال الذين هم أكثر عرضة لتطوير الحنين إلى الوطن ، يمكن لأولياء أمورهم مساعدتهم .

دور الوالدان من أجل تغلب أبنائهم على هذه الأزمة

يلعب الآباء دوراً هاماً في مساعدة أطفالهم على التغلب على الحنين إلى الوطن . على الآباء أن يجعلوا أبنائهم يفهمون أنهم سيغادرون لفترة قصيرة وسيعودون في غضون بضعة أيام . سيكون من الأفضل إشراك الأبناء أثناء اتخاذ القرارات المتعلقة بإقامتهم خارج المنزل . يمكن للوالدان أن يشرحا لهم فوائد الرحلة ، أو عن التعامل مع الأطفال الآخرين ، الذين سيرافقونهم . حاول أن تبني شعوراً بالحماس فيهم ، بحيث يطغى على قلق الانفصال .

إرسال أغراضهم المفضلة معهم أثناء تركهم للمنزل

يمكن أن يكون لديهم لعبة مفضلة أو وسادة أو بطانية فأرسلاها معهم ، فهذه الأشياء لها دور مدهش في علاج أزمة الحنين للوطن . يمكنكما جعلهم مستعدين ذهنياً بإعطائهم فكرة تقريبية عن الأشخاص الذين سيقابلونهم ، أو الأماكن التي سيزورونها .

إن أمكن ، قدم أطفالك إلى زملاء ومعلمين آخرين في المكان الذي سيذهب له مسبقًا

العثور على وجوه مألوفة سيقلل من التوتر والقلق إلى حدٍ كبير ،  شجعهم على تكوين صداقات جديدة وإشراك أنفسهم في أنشطة مثيرة للاهتمام أثناء إقامتهم بعيدًا عن المنزل . يمكنك أيضاً توصيل نفس النصيحة إلى البالغين “مشرفين الرحلة” الذين سوف يقيمون مع الأطفال .

حتى لو كنت قلق على أطفالك ، لا تدعهم يشعرون بمشاعرك

مشاعرك القلقة قد تُزيد الأمور سوءًا بالنسبة لهم . يجب عليك البقاء على اتصال مع أطفالك عندما يكونون بعيدًا ، خاصةً في أول مرة . إذا كانت مدة الإقامة طويلة ، يمكنك أن تطلب منهم التواصل من خلال الرسائل والمكالمات الهاتفية .

عند الفشل في طمأنينة طفلك

إذا فشلت جميع الإجراءات في جعل طفلك مستعدًا للرحلة أو الإقامة خارج المنزل ، فلا تجبره على ذلك . إمنحه المزيد من الوقت للتأقلم مع حقيقة أنه مضطر للبقاء بعيدًا عن المنزل لبعض الوقت .