هو أبو محمد عبدالله بن المقفع [106هـ – 142هـ]، ذو أصول فارسية، فهو مفكر وكاتب فارسي، ولد في بلاد فارس وقيل بالبصرة وكان مجوسيًا، لكنه اعتنق الإسلام، ودرس العربية وبرع فيها حتى أصبحت له مؤلفات عديدة باللغة العربية مشهورة مثل كتاب كليلة ودمنة، عاش ابن المقفع في عصر الخلافة الأموية والخلافة العباسية وقتل وهو ما زال شابًا في السادسة والثلاثين من عمره على يد سفيان بن معاوية الذي قتله ومثل بجثته.

السبب وراء تسميته “المقفع”:
السبب الحقيقي وراء هذه التسمية قيل أن والده كان يعمل في القفاع ويبيعها، وقيل أنه سرق من أموال المسلمين وهو مجوسي فقام الحجاج بن يوسف الثقافي والي العراق وبلاد فارس بمعاقبته بأن ضربه على يديه حتى تورمت واعوجت وتفقعت يديه فناداه الناس بالمقفع ونودي بعدها ابنه بابن المقفع.

ابن المقفع وأخلاقه الحميدة:
اشتهر عبدالله ين المقفع بكثير من الخصال الحميدة مثل الذكاء والكرم والإيثار والوفاء والعلم والمعرفة حيث استطاع أن يجمع بين العربية والفارسية واليونانية كما اشتهر بالفصاحة والبلاغة وطلاقة اللسان، وهو ما اشتهرت به جميع مؤلفاته التي نالت الاستحسان والشهرة الواسعة ويروى أنه سئل ذات مرة عن هذه الصفات الحسنة فقيل له: من أدبك؟ فقال: إذا رأيت من غيري حسنًا آتيه، وإن رأيت قبيحًا أبيته.

خلافه مع سفيان بن معاوية:
على الرغم من حسن الخلق الذي اشتهر به بن المقفع بين قومه إلا أنه كان على عداوة كبيرة مع سفيان بن معاوية فقد كان بن المقفع شديد اللهجة عليه، كثيرًا ما يسخر منه وهو ما يعد السبب الحقيقي وراء قتل سفيان له، وتبدأ الفتنة بينهما عندما افترى سفيان على عبدالله بن المقفع بما ليس فيه وقد وصل الكلام إلى عبدالله فقال لسفيان يسب أمه: يا ابن المغتلمة والله ما اكتفت أمك برجال العراق حتى نكحها رجال أهل الشام، يريد بذلك إهانته وتوجيه السباب والمعايرة له بزواج أمه أكثر من مرة.

وهو ما جعل نار الحقد والضغينة تشتعل بينهما ويقرر سفيان حينها الثأر لأمه والانتقام لها وعندما صار سفيان والي البصرة أثناء حكم الخليفة أبو جعفر المنصوري، أرسل في طلب ابن المقفع وقال له وهو بين يديه: أتذكر ما قلت عن أمي، وهنا يرد عليه ابن المقفع نادمًا متوسلًا عن ما صدر منه من إساءة الأدب: أنشدك وأسألك بالله أيها الأمير، لكن سفيان يتوعده بأن يقتله شر قتلة جزاءً على مقولته وبالفعل قتله ومثل بجثته، وقد مات وهو في السادسة والثلاثين من عمره.

أشهر مقولات ابن المقفع:
– ابذل لصديقك دمك ومالك
– إذا أسديت جميلًا إلى إنسان فحذار أن تذكره، وإذا أسدى إنسان إليك جميلًا فحذار أن تنساه.

– إذا نابت أخاك إحدى النوائب من زوال نعمة أو نزول بلية، فاعلم أنك قد ابتليتَ معه؛ إما بالمؤاساة فتشاركه في البلية، وإما بالخذلان فتحتملُ العارَ فالتمس المخرجَ عند أشباه ذلك، وآثر مروءتك على ما سواها، فإن نزلت الجائحةُ التي تأبى نفسك مشاركةَ أخيك فيها فأجمل، فلعلّ الإجمال يسعك، لقلة الإجمال في الناس، وإذا أصاب أخاك فضلٌ فإنه ليس في دنوك منه، وابتغائك مودته، وتواضعك له مذلةٌ. فاغتنم ذلك، واعمل به.

– صحبة الأخيار تورث الخير وصحبة الأشرار تورث الندامة.
– قال عن النساء: هن طعام لا يأكله الإنسان إلا إذا جاع، وقال أيضًا: هن الطعام سريع الفساد.