فتن آخر الزمان كما حدثنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي من علامات اقتراب الساعة ومنها ما ورد ي حديث أبي هريرة رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: ((يتقارب الزمان، وينقص العمل، ويلقى الشح، ويكثر الهَرْج))، قالوا: وما الهرج؟ قال: ((القتل القتل))؛ [متفق عليه] ويما يلي احاديث فتن اخر الزمان كما وردت في أحاديث صحيحة.                          

احاديث فتن اخر الزمان الصحيحة

انتشار الجهل ونقص قيمة العلم

تعتبر تلك العلامة أو تلك الفتنة من أوائل الفتن التي ستنتشر بشكل كبير في آخر الزمان قبل قيام يوم الساعة، فهناك حديث نبوي شريف يؤكد ذلك وهو (إن الله لا يقبض هذا العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يترك عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا ، فسُئلوا فأفتوا بغير علم ، فضلوا وأضلوا)، ومن خلال ذلك الحديث نستخلص ما سيحدث بقيمة العلم نتيجة موت واختفاء العلماء، وتلك من اكبر الفتن التي قد يواجهها الإنسان.

كثرة الزنا والفحشاء

لم يكن ارتكاب المعاصي والزنا جهرا من الأشياء العادية بالعصور السالفة، ولذلك كان أصحاب تلك الفعلة يهجرون الناس وبعيدين كل البعد عن التواجد بينهم، ولكن مع حلول آخر الزمان فسيختلف ذلك، حيث ستتم تلك المحارم والفحشاء وارتكاب المعاصي المحرمة جهرا، بالإضافة إلى استخدمها الكثير من الأشخاص كسبب للربح والحصول على المال، وهناك حديث نبوي يؤكد ذلك وهو (لا تقوم الساعة حتى يتسافدوا في الطرق تسافد الحمير) .

انتشار ومزاولة الغناء والعزف

يعتبر الغناء والعزف من الأشياء المحرمة والغير مستحبة بالإسلام، حيث أنها تعتمد على طرق لإغواء الناس وإثارة الفتن والغرائز، ولذلك كانت محرمة، ففي قديم العصور كان يستخدم الغناء لجلب الأشخاص للبيوت التي تمارس فيها الرزيلة والزنا والمعصية، ولذلك ظل الغناء بتلك البصمة، ولكن مع تغير الزمن وتطوره أصبحت الناس لا تعلم أمور دينها، ولذلك يعتبر تفشي وانتشار الغناء والعزف من أشر فتن آخر الزمان.

شرب الخمر واستحلاله

لقد حرم الله سبحانه وتعالى شرب الخمر بشكل مباشر في الآيات القرآنية، ولكن مع تطور الزمان أصبح الكثير من المسلمون يستحلونه ويشربونه، وهؤلاء الناس من يعرفوا باسم الضالين، حيث تكون أسمائهم تدل على ديانتهم، ولكنهم لا يعملون بها، وهناك حديث نبوي يوضح تلك العلامة وهو (ليكونن من أمتي قوم يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف)، ويعني ذلك الحديث أن الناس ستسحل الحرام وستأكله وتقوم بالمعاصي بالرغم من معرفتهم عاقبة ذلك.

كثرة القتل وإهدار الدم

ومن علامات الفتن المعروفة أن تستبيح الناس الدماء وتهم بالقتل والعدوان، كما أن الإنسان سيستحل دم أخيه وسيقتله، وبالرغم من تحريم الدين ذلك، ولكن سيقوم الكثير من الناس بالقتل وستصبح تلك العلامة من أسوء علامات اقتراب الساعة، ومن الأحاديث النبوية التي أكدت ذلك هو الحديث النبوي الشريف (سيصيب أمتي داء الأمم ، فقالوا يا رسول الله : وما داء الأمم ؟ قال : الأشر والبطر ، والتكاثر والتناجش في الدنيا ، والتباغض والتحاسد حتى يكون البغي).

فتن آخر الزمان الصحيحة

هناك بعض الفتن التي ستنتشر بشكل متتالي على مر الزمان، وسيراها الإنسان وسيعتاد على وجودها، ويمكننا توضيح تلك الفتن من خلال الآتي:

– عدم قيام الشخص المؤتمن بصون الأمانة ومراعاة حقوق صاحبها، بل يستغلها ويظلم صاحبها، بالإضافة قطع صلات الأرحام، حيث ستنفر الناس من بعض ولا يريد أي منهم الود أو الرحمة أو المحبة، وبالتالي ستضيع قيمة الأنساب، وستبدأ الناس بالكره والجحود، مما سيعود عليهم بالشر، كما سيقوم الناس بعدم الشهادة بالحق وتفضيل الباطل على الحق وموت صاحب الحق مظلوم، حيث ستضيع قيمة العدالة وأسسها بين الناس، ولا يعني ذلك ضعف الحق، ولكن ذلك نتيجة ما يفعل الناس ونتيجة بعدهم عن الدين وذكر الله وتذكره، ولقد قال رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه (إن بين يدي الساعة تسليم الخاصة ، وفشو التجارة حتى تعين المرأة زوجها على التجارة ، وقطع الأرحام ، وشهادة الزور ، وكتمان شهادة الحق ، وظهور القلم).

– كما ستضيع القيم وسط الناس، ولن تصبح للسلوكيات القويمة أية قيمة وسيبدأ الناس في الطغيان والظلم، حيث قال رسولنا الكريم (سيأتي على الناس سنوات خداعة ، يصدّق فيها الكاذب ، ويكذب فيها الصادق ، ويؤتمن فيها الخائن ، ويخون فيها الأمين ، وينطق فيها الرويبضة ، قيل وما الرويبضة ؟ قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة).

– سعي الناس وراء الرفاهية والحصول على الملذات دون أن يتذكروا ربهم، مما يجعلهم يقعوا بضلال مبين لا يوجد منه أي فائدة، فلقد قال رسولنا كريم صلى الله عليه وسلم (إن من شرار أمتي الذين غذوا بالنعيم ، الذين يطلبون ألوان الطعام وألوان الثياب ، يتشدقون بالكلام).