القرآن الكريم ، و القياس بقراءته هو من أحد العبادات في الدين الإسلامي ، و التي تعمل على زيادة قرب العبد المسلم من ربه عز وجل ، و لا يوجد لقراءة القرآن الكريم عدداً من الشروط ، و الآداب الواجب الحرص عليها من جانب العبد المسلم ، حيث يوجد من تلك الشروط ، والآداب ماهو فرضاً ، و منها ماهو مستحباً ، و منها ماهو مرغوب فيه ، و ذلك لجميع الفئات من المسلمين ، و من هذه الشروط ، و الآداب الخاصة بقراءة القرآن الكريم .

 الشروط المتعلقة بالنية الداخلية للعبد المسلم :- يوجد عدداً من الشروط الواجب توافرها  في النية الداخلية للعبد المسلم ، علاوة على مجموعة من الآداب الواجب مراعاتها عند قراءة القرآن الكريم ، و هي :-

أولاً :-الإخلاص الشديد لديه في نية القراءة ، حيث يجب أن تكون نية الفرد المسلم هي رضا الله عز وجل ، و التقرب منه لا لطلب الرفعة أو الثناء من جانب الناس مع استحضار العبد المسلم لعظمة المولى عز وجل ، حيث أنه كلما ما عظم الخالق عز وجل في قلب العبد صغرت الدنيا ، و شئونها في نفسه .

ثانياً :- التوبة ، و الابتعاد عن المعاصي ، و التي تعمل على إطفاء القلب ، حيث يصبح أكثر قسوة ، و غلظة فلا يتأثر بمعاني القرآن الكريم فينتج عن ذلك تعلق القلب بالحياة الدنيا ، و بشئونها .

ثالثاً :- ضرورة الحرص من جانب العبد المسلم على فهم كل كلمة تقرأ مع التدبر ، و الامتثال لأوامر الله جل شأنه ، و التي ذكرها في القرآن الكريم .

رابعاً :- تفاعل قلب العبد مع تلك المعاني المختلفة من القرآن الكريم .

خامساً :- أن يقوم العبد المسلم باعتبار أن أي خطاباً من القرآن الكريم هو خطاباً موجهاً إلى النفس .

سادساً :- تجنب الوقوع في موانع الفهم ، و هي المقصود بها انشغال العبد بالتجويد عن الفهم ، و الاستيعاب لأيات المولى عز وجل .

الشروط الظاهرية :- يوجد عدداً من الشروط الظاهرية ، و التي يجب على العبد المسلم الالتزام بها فمنها ما هو واجباً ، و منها ما هو مستحباً ، و هي :-

مجموعة الشروط الواجبة :- وهي تلك الشروط الخاصة بعملية التطهر ، و الوضوء من جانب العبد المسلم قبل بداية قراءته للقرآن الكريم ، و ذلك امتثالاً ، و تنفيذاً لقول المولى عز وجل في محكم أياته قوله تعالى ( لا يمسه إلا المطهرون ) ، و من مفهوم تلك الأية الكريمة يتضح وجوب التطهر ، و الاغتسال من الجنابة في حال وجوبها أولاً ، أما بالنسبة للمرأة فيكون المفترض عليها أن تقوم بالتطهر في حالة الحيض أو النفاس ، علاوة على الجنابة إلا في حالة وقوع حدثاً أصغر فيجوز قراءة القرآن الكريم ، و لكن عن ظهر قلب ، و ذلك لعموم الأدلة على جواز ذلك .

 مجموعة الشروط المستحبة :- و هي عبارة عن مجموعة الشروط ، و الآداب المستحبة ، و التي قد تناقلها الصحابة الكرام عن الرسول صلى الله عليه وسلم  ، و منها :-

أولاً :- التعوذ بالله عز وجل أولاً من الشيطان الرجيم ، و البدء بأسم الله الرحمن الرحيم ، حيث أن ذلك من السنن التي أخذت عن الرسول صلى الله عليه وسلم عند القيام بقراءة القرآن الكريم إذ أنه ليس من الواجب تغطية الرأس للمرأة في أثناء قراءتها للقرآن الكريم ، و ذلك ما قد أكد عليه الشيخ إبن عثيمين في فتاواه .

ثانياً :- من المحبب استخدام السواك في تنظيف الأسنان قبل القيام بقراءة القرآن الكريم  .

ثالثاً :- من المستحب أن يقوم العبد المسلم عند قيامه بقراءة القرآن الكريم أن يستقبل اتجاه القبلة ، حيث لا يوجد أفضل من وجهة الكعبة الشريفة ، و لا خير في حال إذا لم يقم العبد المسلم باستقبال القبلة عند قيامه بالقراءة لأن في ذلك عدة أراء لعلماء المسلمين .

رابعاً :- من المستحب أن يعقد الفرد المسلم النية على المواظبة ، و الدوام على قراءة القرآن الكريم ، و ذلك من خلال تخصيصه ورداً يومياً للقرآن الكريم .

خامساً :- من المستحب أن يقوم الفرد المسلم باختيار المكان المناسب لقراءة القرآن الكريم  مثال ألا يقوم بالجلوس بالقرب من التلفاز أو المذياع .

سادساً :- من المستحب عند القيام بقراءة القرآن الكريم أن يكون الذهن صافياً ، و الجسد في راحة .

سابعاً :– من المستحب قيام العبد المسلم بتكرار الأية الكريمة مرات ، و مرات ، وذلك من أجل فهمها ، وحفظها في نفس الوقت .

ثامناً :- مراعاة الترتيل ، و التجويد ، و ذلك بما تعرفه من أحكاماً خاصة بقراءة القرآن الكريم طبقاً لقول المولى عز وجل في محكم أياته الكريمة ( ورتل القرآن ترتيلاً ) .

تاسعاً :- من المستحب الخشوع الكامل للعبد المسلم عند قيامه بقراءة القرآن الكريم  .