هناك العديد من الآيات الكريمة التي يقدم العلم العديد و العديد عن تفسيراتها و معانيها ، و من بين تلك الآيات ( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ).
تفاسير حول الآية
– الكثير من المفسرين حاولوا تفسير هذه الآيات الكريمة ، فقد كان تفسيرهم أن العين من الممكن أن تقوم بفضح الكثير من الأسرار ، هذه هي الحالة الوحيدة التي تمكن فيها العلم من إثبات خيانة العين ، فكيف يكون ذلك و هل هذه الكلمات تفسير علمي حقيقي ، هل العين من الممكن ان تخون حقا .
– الحقيقة أن هناك العديد من العمليات البحثية دارت حول هذا الأمر ، و أغلب هذه الدراسات باءت بالفشل ، وصولا إلى بحث واحد في عام 2015 ، و كان عنوان هذا البحث الجارديان ، هذا البحث الذي تمكن من إثبات أن العيون من الممكن أن تكشف عن أفكار صاحبها و لهذا الأمر سميت بخيانة العين .
بحث الجارديان
– نتج هذا البحث عن سنوات طويلة من البحث العلمي ، تمكن فيها العلماء من ملاحظة الحركات السريعة للعيون ، هي تلك الحركات التي تحدث كرد فعل عن الحالة التي يحياها الفرد ، تكشف مثلا على حالة من السرور أو المفاجئة أو الخوف أو ما شابه ، و يذكر أن هذه الحركات السريعة تقدر بجزء بسيط جدا من الثانية ، و قد أثبت هذا البحث أنها قادرة على عكس ما يدور في أدمغتنا من أفكار و أسرار .
– فقد كان من بين هذه الدراسات القديمة ، دراسة قدمت من جامعة زيورخ ، تلك الدراسة تحدثت عن تلك الحركات السريعة التي تتميز بها العين ، و التي كانوا يظنون أنها حركات عشوائية ، في ذاك الوقت و مع العديد من الدراسات تبين أنها حركات منظمة جدا ، تعبر عن كافة الأفكار و القرارات التي تدور في دماغ الفرد .
– كل هذه الحركات يمكن كشفها و تصويرها من خلال تقنية حديثة تعرف بتقنية التصوير الحديث ، و يتم كشف بياناتها و معالجتها من خلال الحاسب الآلي .
– و يتحدث أحد الباحثين من جامعة لوند ، بأن العين يمكن أن تتحرك بسرعة مذهلة جدا عند رؤية مشهد قد رأته من قبل ، و السبب في ذلك الإتصال الذي يحدث بين العين و الدماغ ، و كذلك معالجة الأفكار السابقة و طرحها من جديد فتبدأ العين بالتحرك بهذه الطريقة لمعالجة الأفكار في الدماغ ، و كل هذا يحدث دون أن يشعر الإنسان من الأساس .
– كذلك قدم الباحثين من جامعة لندن بعض الأبحاث ، التي كان مفادها أن العين تقوم ببعض الحركات المحددة ، هذه الحركات تعني أن صاحبها يتخذ قرارا ، و بشكل خاص عندما يكون القرار المتخذ من النوع الخطير ، و كذلك عندما يدور في رأس الإنسان بعض الشهوات أو الرغبات .
– و الجدير بالذكر أن كل هذه الأمور من الممكن أن تفضح بسهولة من خلال حركة العين ، بمجرد التدقيق في عين من يتحدث يمكنني معرفة ما إذا كان يفكر فيما نقول ، أو أنه مشغول في أمر آخر أو غير ذلك ، بالمعنى الأدق العين تفضح صاحبها .
التطبيق على الآية القرآنية
– يذكر أن العلماء الباحثين الذين تولوا هذا الأمر اسموا حركات العيون بأنها حركات خيانة لصاحب العين ، و ذلك لأنها من الممكن أن تكشف ما لا يريد الإفصاح عنه ، بتطبيق هذه الكلمات على الآية الكريمة نجدها قد قالت خائنة الأعين .
– تلك الكلمات التي قام العديد من المفسرين بتفسيرها على أنها استراق النظر ، أو النظر إلى المحرمات أو الغفلة ، أو فضح العين برغبات الإنسان في الأمور المحرمة .
– و لكن بعد سنوات عديدة من العلم أن القرآن الكريم في تلك الآية الكريمة التي نزلت قبل قرون عديدة ، تمكن من إثبات ما أثبته العلم الحديث في أحدث الأبحاث التي قدمت منذ سنوات قليلة .