تعتبر اللغة المنطوقة أحد أهم وسائل التواصل في مجتمعاتنا المعاصرة، وقد كانت كذلك على مر التاريخ، حتى أنها بدأ يقل استخدامها حاليًا بعد أن انتشرت وسائل التواصل الاجتماعي والتواصل النصي، ورغم ذلك لا زالت هي المسيطرة على التعامل البشري وستظل كذلك دومًا مهما تعاظم شأن التواصل المكتوب أو التواصل عبر لغة الإشارة، وفيما يلي نستعرض تعريفات اللغة ومراحل تطورها
أبرز تعريفات اللغة
التعريف الأول
اللغة هي مجموعة منظمة ومنسقة من الأصوات والإشارات والرموز التي تجتمع لتشغل فيما بينها أداة مناسبة من أدوات المعرفة، كما تعتبر أحد أبرز وسائل التفاهم والاحتكاك والتعامل بين البشر في مختلف مجالات الحياة، ولولا وجود اللغة لاستحال على البشر التوصل لمنظومة معرفية تسهم في تطورهم ونهوضهم؛ لأن اللغة ترتبط بالتفكير ارتباطًا وثيقًا؛ ومن خلالها يمكن للإنسان استعراض أفكاره وصياغتها بأسلوب مناسب لنقل المعرفة والحضارة والعلوم والثقافات المختلفة.
التعريف الثاني
ورد عن قدامى النحاة واللغويين أنهم عرفوا اللغة بأنها تلك الأصوات التي يستعين بها كل قوم ليعبرون عن أغراضهم، ورغم كثرة تعريفات اللغة إلا أنها لا تختلف حول المعنى الدلالي بل وتدور حوله بشكل أو بآخر، فالوظيفة الفعلية للغة هي إصدار أصوات توضح لآخرين معاني معينة، وتلك الأصوات تعتبر هي المعنى الوظيفي للغة، بينما هناك معاني أخرى تدور حول علاقة اللغة بالأشخاص، وتعريفات تدور حول سبل التواصل بها، وتعريفات أخرى حول قدرة اللغة على نقل الشعور والمعارف من طرف للآخر.
التعريف الثالث
هذا التعريف يعرف اللغة بانها قدرة عقلية ذهنية تتيح للإنسان القدرة على التعامل مع الآخرين وفهمهم، وهي قدرات مكتسبة نتيجة التعايش في بيئة ما، إلا أنها تحتاج لجهد كبير كي يتعلمها الإنسان إذا كان عمره كبيرًا وأراد تعلم قدرات عقلية أخرى يتواصل بها مع آخرين غير الذين اعتاد التواصل معهم بقدراته اللغوية، كما أن اللغة قد تتطور بشكل عفوي في البيئات التي يعيش فيها الناس أو يكبرون معا بدون لغة مشتركة، كما يمكن استحداث قدرات أخى للتواصل سواء بالإشارة أو بمصطلحات جديدة.
التعريف الرابع
هذا التعريف يرى أن اللغة هي عبارة عن مجموعة من الإشارت التي تحكمها قواعد نحوية تسهم في توصيل المعنى المطلوب، وهذه الإشارات حينما تجتمع معًا لتنتج اللغة، فإنها تبدو على هيئة نظم تركيبية مغلقة تتضمن قواعد وضوابط تشير إلى علامات خاصة ذات معاني معينة، ويرى “تشومسكي” أن هذا الضوابط مجرد سمة فطرية للعقل البشري وأنها تتطور باستمرارية استخدامها والتخصص فيها كعلماء اللغة والخطباء وغيرهم.
التعريف الخامس
يعرف البعض اللغة بأنها عملية التبادل اللفظي أو الرمزي التي تحدث بين البشر، وهو ما يدل على الوظيفة الاجتماعية للغة وكيف أن البشر يستخدمونها للتعبير عن أنفنسهم والتعامل مع الأشياء في البيئة المحيطة بهم.
التعريف السادس
كان لعلماء النفس رأيهم المستقل بهم في تعريف اللغة، حيث قالوا بأنها تلك المجموعة من الإشارات التي تصلح لأن تعبر عن مختلف حالات الشعور الإنساني الفكرية و العاطفية و الإرادية، كما أن اللغة هي تلك الوسيلة التي يمكن من خلالها تحليل أية صورة أو فكرة ذهنية ونقلها لطرف آخر عبر رموز منطوقة، وما عليه سوى أن يعيد تركيب هذه الصورة مرة أخرى في ذهنه ليتفهم المعنى المقصود بالتحديد
مراحل تطور اللغة
من المعلوم أن هناك عدة لغات تنتمي لنفس الأصل المشترك مثل اللغات الهندأوروبية وهي اللغات الأكثر انتشارا والتي تضم الإنجليزية والروسية والهندية، وكذا لغات الصين والتبت، والتي تضم عددًا من اللغات مثل الفصحى واللغات الصينية الأخرى، ولغة التبت، أما اللغات الأفرو آسيوية فتضم اللغة العربية والصومالية، والعبرية كذلك، و أيضا لغات البانتو والتي تشمل اللغات السواحلية، والزولو، ومئات من اللغات الأخرى المستخدمة في جميع أنحاء أفريقيا.
كما توجد لغات مالايو البولينيزية، وهي لغات تضم كل من الإندونيسية والماليزية والتغالوغ، ومئات من اللغات الأخرى المستخدمة في جميع أنحاء المحيط الهادي، وأخيرًا لغات الدرافيديون وهي التي يتحدث بها جنوب الهند والتي تشمل لغة التاميل والتيلجو، وقد توقعت الدراسات أنه في عام 2100 ستفقد اللغات الحالية التي يتحدث بها البشر ما بين 50٪ و 90٪ من مصطلحاتها.