سمع معظمنا عن القصص الملهمة في النجاح وتخطي الصعاب والخروج من الفشل إلى الوصول لأعلى مراتب النجاح، وهناك من حقق إنجازات كانت تبدو مستحيلة، وليس هناك من دليل على ذلك كله أكثر من شركة ابل التي استطاعت أن تنتقل من الإفلاس والذي جعلها تستغنى عن حوالي 75% من العمالة بها إلى أكثر الشركات التي يتم تداول أسهمها والتي تُقدر الآن بتخطيها التريليون دولار ولكن ذلك لم يأتي صدفة أو حظ ولكن جاء لعدة عوامل وهي ما سوف نتناوله من خلال سطورنا القادمة.
بدايات شركة أبل وهبوطها :
كانت بدايات شركة آبل عام 1976 وتأسيسها على يد أثنان هم ” ستيف جوبز وستيف وزنياك “، في جراج أحد المنازل بكاليفورنيا، وكانت الفكرة هي تصنيع أجهزة كمبيوتر ذات أسعار رخيصة وبسيطة، نجحت الشركة حتى وصلت في الثمانينات كواحدة من أشهر الماركات والعلامات التجارية بالعالم.
لكن لم يستمر هذا النجاح كثيرًا فقد تم الإستغناء عن ستيف جوبز من خلال انقلاب في مجلس الإدارة عام 1985، وظلت آبل تعمل في تصنيع الكمبيوتر الشخصي الذي عملت على ابتكاره، ثم بدأت آبل في التعثر بسبب وحسب كلام فريد أندرسون، المدير المالي السابق لآبل، نقص وجود أفكار حديث، وتصنيع منتجات فاشلة، بالإضافة لأهم نقطة وهي اضطراب القيادة، ومع نهاية العام خسرت آبل 867 مليون دولار وكانت القيمة الإجمالية للأسهم 3 مليار دولار واستغنت عن ثلث العمالة الموجودة بها.
من حافة الإفلاس إلى التريليون :
تخطت الآن آبل ما قيمته التريليون دولار ومن أهم الأسباب التي ساعدت على ذلك مجموعة من الخطوات الهامة انتهجتها آبل ومنها ما يلي:
1 – المنتجات والزبائن :
يقول تيم كوك المدير التنفيذى، أن أهم معايير النجاح هو أن يتم التركيز على المنتجات وجودتها والتركيز على الزبائن وما يريدون ويُفضلون وليس القيمة السوقية فقط وهوما انتهجته آبل.
2- الإبداع البشري :
كان جوبز يؤمن بأن التوسع في الإبداع البشري وطرح الأفكار هو الحل لجميع المشاكل وبالفعل كان سببًا في نقل الشركة إلى ما هي عليه الآن الاهتمام بالأفكار للمبدعين من الشباب.
3- الاستحواذ :
يُعد الاستحواذ من قبل آبل على شركة ” نيكست ” المملوكة إلى جوبز هي الخطوة الأولى أو البداية في النجاح الباهر الذي تحقق ، حيث عاد جوبز مرة أخرى رئيسًا تنفيذًا للشركة وهو ما ساعد على نجاحها بإدارته الحادة.
4- الاستدانة :
قام جونز بـ اللجوء إلى شركة مايكروسوفت لمساعدتها في دفع فواتيرها وديونها التي كانت قرابة 150 مليون دولار وبالفعل حصلت على المساعدة النقدية.
5- أي باد وأي فون :
الثورة الحقيقة التي أحدثتها آبل والتي جعلتها ما هي عليه الآن كانت بطرحها منتجات ” أي باد و الآيفون ” هي ما ساعدت على إرتفاع أسهم آبل من جديدة وبصورة كبيرة جدا، فعندما تم طرح الآيفون عام 2007 أحدث ضجة غير مسبوقة في عالم الهواتف والاتصالات، وباعت الشركة حوالي 1.4 مليون هاتف خلال العام الأول من طرحه.
6- الصين :
يرجع نجاح آبل وحصدها التريليون إلى الصين حيث أن أغلب الهواتف التي تبيعها آبل تُصنع في الصين، وتُقدم الصين وحدها ربع حجم الأرباح التي تُحققها آبل، حيث أن الصين من أكبر الأسواق لبيع الهواتف الذكية في العالم.
7- خدمات آبل المتعددة :
أن تحسين المنتج يكون أيضًا عبر تقديم الخدمات للمستخدمين وتقدم آبل العديد من الخدمات مثل” آبل ميوزيك، آب ستور، أي كلاود، آبل باي، تيونز “، وجميعها خدمات للمستخدمين ساعدت في ترويج المنتجات والاقبال الشرائي عليها وبالتالي رفع الأهم.
آيفون الأكثر طلبًا :
أن اجهزة الآيفون تتصدر وبجدارة على إعجاب الكثيرين وبالرغم من أن شركة آبل تحتل المركز الثالث بعد شركتي سامسونج وهواوي إلا أنها باعت من جهاز الآيفون خلال الثلاث أشهر الأخيرة 41 مليون هاتف.